سيد الفاتيكان يسوعي يعارض زواج المثليين وتغيير الجنس

يحتفل البابا الأرجنتيني الجديد بقداسه الأول الثلاثاء المقبل. وعرف عن البابا اليسوعي الجديد تواضعه وشخصيته المحافظة في الوقت عينه، إذ يعارض زواج المثليين وتغيير الجنس، لكنه يؤيد المعمودية للأطفال المولودين خارج الزواج.

الفاتيكان: أجرى البابا الارجنتيني الجديد فرنسيس الاول مساء الاربعاء اتصالاً هاتفيًا بسلفه البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، على أن "يلتقيه في الايام المقبلة"، ويحتفل بقداسه الاول كبابا الثلاثاء المقبل. وفي مؤتمر صحافي مقتضب، قال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي إن الزيارة الاولى التي سيقوم بها البابا الجديد ستكون صباح الخميس لكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما ليصلي الى السيدة العذراء.

وبعد ظهر الخميس، سيحتفل البابا الجديد بقداس مع جميع الكرادلة في كنيسة سيستين، على أن يتحدث امامهم صباح الجمعة في قاعة كليمنتين في الفاتيكان. والسبت، سيستقبل فرنسيس الاول جميع الصحافيين والمسؤولين الاعلاميين في قاعة بولس السادس، على أن يلقي عظته الاولى الاحد في ساحة القديس بطرس.

واعتبر لومباردي أن الكرادلة، بانتخابهم الاربعاء للمرة الاولى بابا غير اوروبي، "تحلوا بالشجاعة لعبور المحيط وتوسيع أفق الكنيسة". واشاد لومباردي ايضًا بما اظهره البابا الجديد من "شهادة (تعكس) بساطة كبرى" و"قبول بخدمة" الكنيسة في كلمته الاولى التي خاطب فيها المؤمنين.

واعتبر أن هاتين البساطة والخدمة تشكلان "استمرارًا لبنديكتوس السادس عشر". ورأى لومباردي أن الكرادلة اظهروا باختيارهم كاردينالاً ارجنتينيًا أنهم لا يولون اولوية لشخص يسعى الى "السلطة" بل إلى "بابا يريد الخدمة".

اساقفة الولايات المتحدة يعتبرون فرنسيس الاول "رمز الوحدة"
من جهتهم، اعتبر اساقفة الولايات المتحدة الاربعاء أن البابا الجديد فرنسيس الاول يشكل "رمز وحدة جميع الكاثوليك". وقال المؤتمر الاميركي للاساقفة الذي يترأسه الكاردينال تيموثي دولن إن انتخاب البابا الجديد "يمثل مرحلة مهمة".

واضاف بيان المؤتمر أن البابا الجديد يشكل "رمز وحدة جميع الكاثوليك، اينما كانوا يقيمون". من جانبها، أملت جمعية "كاثوليكس فور تشويس" الاميركية التقدمية المدافعة عن الاجهاض في أن "يعكس" انتخاب فرنسيس الاول "حاجات الكنيسة والكاثوليك في شكل افضل".

وقالت الجمعية في بيان "نتطلع بفارغ الصبر الى معرفة ما ستكون اولوياته في الايام المقبلة"، داعية البابا الجديد الى "فتح ابواب الفاتيكان" للتصدي خصوصًا لمشكلة بنك الفاتيكان وفضيحة التحرش الجنسي.

خورخي برغوليو يسوعي متقشف ومعتدل
يشار إلى أن الارجنتيني خورخي برغوليو (76 عامًا) الذي شكل انتخابه الاربعاء خلفًا للبابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر مفاجأة، هو يسوعي متقشف يصنّف معتدلاً وصاحب منحى اصلاحي. وبحسب المعلومات، التي تسربت عن المجمع الانتخابي الاخير في 2005، كان خورخي برغوليو آخر كاردينال واجه بنديكتوس السادس عشر قبل فوز الاخير بمنصب البابوية.

وانتخابه حبرًا اعظم تحت اسم فرنسيس الاول يشكل سابقة للكنيسة الكاثوليكية، التي لم يتولَ ادارتها على الاطلاق احد اعضاء الرهبنة اليسوعية. وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من أي تباهٍ.

وفي العام 2010، عارض بقوة قانونًا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين، حيث الاجهاض محظور. وحمل ايضًا على الحق في تغيير الجنس في سجلات الاحوال الشخصية. وفي ايلول/سبتمبر 2012، انتقد الكهنة الذين رفضوا منح سر العماد للاطفال المولودين خارج الزواج، واصفًا اياهم بـ"المنافقين".

والبابا الجديد ولد في 17 كانون الاول/ديسمبر 1936 في بوينس ايرس في عائلة متواضعة. وهو نجل موظف في السكة الحديدية من اصل ايطالي، درس في المدرسة الحكومية. وانهى دروسه بشهادة تقنية في الكيمياء. وفي سن الثانية والعشرين، دخل الرهبنة اليسوعية حيث درس العلوم الانسانية ونال اجازة في الفلسفة. ثم درس اللاهوت. وسيم كاهنا في 13 كانون الاول/ديسمبر 1969.

وبعد اقل من اربعة اعوام، أي في سن السادسة والثلاثين، انتخب مسؤولاً وطنيًا لليسوعيين الارجنتينيين. وسيتحمل هذه المسؤولية طيلة ستة اعوام. وخلال الديكتاتورية العسكرية في الارجنتين (1976-1983)، ناضل خورخي برغوليو للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية.

وتوجه بعدها الى فريبورغ في المانيا حيث نال شهادة الدكتوراه. ولدى عودته، استأنف نشاطه الرعوي ككاهن محلي بسيط في مدينة كوردوبا على بعد 700 كلم شمال بوينس ايرس. وفي 20 ايار/مايو 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني اسقفًا على اوكا واسقفًا مساعدًا في بوينس ايرس. وقفز سلم الهرمية الكاثوليكية عندئذ في العاصمة وارتدى اللباس الارجواني اخيرًا ككاردينال في 21 شباط/فبراير 2001.

وعلى الرغم من هذه المسيرة، بقي الرجل "متواضعًا جدًا" و"وديعًا جدًا" بحسب الاب ماركو. ينهض في الساعة 04,30 صباحاً وينهي يومه في الساعة 21,00. ليست لديه سيارة، ويتنقل بوساطة وسائل النقل العام، وتخلى عن شغل مقر اقامة الاساقفة الفخم في بوينس ايرس.

يقال عنه إنه يولي عناية كبيرة لحاجات مساعديه الذين يمكنهم أن يتحدثوا اليه في أي لحظة عبر الهاتف. لا يعطي مقابلات على الرغم من أنه قارئ منتظم للصحف. والمعروف عنه ايضًا أنه قارئ نهم لخوسيه لويس بورغيس ودوستويفسكي، ويهوى الاوبرا، ويحب نادي كرة القدم في بوينس ايرس سان لورانزو الذي أسسه كاهن.

الأيام الأولى للبابا فرنسيس في الفاتيكان
اعلن الفاتيكان مساء الاربعاء أن الجدول الزمني للبابا فرنسيس الجديد سيكون حافلاً خلال الايام الاولى من باباويته. واوضح المصدر أن حياته سوف تتغيّر اعتبارًا من الليلة الاولى، التي سيمضيها في مقر سانت مارتي، حيث اقام الكرادلة الناخبون الـ115 منذ مساء الثلاثاء. ولكنه سينام في الشقة 201، وهي مؤلفة من ثلاث غرف: مكتب وصالون وغرفة نوم.

والخميس، سيستيقظ باكرًا، وسيقوم بـ"زيارة خاصة" لبازيليك سانت ماري. وهو قال في اول كلمة القاها بعد انتخابه "غداً سوف اصلي للعذراء كي تحمي مدينة روما"، حيث هو سيكون ايضًا اسقف روما. وسوف يترأس عند الساعة 16:00 تغ من بعد ظهر الخميس قداسًا مع الكرادلة الـ114 في كنيسة سيستين.

والجمعة، سوف يستقبل عند الساعة العاشرة مجمع الكرادلة في قاعة كليمانتين. وسيلتقي السبت وحسب تقليد قديم متبع، الصحافيين والمسؤولين عن الاتصالات في الفاتيكان. والاحد، سيلقي العظة التقليدية من على شرفة الفاتيكان عند الساعة 11,00 تغ.

واعلن المتحدث باسم الفاتيكان ايضًا أن البابا فرنسيس سيلتقي سلفه "خلال الايام المقبلة". وسيحتفل البابا فرنسيس بقداسه الاول لاعتلائه السدة البابوية في 19 اذار/مارس 2013 الذي يصادف عيد مار يوسف شفيع الكنيسة الكاثوليكية، وذلك عند الساعة 8,30 تغ في بازيليك القديس بطرس. واخيرًا، في 20 اذار/مارس سيلتقي مندوبي الاخويات، ولن يكون هناك لقاء عام.