إجراءات حكومية عاجلة لامتصاص غضب البطالة في الجنوب الجزائري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تنوي لجنة الدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل في الجزائر تنظيم تظاهرة مليونية في مدينة ورفلة الجنوبية، للمطالبة برحيل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك السلال، لأنه وصف العاطلين عن العمل بأنهم شرذمة.
الجزائر: تتجه الأنظار الخميس إلى مدينة ورفلة، الواقعة جنوب الجزائر، لمعرفة مدى الاستجابة لدعوة تنظيم مليونية للمطالبة برحيل رئيس الوزراء، ولمعرفة مدى الاستجابة للإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة الجزائرية، من أجل امتصاص غضب سكان الجنوب.
مسيرةمليونية دعت اليها اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين، والتي تنضوي تحت لوائها مجموعة من الجمعيات و المنظمات و الحقوقيين، وذلك احتجاجًا على وصف رئيس الوزراء عبد المالك سلال الشباب البطال الذي احتج على ظروفه في ذكرى تأميم المحروقات في 24 فيفري الماضي بأنهم "شرذمة".
تقسيم الجزائر
نقل عن الوزير الأول في تصريحات نسبت اليه عبر وسائل الاعلام قوله إن هناك مجموعات تعمل على تقسيم الجزائر من خلال الحديث عن التميّز بين سكان الشمال و الجنوب، وهي التصريحات التي أثارت حفيظة الشباب المحتج وقرروا تنظيم مسيرة كبيرة غدًا الخميس بمحافظة ورفلة جنوب الجزائر، وهي اغنى محافظة لإحتوائها على قواعد النفط وأهمها مدينة حاسي مسعود، غير أن منظمي المسيرة رفعوا سقف مطالبهم من خلال المطالبة برحيل الوزير الأول سلال وطاقم حكومته.
ويعتبر الكثير من المتتبعين أن قضية البطالة في الجنوب قنبلة موقوتة، وإذا لم تسارع السلطات الجزائرية إلى فك ألغازها فإنها ستنفجر في أية لحظة، ما ستكون له تداعيات وخيمة على الاقتصاد الجزائري، على اعتبار أن اقتصاد البلد يعتمد على النفط، وكل القواعد النفطية موجودة بمحافظات الجنوب التي يشتكي أهلها من التهميش واللامبالاة.
على الرغم من اعلان الحكومة الجزائرية عن مجموعة قرارات عاجلة لاحتواء الأزمة، الا أن منظمي المسيرة قرروا عدم الغائها وأعدوا لائحة مطالب سيتم تقديمها إلى السلطات بعد انتهاء المسيرة، بحسب ما افاد به لــ " ايلاف " القيادي في اللجنة المنظمة للمسيرة أ. عبد المالك، و الذي أكد أن "المطالب المرفوعة غير قابلة للتفاوض، وتتمثل في محاسبة من أساء لممثلي البطالين في الجنوب، و الغاء المتابعات القضائية ضدهم، و الاستماع إلى انشغالاتهم".
استغلال أميركي
وفي السياق نفسه، حذّرت الأمينة العامة لحزب العمال لوزيرة حنون في تجمع شعبي من تداعيات الاحتقان الشعبي الذي تشهده عدة مناطق في الجنوب الجزائري. وطالبت الحكومة بضرورة احتواء غضب السكان والاستجابة إلى مطالبهم والاستماع إلى انشغالاتهم الملحة ".
وأضافت حنون: "إن لم تسارع الجهات الرسمية لاحتواء الوضع وتلبية الاحتياجات الملحة والاستعجالية لشباب هذه المناطق فستكون هناك انتفاضة عارمة في مناطق الجنوب الجزائري".
واتهمت حنون أطرافًا خارجية قادمة من الجنوب، بالسعي نحو زعزعة أمن و استقرار الجزائر من خلال قولها: " هناك أطراف خارجية تحاول ضرب واستقرار الجزائر، "فهناك شركة اميركية تدرب نحو 200 شاب جزائري لاستعمالهم في ربيع جزائري مزعوم".
