رئيس تونس ينصح العاطلين بعدم اليأس إثر انتحار بائع متجول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الاربعاء العاطلين عن العمل في بلاده الى عدم اليأس وذلك بعد ساعات من وفاة البائع المتجول عادل الخزري (27 عاما) الذي احرق نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة تونس.
وقال المرزوقي بعد اداء عناصر الحكومة التونسية الجديدة اليمين امامه في قصر قرطاج، "اتوجه الى كل الشباب اليائس المحبط الذي نفذ صبره ولا يرى بارقة امل في الافق، الى هذا الشباب اقول لا تيأسوا لا من رحمة الله ولا من تعاطف شعبكم ولا من حكومتكم هذه".
واضاف "ان احتفالنا اليوم بمراسم تعيين الحكومة الجديدة لا ينسينا فجيعتنا في فقدان احد ابنائنا الابرار هذا الفجر، بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا (محمد البوعزيزي) وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الامل وانسداد الافق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم".
وتابع "اريد هنا ان اعبر عن عميق حزني والمي لهذه الفاجعة الاخيرة واريد ان اقدم لعائلة الفقيد واصدقائه كل عباراة التعزية والمواساة النابعة من صميم القلب". ومضى يقول "ان هذا الانتحار الاخير هو صيحة غضب وصيحة استغاثة وصيحة للتسريع في التعاطي مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية (..) لكي يدرك الشباب والشعب اننا لا نراوح مكاننا ولا ندور في حلقة مفرغة وانما بدانا نمشي بخطى ثابتة على طريق يفتح باب الامل الذي طال غلقه".
ولفت الى ان الحكومة "ليس لها عصا سحرية لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة التي تراكمت لاكثر من ثلاثة عقود من سياسة اجرامية بنيت على الفساد والتهميش والتضليل واخفاء الحقائق، لكن لها ارادة فولاذية لمواجهة المشاكل والسير قدما في الطريق الصعب الذي سيخرجنا من الوضع الحالي الى افضل وضع ممكن، وذلك بتضافر جهودنا جميعا".
وقال مخاطبا اعضاء الحكومة الجديدة "اهيب بكم جميعا لعدم نسيان هذه الماساة وكل التي سبقتها ليكون هاجسنا جميعا عودة الامل الى الشعب والشباب". وتوفي عادل الخزري فجر الاربعاء بمستشفى الاصابات والحروق البلغية في ولاية بن عروس (جنوب العاصمة) متاثرا بحروقه البليغة حسبما افاد فرانس برس عماد الطويبي المدير العام للمستشفى.
وكان الخزري يعمل في بيع السجائر وهو من منطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة (شمال غرب). وصباح الثلاثاء اضرم الشاب في نفسه النار امام مقر المسرح البلدي في قلب العاصمة تونس احتجاجا على تردي ظروفه المعيشية.
وسيوارى جثمان الخزري الثرى بعد ظهر الخميس بمسقط راسه حسب ما ابلغ شقيقه عصام فرانس برس. وانطلقت شرارة الثورة التونسية عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها.