ملثمو القاعدة... يدعمون الاحتجاجات أم يناصرون المالكي

فيما وجّهت وزارة الدفاع العراقية اتهامات إلى المتظاهرين العراقيين باحتضان عناصر من تنظيم القاعدة، ردّ المحتجون أن الحكومة قامت بارسال مجموعة ملثمة إلى ساحة الاعتصام من أجل فض التظاهرات بالقوة.

تبادلت وزارة الدفاع العراقية والمحتجون في محافظة الأنبار الغربية الاتهامات حول وجود عناصر لتنظيم القاعدة بين المعتصمين.. ففي حين اتهمت الاولى المتظاهرين باحتضانهم أكد هؤلاء أن تلك العناصر هم من مؤيدي الحكومة التي دفعت بهم إلى ساحة الاعتصام لخلق مبررات لضربهم.. بينما دعا المرجع السني عبد الملك السعدي المرجعيات الشيعية وابناء الجنوب والوسط إلى دعم متظاهري الاحتجاجات واتهم الحكومة بقتل الابرياء لمجرد مطالبتهم بحقوقهم.

وقالت وزارة الدفاع إن قواتها شخصت "عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي المطلوبة للقضاء وقد ظهر البعض منهم في وسائل الاعلام واعترفوا علناً امام المتظاهرين في مدينة الرمادي (عاصمة محافظة الأنبار 110 كم غرب بغداد) بأنهم ممثلو تنظيم القاعدة الارهابي، وعلى ضوء ذلك قامت قيادة عمليات الأنبار باتخاذ إجراءات امنية احترازية لحماية التظاهرات لمنع تدفق عناصر أخرى من هذا التنظيم إلى ساحة التظاهرات، وكذلك لمنع تدفق الأسلحة والمتفجرات خشية استخدامها او التحريض باستخدامها ومازالت القوات الأمنية تمارس عملها الوطني في تأمين الحماية للمتظاهرين بمسافات محددة مسبقًا".

وأشارت الدفاع في بيان لها اليوم حصلت "إيلاف" على نسخة منه الى أنها "بالاتصال والتنسيق مع عدد من الشيوخ والوجهاء المنظمين للتظاهرات فقد أكدوا دخول مجموعة ارهابية من تنظيم القاعدة إلى ساحة التظاهرات ونتحفظ عن ذكر الاسماء خشية استهدافهم ولدينا التسجيلات والأدلة الكاملة والوقائع والحقائق". واهابت بالمتظاهرين والوجهاء والشيوخ ورجال الدين "لتفويت الفرصة على تنظيم القاعدة الارهابي لاستغلال تظاهراتهم السلمية وعدم السماح لهم بالتسلل واختراق صفوف المتظاهرين والتعاون مع الاجهزة الامنية لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم".

ولفتت انظار "المواطنين بضرورة الابتعاد عن أماكن التوتر وتواجد تنظيمات القاعدة خشية على أرواح الابرياء".. وحذّرت "من يستغل التظاهرات ويدعم تواجد العناصر الإرهابية بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية الصارمة بحقهم ولن تتهاون بالحفاظ على أمن وسلامة المواطنين".

ومن جهته، قال قائد عمليات rlm;الأنبار الفريق الركن طارق العزاوي للصحافيين إن "الجيش مكلّف باقتحام أية بقعة من الأرض rlm;العراقية يشك بوجود تهديد إرهابي أو تهديد للأمن فيها".rlm; وأضاف أن "القوات الأمنية من الجيش والشرطة قامت بتطويق ساحة الاعتصام في الرمادي rlm;عقب دخول ملثمين يقدّر عددهم بين 20 و25 شخصاً قاموا بالهتاف باسم تنظيم القاعدة"، مشيراً إلى أن rlm;هذه القوات "قامت بتفتيش الساحة بعلم المتظاهرين ومساعدتهم وأخذت تعهّداً منهم بإحضار هؤلاء rlm;rlm;(الملثّمين) وعدم تكرار ذلك مستقبلاً.rlm;

لكنّ معتصمي الأنبار ردوا على ذلك باتهام الأجهزة الأمنية و"صحوات المالكي الجديدة" في المحافظة بتدبير مجموعة ملثمة دخلت إلى ساحة الاعتصام وتقول نحن تنظيم القاعدة من أجل فض الاعتصامات في الرمادي بالقوة. وأكدوا أن هؤلاء دخلوا وخرجوا من الساحة على مرأى من أنظار الشرطة التي تحرس الساحة وتفتش الداخلين إليها مشددين على أن حديث السلطات الأمنية في الأنبار عن مهلة للمعتصمين أمر مرفوض تمامًا.