وأكدت حنون بأن " منظمات غير حكومية تابعة للاستخبارات الأميركية تعمل على زعزعة الاستقرار في الجزائر، من خلال استغلال الأوضاع الصعبة التي تعرفها مناطق الجنوب الجزائري، و التي تميّزت في الآونة الأخيرة بإطلاق شعارات غريبة تدعو إلى انفصال الجنوب عن الجزائر ".
تجاوزات
من جانبه، كشف أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، لـ "ايلاف" عن فحوى لقاء جمع نواب حزبه مع الوزير الأول عبد المالك سلال في وقت سابق. قال إن اللقاء خرج بقرارات ووعود مهمة، منها رصد ميزانية خاصة لتنمية مناطق الجنوب الجزائري، وتمكين أبناء الجنوب من تولي مختلف المناصب السامية في الدولة".
وقال أبو جرة إن الوزير الأول هو ادرى الناس بمطالب سكان الجنوب، كونه تقلد عدة مناصب هناك، وهو على اتصال دائم بسكان تلك المناطق. لأجل ذلك، يرى سلطاني أن استعمال سلال لمصطلح الشرذمة اتخذ كذريعة فقط، لذلك اعتبر أن المطالبة برحيله هو أمر مبالغ فيه.
لكنه بالمقابل أشار إلى أن العديد من الشركاء العاملة في الجنوب الجزائري لا تحترم الشروط، وترتكب تجاوزات عديدة. وكشف في السياق نفسه إلى أن محافظة ورفلة استفادت خلال العام 2012 من 11 الف منصب شغل جديد، بالمقابل لا يتجاوز عدد البطالين في هذه المحافظة 9 آلاف، غير أن التحقيقات أثبتت أنه تم حرمان ابناء المنطقة من حقهم في التوظيف.
وكشف مصدر في الأمانة الوطنية لجبهة القوى الاشتراكية لـ "ايلاف" أن أعضاء البرلمان عن الحزب سيشاركون في المسيرة، وأضاف أن" اجتماعًا لنواب الحزب سيقرر طريقة مشاركة الحزب في المسيرة التي أكد المتحدث أنه يؤيدها". كما أعلنت 114 جمعية محلية من ولايات غرداية وورفلة والأغواط تأييدها المسيرة ولجنة الدفاع عن حقوق البطالين.
لا يريدون المسيرة
تسعى عدة جهات إلى تهدئة الأوضاع واقناع الشباب بالتراجع عن تنظيم المسيرة. وفي هذا الاطار، عقد بمحافظة ورفلة اجتماع لدراسة ومناقشة القرارات المتضمنة في التعليمة التي أصدرتها الحكومة، بشأن التشغيل بولايات الجنوب وصيغ تنفيذها.
حضر اللقاء الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، وعدد من مسؤولي الشركة النفطية سوناطراك، إضافة الى ممثلين عن أعيان الولاية، وممثلين عن الشباب البطال. وصرح سليمان حكوم، وهو أحد أعيان ولاية ورفلة وعضو بارز في مجلس أعيان الجنوب، بأنه " يرتقب أن يسفر الاجتماع عن تشكيل لجنة مشتركة تسهر على متابعة قرارات الحكومة"، على اعتبار أن المتحدث كان أشار إلى أن أعيان ورفلة سينظمون اجتماعاً تكميليًا مع شباب الولاية ليلًا، لإيجاد ممثلين يشاركون في هذه اللجنة".
إلى ذلك عبّر شباب وأعيان وممثلو المجتمع المدني بمحافظة إليزي، في رسالة موجهة إلى السلطات العليا في البلاد، عن رفضهم التام للمسيرة المليونية بورفلة. ودعا أصحاب العريضة الأطراف التي تصر على المشاركة في المسيرة إلى أن يميلوا إلى التهدئة وتوخي الحذر، مع تفادي الفوضى التي تؤدي إلى نتائج غير محمودة.