دخان أسود في الفاتيكان ولا بابا جديد

فشلت محادثات الكرادلة لليوم الثاني على التوالي لاختيار بابا جديد، وأفاد شهود عيان أن دخاناً أسود انبعث من الكنيسةفي تقليد فريد متوارث منذ قرون يبدو أن الزمن تجاوزه في عصر الإنترنت والشبكات الإجتماعية.الفاتيكان: انبعث دخان أسود الاربعاء من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان قرابة الساعة 10:40 تغ، مما يشير الى عدم انتخاب بابا جديد. واستأنف الكرادلة الناخبون الـ115 في الصباح المجمع السري الذي بدأ بعد ظهر الثلاثاء لاختيار خلف البابا بنديكتوس السادس عشر بعد استقالته المفاجئة في 28 شباط (فبراير). وانبعاث دخان ابيض وقرع أجراس واعلان باللاتينية... تقليد انتخاب البابا الجديد فريد وله جوانب قد تبدو أن الزمن تجاوزها في عصر الانترنت والشبكات الاجتماعية.الجانب العصري الوحيد هو المواد الكيميائية التي توضع في احدى موقدتين بعد انتخاب البابا لاصدار دخان أبيض يعلن للعالم انتخاب رأس جديد للكنيسة الكاثوليكية. ويرى المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيدريكو لومباردي أن رصد لون الدخان - أسود في حال عدم الاتفاق على مرشح أو أبيض اذا توصل الكرادلة الى انتخاب بابا جديد، يعتبر "امرًا في غاية الاهمية".ويقول بتأثر "الحدث يقتصر على بضع دقائق مليئة بالترقب، فالجميع يريد أن يفهم ويرصد أي حركة في الاجراس"، مشيرًا الى مدى "جمالية الحدث". الا أن الامور لم تجرِ كما كان مرتقبًا عند انتخاب يوزف راتسينغر في 2005 فقد انبعث دخان رمادي أثار الحيرة في ساحة القديس بطرس وارتد قسم منه الى داخل كنيسة سيستين، مما أدى الى اتساخ اللوحات الجدارية الشهيرة لميكايل انجيلو على سقفها. وبدلاً من أن تقرع الاجراس على الفور، تأخرت لعشر دقائق بسبب الفوضى التي اثارها "الخطأ" في الدخان، وبالتالي تم التغاضي عن ابلاغ قارعي الاجراس بتشغيل النظام الكهربائي الذي يحركها. الا أن بقية الطقوس جرت كما هو مقرر تمامًا. وبمجرد انتخاب البابا داخل كنيسة سيستين، يطلب عميد الكرادلة من المرشح موافقته قائلاً "هل توافق على انتخابك حبرًا أعظم؟". وعند تلقيه ردًا بالايجاب، يسأله "ما هو الاسم الذي ستطلقه على نفسك؟". وحددت الفقرة 86 من الدستور الرسولي الذي أعده البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في العام 1996 قواعد الخلافة. وكتب البابا فيها: "آمل ألا يتهرب الذي يتم اختياره من المسؤولية خوفًا من عبئها بل أن يرضخ بتواضع للإرادة الالهية". ويتابع الدستور "بعد الموافقة، يصبح المرشح المنتخب على الفور اسقف كنيسة روما والبابا ورئيس المجمع الاسقفي. ويصبح بامكانه ممارسة السلطة الكاملة والعليا على الكنيسة جمعاء". وعندما يدخل البابا الجديد الى "غرفة الدموع" وهي عبارة عن حجرة صغيرة مساحتها ثلاثة امتار في ثلاثة، في آخر كنيسة سيستين الى اليسار، حيث يرتدي ثياب البابا (التي يتم اعدادها لثلاثة قياسات، صغير ومتوسط وكبير) تحسبًا لأي احتمالات. وتحمل هذه الغرفة هذا الاسم لأن البابا الجديديذرف فيها عادة الدموع ازاء المسؤولية التي تنتظره.بعدها يؤدي الكرادلة المشاركون في المجمع التحية للبابا الجديد ويعبرون عن طاعتهم له. والتقليد الجديد الآن هو أن البابا يختلي بنفسه لبضع لحظات في كنيسة بولينا الملاصقة لسيستين للصلاة. وعندها يتلو كبير الكرادلة وفي هذه الحالة الفرنسي جان لوي توران العبارة اللاتينية "هابيموس بابام" (لدينا بابا جديد) للحشود.وسيعرف العالم اسم الكاردينال المنتخب واسمه الجديد بصفته حبرًا اعظم قبل أن يطل من على الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس لإعطاء بركته "للمدينة وللعالم". وينص الدستور الرسولي ايضًا على أنه وفي حال كان البابا المنتخب خارج الفاتيكان، سواء كان كاهنًا أو لم يكن ضمن الكرادلة الناخبين، يتعين العثور عليه والحصول على موافقته. واذا لم يكن قد سمي اسقفًا بعد، فسيتولى عميد الكرادلة القيام بذلك. وقال المتحدث باسم الفاتيكان إن 45 دقيقة على الاقل ستمر بين انبعاث الدخان الابيض واعلان اسم البابا الجديد. وتابع لومباردي أن "عشر دقائق أخرى ستمر قبل اعطاء البركة، لكن الامر يمكن أن يطول اكثر اذا استغرق البابا وقتًا اطول في الصلاة".