وقال المتحدث باسم المتظاهرين في الأنبار عدنان مشعل إن "المعلومات التي صرح بها قائد عمليات الأنبار وقائد شرطة الأنبار عن تحول ساحة الاعتصام إلى ملاذ لتنظيم القاعدة غير صحيحة"، وأوضح أن الذين تحدث عنهم قائدا الشرطة والعمليات، دخلوا ساحة الاعتصام وهم ملثمون وأدعوا بأنهم من تنظيم القاعدة قد تم إدخالهم من قبل أجهزة الشرطة التي تفتش الداخلين إلى الساحة" كما نقلت عنه وكالة "المدى بريس".

وأضاف مشعل أن "الأجهزة الأمنية والدوريات هي من قامت بحماية هذه المجموعة وأوصلتها إلى جسر البو فراج بعد خروجهم من ساحة الاعتصام"، مبينًا أن "المعتصمين يرفضون دخول الملثمين إلى الساحة وعلى إثرها قاموا بمطالبتهم بكشف وجوههم إلا أنهم رفضوا".

واعتبر مشعل أن "اصرار الملثمين على عدم كشف وجوههم دليل على أنهم من القوات الأمنية، إذ لماذا لم يتم اعتقالهم بعد أن تبرّأنا منهم أمام الأمن". وأكد مشعل "لقد وردتنا معلومات بأن هناك جهات مندسة من قبل الأجهزة الأمنية وبعض المأجورين من صحوات المالكي الجديدة سيدخلون إلى ساحة الاعتصام للقيام بأمور تعطي القوات الأمنية مسوغاً للدخول وفض الاعتصام".

وقال إن "امهال المعتصمين فترة زمنية لتسليم عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة أمر مرفوض"، مشددًا على أن "المعتصمين لم يتعهدوا بتسليم أي احد لأنه لا احد موجود أصلاً وكل ما تعهدنا به هو الحفاظ على سلمية التظاهرات كما في الأسابيع السابقة".

السعدي يدعو مرجعيات الشيعة لدعم مطالب المتظاهرين

دعا المرجع السني العراقي المعروف عبد الملك السعدي المرجعيات الشيعية وابناء الجنوب والوسط إلى دعم متظاهري الاحتجاجات واتهم الحكومة بقتل الابرياء لمجرد مطالبتهم بحقوقهم.

ودان المرجع السعدي "الاعتداء السافر على أبنائنا المتـظاهرين العُزَّل في الموصل وإزهاق أرواحهم وجرح العديد منهم". وأضاف في بيان اليوم "نـقـول للـحكومة في بـغـداد : لـمـاذا هذا التعسف في استخدام القوة ضد من يطالب بحقوقه؟.. فالعراقيون لم يخرجوا إلا للمطـالبة بالـعـيش الـرغـيـد والـمحـافـظة عـلى وحدة عراقهم وهويتهم الاسلامية الحقة وعروبتهم الطاهرة فبأي ديـن سـماوي أو قانـون وضعي يـُقـتـل الأبـريـاء لمجرد المطالبة بحقوقهم ولاسيما أن الدستور الذي تزعمونه يكفل لهم حق الحرية في التعبير عن آرائهم؟.. ولـماذا هـذه الازدواجـية في التعـامل بين أبناء الشعب الواحد فـمـن يـطـالب بـحقه تصفه بالنتانة، ومن يطالب بالتوازن تصفـه بالطائفية ومن يـطـالـبـكم بـالـكف عـن اسـتـخـدام الـقـسوة والقوة ضد أهله و إخوانه تصفـونه بالإرهاب؟".

