صهر بن لادن يؤكد براءته أمام محكمة في نيويورك من تهم إرهاب

آخر تحديث: الجمعة 8 مارس الساعة 15:36 ت.غ

كل شيء غامض في قصة سليمان أبو غيث، فمكان اعتقاله يبقى مجهولاً، والتهم التي يواجهها لدى مثوله أمام محكمة أميركية اليوم أيضًا غير معلومة، وحتى المكان الموجود فيه لم يعلن عنه صراحة.

بيروت: أعلن سليمان أبو غيث صهر أسامة بن لادن الجمعة براءته من تهم ارهاب وجهت اليه خلال مثوله امام احدى محاكم نيويورك. وامر القاضي بابقاء ابو غيث "قيد الاعتقال" حتى موعد الجلسة المقبلة في الثامن من نيسان (ابريل).

واتهم ابو غيث المتزوج من فاطمة ابنة بن لادن، بالتامر "بهدف قتل مواطنين اميركيين"، وفق وزارة العدل الاميركية. وفي حال ادانته يواجه ابو غيث عقوبة السجن مدى الحياة. وذكرت وزارة العدل في بيان بان ابو غيث كان ظهر الى جانب الزعيم السابق للقاعدة اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ليتوعد الولايات المتحدة باسم القاعدة بان "جيشا كبيرا يتشكل (ضدها)" ويدعو "امة الاسلام" الى خوض معركة ضد "اليهود والمسيحيين والاميركيين".

وبحسب لائحة الاتهام التي نشرتها الوزارة الخميس فان ابو غيث الذي "عمل في خدمة التنظيم الارهابي على الاقل من ايار/مايو 2001 ولغاية 2002 ضمنا" كان "شخصا متورطا في اعداد وتنفيذ جريمة فدرالية ارهابية ضد الولايات المتحدة ومواطنيها وسكانها واملاكهم".

وبعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر القى ابو غيث خطابا توجه فيه الى وزير الخارجية الاميركية في حينه كولن باول، متوعدا اياه بان "العاصفة لن تتوقف ولا سيما عاصفة الطائرات"، محذرا المسلمين والاطفال واعداء الولايات المتحدة من "الصعود على متن طائرة"، بحسب لائحة الاتهام.

واحيا اعتقاله في الاردن قبل بضعة اسابيع الجدل حول ما اذا كان المشتبه بممارستهم الارهاب ينبغي محاكمتهم امام محكمة مدنية او عسكرية، مثل محكمة غوانتانامو.

ويحيط الكثير من الغموض حول قضية أبو غيث، وحتى مكان احتجازه، وكل ما تعلنه مصادر أميركية أنه بحوزة وزارة العدل أو عناصر المباحث الفيدرالية، في ولاية نيويورك. فيما أكدت المصادر أن ابو غيث ليس محتجزًا في سجن غوانتانامو، كما لم يتم احتجازه على متن بارجة أميركية.

ويسود الاعتقاد أنه ألقي القبض مطلع الأسبوع الجاري على ابوغيث في تركيا، ونقل بعدها إلى الأردن، حسب ما أفادت وسائل الاعلام التركية المحلية، ومن ثم تم ترحيله الى الولايات المتحدة الأميركية، لكن كل ذلك يبقى في إطار التكهنات.

ويسود الاعتقاد أن تركيا قررت إرسال أبو غيث إلى الأردن في الأول من هذا الشهر، وهو اليوم نفسه الذي زار فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري تركيا.

لكن مصادر أميركية قالت إن العملية التي قادت إلى اعتقال سليمان أبو غيث، صهر أسامة بن لادن، تمت في العاصمة الأردنية، وبالتنسيق بين المخابرات الأردنية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، لكن عمان نفت ذلك. وقال مسؤولون أميركيون إن ابو غيث لعب دورًا أساسياً في التخطيط لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2011.

وقال جورج فينيزيلوس المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" إن "سليمان ابو غيث تولى منصبًا مهمًا في القاعدة"، مضيفاً أنه استغل هذا المنصب "لتهديد الولايات المتحدة وتحريض أعدائها".

وقال بيتر كينج، العضو الجمهوري البارز في لجنة المخابرات في مجلس النواب، والرئيس السابق للجنة الامن الداخلي بالمجلس: "أشيد بوكالة المخابرات المركزية الاميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي وحلفائنا في الأردن والرئيس أوباما لقبضهم على المتحدث باسم القاعدة سليمان أبو غيث. أثق في أنه أخضع لاستجواب دقيق وأنه سيواجه عدالة سريعة ناجزة".

تهديدات ابو غيث

وظهر أبو غيث عقب هجمات سبتمبر 2011، في مقطع فيديو يجلس بجوار بن لادن، وزعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، يحذر من خلاله الولايات المتحدة الأميركية قائلاً إن هناك "جيشًا عظيمًا يحتشد ضدكم"، وإن عواصف الطائرات ضدها لن تتوقف. كما دعا المسلمين الى المحاربة بوجه اليهود والمسيحيين والأميركيين وكل من يعتبر حليفاً لهم.

من هو سليمان أبو غيث؟

سليمان جاسم أبوغيث، مواليد الكويت عام 1965، وغادر إلى باكستان في يونيو حزيران 2001.ظهر وبصورة مفاجأة على شاشات التلفزيون ومن خلال قناة الجزيرة القطرية بالمتحدث الرسمي لتنظيم القاعدة. أب لستة أطفال ولا يتمتع بحق المواطنة الكويتية بعد سحب الحكومة الكويتية جواز سفره الكويتي.

يعتبر سليمان ابو غيث، الأقرب الى الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ظهر معه في عدد كبير من مقاطع الفيديو، وهو واحد من الثلاثة الأشهر في التنظيم الذي ظهر عقب هجمات سبتمبر 2011 احتفاء بها ولإرسال تهديدات جديدة للولايات المتحدة، الأمر الذي دفع في نهاية المطاف بالحكومة الكويتية إلى إلغاء جنسيته.

لم ينشر الكثير عن حياة ابو غيث قبل هجمات سبتمبر سوى أنه كان مدرسًا وخطيباً في الجامع، وبرزت شعبيته إبّان الاحتلال العراقي للكويت عام 1990 عندما اعتلى منابر المساجد في الكويت وقام بإلقاء الخطب المناهضة للرئيس العراقي صدام حسين.

كان يعد من العناصر النشطة في صفوف الإخوان المسلمين في الكويت قبل وبعد الغزو العراقي. وبحلول عام 1992 لم تعد له علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين لمعارضته مشاركتهم للانتخابات التشريعية. ومنع بعد تحرير البلاد من الخطابة لأنه انقلب على الحكومة والدستور. في أفغانستان تزوج من إحدى فتيات بن لادن، ولديه ما لا يقل عن 23 طفلاً.

مكان وجوده منذ هجمات 11 سبتمبر غير واضح، ويعتقد أنه قد قضى السنوات القليلة الماضية في إيران تحت عنوان: "شكل من أشكال الإقامة الجبرية."

وفي لندن قال "المرصد الإسلامي" وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الإسلاميين أن اسم أبو غيث رفع من قائمة المطلوبين لدى الأمم المتحدة في أغسطس 2011، في حين قالت مصادر أخرى إنه انشق عن تنظيم القاعدة في مارس 2012.