العالم الاسلامي يأمل بعلاقات اقل توترا مع البابا فرنسيس
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: عبر العالم الاسلامي عن أمله الخميس في علاقات افضل مع الفاتيكان بوجود البابا الجديد فرنسيس بعد سنوات من العلاقات المتردية مع البابا السابق بنديكتوس السادس عشر الذي تم انتقاده على مواقف اعتبرها المسلمون معادية للاسلام.
وابدت منظمة التعاون الاسلامي، التي تضم 57 دولة، ومؤسسة الازهر بالقاهرة والتي تعد مركز المسلمين السنة في العالم، عن امانيهما في هذا السياق. ودعا الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي التركي اكمل الدين احسان اوغلي الخميس الى "ضرورة استثمار هذه المناسبة الطيبة بانتخاب البابا الجديد لتطوير وتحسين العلاقات بين الاسلام والمسيحية واستعادة الصداقة الحميمية بين الديانتين السماويتين". وجدد احسان اوغلي الدعوة الى نشر فكرة "المصالحة التاريخية بين الاسلام والمسيحية"، وهي فكرة قال ان المنظمة عملت على نشرها طوال السنوات الثماني الماضية، اي خلال حبرية بنديكتوس السادس عشر الذي فاجأ العالم الشهر الماضي باستقالة هي الاولى منذ 700 سنة، حسبما جاء في برقية تهنئة من المنظمة التي يوجد مقرها في جدة في المملكة العربية السعودية. من جانبه، قال محمود عزب مستشار امام الازهر احمد الطيب لشؤون الحوار لوكالة فرانس برس "نهنئ كنيسة القديس بطرس والكاثوليك في العالم بتنصيب البابا الجديد ونتمنى ان تسود بيننا علاقات افضل لخدمة الانسانية كلها"، و اضاف "نتمنى ان تنشأ جسور جيدة ومتينة لحوار متوازن وفعال بين العالم الاسلامي والفاتيكان، حوار للتوافق حول القيم العليا المشتركة التي تحفظ للاسلام كرامته وتحققها على ارض الواقع". وأكد عزب "بمجرد ان نرى توجها جديدا سنعود فورا الى الحوار (..) الذي كنا علقناه لان مواقف الفاتيكان لم تكن تدعو الى التقارب". وبدأت الخلافات بين الفاتيكان والمسلمين بسبب تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر في جامعة ريجينسبرغ الالمانية في ايلول/سبتمبر 2006 والتي ربط فيها بين الاسلام والعنف. واقتبس حينها البابا المستقيل مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين امبراطور بيزنطي ومثقف فارسي، واستدعى البابا قول الامبراطور للمثقف "أَرِني ماذا قدم محمد من جديد، وسوف لن تجد إلا أمورا شيطانية وغير إنسانية، مثل أوامره التي دعا فيها بنشر الإيمان عن طريق السيف". وهو الامر الذي اثار تظاهرات غاضبة اوقعت قتلى في ارجاء العالم الاسلامي. وحاول البابا بنديكتوس بعدها بخمسة اشهر تدارك الامر بزيارة جامع السلطان أحمد في اسطنبول في محاولة منه لإصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي. وتعتبر هذه الزيارة الثانية إلى أماكن عبادة اسلامية في تاريخ الزيارات الباباوية. وهو ما اعتبره علماء دين مسلمون زيارة شكلية لا نفع منها دون وجود اقتناع بوعي واحترام حقيقي للاسلام. واستانف الطرفان في عام 2009 الحوار بينهما لكن الامور تازمت مجددا مطلع كانون الثاني/يناير 2011 اثر ادانة البابا المستقيل لتفجير كنيسة القديسين في مدينة الاسكندرية (شمال مصر) داعيا الى حماية المسيحيين في مصر. وقرر الازهر عقب هذا الموقف تجميد علاقاته مع الفاتيكان لاجل غير مسمى بسبب ما اعتبره انذاك تعرضا متكررا من بابا الفاتيكان السابق للاسلام "بشكل سلبي". وقال الدكتور علي بكر المتخصصص في شؤون الجماعات الاسلامية في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان "استعادة العلاقات الجيدة بين العالم الاسلامي ومؤسسة الفاتيكان يتوقف على شخصية البابا الجديد واتجاهاته الفكرية والعقائدية". ومنذ اندلاع انتفاضات الربيع العربي في العام 2011، أصبح الاسلاميون القوة السياسية الابرز الاكثر نفوذا في العديد من البلدان العربية ما اثار شعورا بعدم الامان للاقليات المسيحية. وتزايد الامر في مصر بشكل خاص، وهي اكبر لبلد عربي لانها تعد قرابة 83 مليون نسمة، حيث جرى انتخاب محمد مرسي، وهو احد اعضاء جماعة الإخوان المسلمين، رئيسا للبلاد في حزيران/يونيو 2012. ويوجد في مصر أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط، وهم الأقباط، وغالبيتهم العظمى من الأرثوذكس لكن جزءا صغيرا جدا منهم يرتبطون روحيا ودينيا بالكنيسة الكاثوليكية في روما. وتتعلق مخاوف المسيحيين الشرقيين الرئيسية بالصعود اللافت للجماعات السلفية التي تدعو للتطبيق الصارم والدقيق لأحكام الشريعة الاسلامية (القانون الإسلامي). وكثيرا ما صدرت فتاوى من شيوخ سلفيين تحرم تهنئة الاقباط باعيادهم وهو ما يزيد من تلك المخاوف. لكن الدكتور شعبان عبد العليم، عضو الهيئة التنفيذية لحزب النور السلفي، اكد في اعقاب اختيار البابا فرنسيس "السلفيون ليسوا ضد الحوار مع الفاتيكان بل يرحبون به حسب ما امرنا به الله سبحان وتعالى في القران"، واضاف عبد العليم "الحوار هو السبيل الوحيد للتفاهم بين الافراد والجماعات والمؤسسات". ونصح الباحث جورج فهمي، المتخصص في شؤون المؤسسات الدينية في منتدى البدائل العربي بالقاهرة، البابا الجديد ب "الابتعاد عن الامور العقائدية التي لا تقبل الحلول الوسط والتي دوما ما تسبب حساسيات وبالاقرار بمبدا التسامح وتقبل الاخر والتاكيد على القيم المشتركة بين الدين الاسلامي والمسيحي".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف