برلماني مقرّب من لاريجاني: قبول ترشيح مشائي قضاء على الثورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يدعم الرئيس الإيراني مدير مكتبه السابق أسفنديار رحيم مشائي للفوز في الانتحابات الرئاسية المقبلة، بعد تعذر ترشح نجاد لولاية ثالثة قانونيًا. ويرى نائب مقرّب من لاريجاني أنه إذا قُبل ترشّح مشائي، الخصم اللدود للمؤسسة الدينية، ستعتبر الثورة الإسلاميةمنتهية.
قبل ثلاثة أشهر من توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد، أخذت الحملة الانتخابية لمرشّح أحمدي نجاد المفضل تكتسب حيوية وبُعدًا سجاليًا لم يكن متوقعًا.
المفارقة في هذا الوضع أن الرجل الذي ليس لديه أدنى فرصة للفوز، أي الرئيس محمود أحمدي نجاد، الممنوع من الترشيح لولاية ثالثة، يستغل التنافس الانتخابي بخطوات شعبوية، ترى أوساط واسعة أنها تهدف إلى زيادة فرص المرشح، الذي يفضله أحمدي نجاده لخلافته. ويبدو أن القلق بدأ يساور منافسيه العديدين من أنه قد ينجح في هذا المسعى.
وانطلق سجال محتدم حول ما إذا كان حكم الملالي يسمح بإجراء انتخابات "حرة"، مفتوحة لمشاركة سائر القوى السياسية فيها. وكان أحمدي نجاد ورئيسان سابقان من أعلى المشاركين في هذه المناظرة العامة صوتًا. ورغم أن القائمة النهائية للمرشحين لن تُعرف قبل أن يبتّ مجلس صيانة الدستور، المؤلف من 12 عضوًا، في أسماء المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات في أيار/مايو المقبل، فإن صحيفة واشنطن بوست نقلت عن محللين أن الضغوط الداخلية والخارجية لن تترك لهذا المجلس خيارًا سوى الموافقة على مرشحين يمثلون ألوان الطيف السياسي على اختلافها.
مشائي خصم للمؤسسة الدينية
ويعني هذا أن الرجل، الذي انتقاه أحمدي نجاد خلفًا له، وهو مدير مكتبه السابق أسفنديار رحيم مشائي، قد يخوض الانتخابات، رغم التكهنات التي راجت عن احتمال استبعاده بوصفه غير مؤهل. وكان مشائي اختلف مع الملالي، مثله مثل أحمدي نجاد، ولكنه يعتبر خصمًا حتى أشد عداء للمؤسسة الدينية ذات السطوة الواسعة.
على هذه الخلفية، يجدد أحمدي نجاد مساعيه إلى تعزيز نفوذ الرئيس في النظام الإيراني، بزيادة أموال الدعم للفئات الشعبية ومعارضة ميزانية تفرض تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام، ولكنها تغدق المال على السلطة التنفيذية. كما ساعد الرئيس الإيراني أنصاره على تعزيز مواقعهم بمواصلته استخدام خطاب وطني بدلًا من الخطاب الديني، وراح يصوّر نفسه فارسًا همامًا في فضح الفساد ومكافحته.
نهاية الثورة
وقال عضو البرلمان الإيراني واسع النفوذ علي متحري، الذي تربطه علاقة مصاهرة برئيس البرلمان علي لاريجاني، في مقابلة مع صحيفة "قانون" الإيرانية "إذا وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيح مشائي، بضغط أحمدي نجاد وتهديداته، سيتعيّن علينا أن نعتبر الثورة منتهية".
ونقلت وكالة أنباء فارس عن علي أكبر ولايتي وزير الخارجية السابق، الذي ينتمي إلى معسكر المحافظين، "أن لدى المعروفين باسم "التيار المنحرف" خططًا انتخابية، وإذا لم نتوحد نحن "المبدئيين"، فلن نعرف من سيحكم البلاد في السنوات الثماني المقبلة".
ولايتي: الفوز للمبدئيين
وأضاف "إن أحد المبدئيين يجب أن يفوز، ويجب ألا نسمح بجولة ثانية". وتُطلق صفة "المبدئيين" على مؤيدي ولاية الفقيه، فيما يُتهم أحمدي نجاد وأنصاره بالانحراف عن نهج الثورة الإيرانية.