وأشار إلى أنّه في حين هـنـاك "من يطالب بقتل طيف من أبناء الـشـعـب ويـهـدد بالقصاص من أبنائه علنًا، وعلى الفضائيات، ويرفع شعارات طـائـفـيـة مـقـيتة ويتهكم على رموز الإسـلام وعـلى الشخوص من العلماء فأننا لا نسمع للسلطة أي صوت ولا تتخذ بحقه إجراءات صارمة". وتساءل قائلاً "لـماذا تريدون إخراج بعض أطياف الشعب من حبه لأهله في الجنوب والوسط وتحشدونهم ضد إخوانهم باسم الـطـائـفـية؟ ولـماذا تريدون إخراج الشعب المنتفض سلميًا عن طوره إلى ما لا تحمد عقباه؟.. وعليه فإننا نحـذركـم مـرة أخـرى بأن تتصرفوا بالعـقل والحكمة من الاستمرار على هذا النهج لأنه سيذهب بالبلاد إلى الجحيم الذي لا يريده أي عراقي شريف".

وخاطب الحكومة قائلاً "أقول لكم لايزال إلى يومـنـا هذا من العـقـلاء والحـكماء من يُصَبِّر الشباب المتحمس والغاضب على الصبر والسلمية, ونعـلـمـكم أن لهذه العقول صلاحية الله أعلم بمداها فلا يلومنا لائم فيما إذا فقدت هذه العقول السيطرة عليهم". وأضاف "وأنـتـم يا أهلـنا في الجنوب والوسط بكل أطيافه من مرجعيات ومفكرين لم نسمع مـنـكم صوتًا ولا ردًا صـريحًا عـلى هـذه الـتـجـاوزات غـيـر القـانونية كان آخرها تهجير بعض أهل البصرة والتهجم على النبي -عليه الصلاة والسلام- من قبل رئيس جامعة المثنى".

ودعاهم إلى مساندة "إخوانكم بالخروج سلميًا لإحقاق الحق وإعادته إلى أهله ونقول لكم إن سكوتكم هذا سينقلب عليكم ذات يوم وتذوقون العقاب نفسه.. فهبوا سلميًا مع إخوانكم ولا يسممّوا أفكـاركم بأن المحافظات المنتفضة تريد النيل من عقيدة أهل الـبـيـت عليهم السلام والمواكب الحسينية فـلا تـجـعـلوهم يرجعون للعزف على وتر الطائفية مرة أخـرى للـدفـاع عـن مـصـالـحهم وأطماعهم الدنـيوية وأذكـركـم قائلاً: إن السلطات ماضية ونحن وإياكم باقون في هذا الوطن الموحد ونـؤكـد لـكـم إخـوَّتَـنا وسـلمـيتنـا وحبنا لكم فتعالوا إلى أحضان إخوانكم وأهليكم للحفاظ على هذه اللحمة الوحدوية الإسلامية العربية".

وأشار المرجع السعدي إلى "إن منع المصلين من أداء واجب صلاة الجمعة في مسجد أبي حنيفة النعمان في بغداد (الجمعة الماضي) والتفريط بأرض العراق في أم قصر يعد خيانة عظمى وجريمة كبرى لا يغفرها الشعب العراقي لمرتكبيها".

وكان وزير الزراعة العراقي عز الدين الدولة قد استقال الجمعة الماضي احتجاجًا على قتل قوات الامن لمتظاهرين في الموصل و طالب رئيس البرلمان اسامة النجيفي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بتحقيق برلماني عاجل في الحادث، فيما دعا خطباء الجمعة إلى استقالة الوزراء والمسؤولين السنة.

وكان إعتقال الحكومة في 20 كانون الاول (ديسمبر) الماضي لعناصر من حماية وزير المالية رافع العيساوي rlm;السبب المباشر في الاحتجاجات التي تشهدها محافظات غربية وشمالية منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري rlm;المالكي ومطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني rlm;المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء rlm;سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة ثم تطورت إلى المطالبة بإسقاط rlm;الدستور وإقالة الحكومة.