وتعهد أحمدي نجاد بالاستمرار في العمل "حتى الساعة التاسعة صباحًا من يوم تنصيب الرئيس الجديد". وقال محللون وغرماء للرئيس الإيراني إنه يريد البقاء في دائرة الضوء بعد زمن طويل على تنصيب الرئيس الجديد، متهمين إياه بنسخ خطة "بوتين ـ ميدفيديف" في روسيا، بتنصيب مشائي رئيسًا لولاية واحدة، ثم يرشح هو مرة أخرى في عام 2017. ولم يفصح مشائي عن نياته ومشاريعه السياسية، ولكنه كثير الحضور في الفعاليات العامة، التي يظهر في بعضها إلى جانب أحمدي نجاد.
ويستبعد مراقبون أن تُطبّق خطة بوتين ـ ميدفيديف في إيران، ولكن قلة من الإيرانيين يعتقدون أن أحمدي نجاد سيختفي عن الساحة في وقت قريب. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران صادق زيبا كلام لوكالة الأنباء الإيرانية إنه يعتقد "أن أحمدي نجاد لن ينزل من قطار السلطة، وسيقاوم حتى النهاية. وبالتالي إذا أراد المبدئيون أن يأخذوا السلطة منه فعليهم أن يستخدموا القوة".
استغلال أصول عمّالية
ورغم أن الرئيس الإيراني فقد الكثير من الدعم، الذي كان يحظى به من رجال الدين والإعلام الرسمي والحرس الثوري وميليشيا الباسيج، فإنه ظل يتمتع بقاعدة من التأييد الشعبي، موظفًا أصوله العمالية لتصوير نفسه قائدًا شعبيًا، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست.
سلاحه الأمضى هو المال أو الوعد بإغداقه. فإضافة إلى المخصصات الشهرية التي دفعها إلى ملايين الإيرانيين منذ أواخر 2010 للتعويض عن إلغاء الدعم على بعض السلع، وزّع أحمدي نجاد أخيرًا منحة مقطوعة بمناسبة السنة الفارسية الجديدة في 21 آذار/مارس. ودأب الرئيس على القول إنه يودّ إعطاء المال إلى الشعب، ولكن البرلمان يمنعه من القيام بذلك، موحيًا بأنه هو الذي يفهم مشاكل المواطن الاعتيادي، وليس النواب.
هاجم أحمدي نجاد خصومه، لا سيما عائلة لاريجاني القوية، متهمًا إياهم بالفساد والمحسوبية، ومهددًا بالكشف عن أدلة تثبت اتهاماته. وعرض في الشهر الماضي في البرلمان شريط فيديو، يظهر فيه أحد أشقاء علي لاريجاني، وهو يقترح صفقة مشبوهة على وزير من وزراء أحمدي نجاد.
فضائح مصرفية
لكن معسكر أحمدي نجاد يواجه بعض العقبات رغم تقدمه الظاهر. فإن تهمة الفساد المالي لم توجّه قط إلى الرئيس، ولكن بعض حلفائه اتُهموا بالتورّط في فضائح مصرفية كبيرة. ولم يعد التلفزيون تلك الأداة، التي كان الرئيس يستخدمها بمهارة لمصلحته. وفي شباط/فبراير، أوقف التلفزيون مقابلة على الهواء مع الرئيس، وقطع بعض إجاباته.
ويقول البعض إن كل ما يفعله أحمدي نجاد لا يعني شيئًا طالما أنه ليس على قائمة المرشحين في الانتخابات الرئاسية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الأستاذ في جامعة طهران والمعلق السياسي محمد مردان "أن الفكرة القائلة إن الرئيس الذي ما زال في الحكم يستطيع أن ينقل شعبيته أو كاريزميته ليست فكرة واضحة على الإطلاق".
وكان أحمدي نجاد أغضب أخيرًا مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي باستلهام الانتفاضات العربية، حين استخدم كلمة "الربيع" في شعار انتخابي تأييدًا لحليفه مشائي. ويفضّل خامنئي الإشارة إلى انتفاضات الربيع العربي على أنها صحوة إسلامية بأمل منع انتقال العدوى إلى الجمهورية الإسلامية.