أخبار

وزير الداخلية لـ إيلاف: لبنان نجا من الفتنة ليلة الاعتداء على شيوخ دين

الجماعة الإسلامية: لا تدفعوا إلى إنشاء الجيش اللبناني الحر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لبنان يغلي بعد الاعتداء على أربعة مشايخ سنة في مناطق شيعية في لبنان، وتوجيه اتهامات شعبية صريحة لحركة أمل بالوقوف وراء الحادثين. إلا أن نبيه بري، رئيس المجلس النيابي وحركة أمل قال حازمًا: "إقطعوا رأس من فعل هذا الأمر".

بيروت: لم يكن مساء الأحد عاديًا في بيروت، إذ أطلت الفتنة من نافذة ضيقة، وكان يمكن أن تنفجر لو تفاقم الأمر بعدما تعرض أربعة مشايخ للضرب من شبان في منطقتين تسيطر عليهما حركة أمل.

ففي منطقة الخندق الغميق المحاذية لوسط بيروت، والتي تسيطر عليها الحركة، إعتدى شبان على الشيخين في دار الفتوى مازن حريري واحمد فخران الذي حلق المعتدون لحيته. وفي منطقة الشياح المؤدية إلى البقاع، التي تسيطر عليها أمل أيضًا، تعرّض الشيخان عبد اللطيف حسين وعمر فاروق امامة لاعتداء مماثل.

على الأرض

نقل الشيخان فخران وحريري إلى مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة لتلقي العلاج، بينما تلقى الشيخان إمامة وحسين الإسعافات الأولية في مستشفى سان تيريز، ونقلا منه إلى مستشفى شتورا.

مع انتشار الخبر، شهد محيط مستشفى المقاصد توترًا أمنيًا، تبعه قطع طرقات في المناطق المحيطة بالمستشفى في قصقص والمدينة الرياضية وكورنيش المزرعة. وبقاعًا، قطعت طريق المصنع المؤدية إلى الحدود اللبنانية السورية احتجاجًا. والامر ذاته تكرر في صيدا حيث قام عدد من أنصار الجماعة الإسلامية بإقفال الطريق الرئيسة للمدينة لبعض الوقت، قبل أن يعيد الجيش فتحها.

قصدت "إيلاف" مستشفى المقاصد، حيث تجمّع نحو 250 شخصًا عند المدخل وسط أجواء يسودها الغضب مع ارتفاع صيحات المتجمهرين، الذين ردّدوا هتافات من قبيل "حيّ على الجهاد" و"بدنا الجيش اللبناني الحر". كما تجمّع المئات من مناصري الجماعة الاسلامية قرب مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة.

وتضامنًا مع المشايخ المعتدى عليهم، وصل إلى مستشفى المقاصد الشيخ أحمد الأسير، وانضم إلى عدد من مشايخ دار الفتوى الذين كانوا هناك.

إتهام أمل

عقد المشايخ اجتماعًا حضره أمين عام الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي، إلى جانب الأسير، وممثلين عن الجماعة الاسلامية، بحثوا خلاله التطورات المتسارعة. تزامنًا، عقد اجتماع في طرابلس للهيئات الإسلامية والمشايخ في المدينة مواكبة للحادثين.

وعلمت ايلاف أن اجتماعًا طارئًا للعلماء المسلمين عقد في دار الفتوى برئاسة المفتي قباني.

وفي حين تردّدت أنباء عن أنّ منفذي الاعتداء في الخندق الغميق هم من متعاطي المخدرات وأصحاب السوابق، إلا أنّ المتجمهرين أمام مستشفى المقاصد كانوا شبه مجمعين على أن أحدًا في تلك المنطقة لا يمكن أن ينفذ أمرًا كالذي حصل من دون موافقة حركة أمل، مشيرين إلى أن المنفدين ربما يكونون من أصحاب السوابق فعلًا، وأن مالًا دفع لهم لتنفيذ الاعتداء، معللين ذلك بالربط بين الحادثتين في منطقتين خاضعتين لنفوذ حركة أمل حصرًا.

إقطع رأسهم!

وعقد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل اجتماعًا مع المشايخ المجتمعين، وأدلى بعدها بتصريح للصحافيين أكد فيه أن الموقوفين باتوا في عهدة القضاء، وعددهم عشرة، وأن المداهمات مستمرّة. وأشار إلى أن كل الفرقاء يستنكرون ما حصل، وأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يرأس حركة أمل قال له: "إقطع رأس من فعل هذا الأمر".

وقال شربل لـ"إيلاف": "كان يمكن لهذا الحادث أن يؤدي إلى فتنة كبيرة، لكن الأمور تحت السيطرة، وقد تجاوز لبنان منعطفًا خطيرًا هذه الليلة".

وكشف ربيع دندشلي، المسؤول الإعلامي في الجماعة الإسلامية، لـ"إيلاف" أن حاجزًا للجيش اللبناني كان حوّل مسار الشيخين حريري وفخران إلى المنطقة حيث اعتدي عليهما. وقال: "عندما عرّف الشيخان عن نفسيهما ازداد الضرب عليهما وتعرضا للسبّ والشتم، ونجح أحدهما بالفرار لكن الآخر تعرّض لضرب مبرح".

ولفت إلى أن عدد الذين نفذوا الاعتداء يتراوح ما بين 15 إلى 20 شخصًا، "باتت لدينا أسماء غالبيتهم والجيش يقوم بدوره، وبعض الجهات تتعاون معه". وأضاف: "نناشد الدولة باسم اللبنانيين الراغبين في وجود الدولة أن تضع حدًا لكل هذه الأحداث، واذا كانت الدولة لا تستطيع تأمين الامان فإنها ستسمع صيحات من قبيل ما ردده المتجمهرون مثل حيّ على الجهاد ونريد الجيش اللبناني الحر، وإذا كانت الدولة غائبة فليخبرونا لنحمي انفسنا".

وعن الخطوات المقبلة قال: "تواصلنا مع الأحزاب المعنية، وتم تسليم خمسة أشخاص، والجيش يحاول تسلم الباقين".

من يأخذ الحق؟

في تصريح متلفز، علق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على الإعتداء الذي تعرض له المشايخ، مؤكدًا الثقة بالقوى الأمنية وبالدولة، وقال: "لن ندع الأمور تمرّ من دون معاقبة الفاعلين، ونطلب من أبنائنا في الشارع الهدوء والإنضباط حتى تتمكن الجهات الأمنية من متابعة مجريات التحقيق".

ولفت إلى أنّ "الإعتداء على أي مواطن هو إعتداء علينا، وخصوصًا العلماء، من يعتدي عليهم يعتدي على دار الفتوى، ونحن لن نمكن هذه الجهات والتي تقف وراءها من الوصول إلى هذه المآرب والنيل من جهاد العلماء".

بدوره، حذر الشيخ هشام خليفة، مدير عام الأوقاف الإسلامية، من الفتنة على خلفية الحادثتين، مشيرًا إلى أن "لا مظاهر جدية لمنع الفتنة على الأرض، فهي ليست المرة الأولى التي يتم الإعتداء فيها على مشايخ، وهناك سوابق، وقد تعرضت أنا لمحاولة إعتداء قبل أسبوعين".

وسأل خليفة في حديث متلفز: "هل تم التعرض للمشايخ بالصدفة؟". وأضاف: "إذا كان ثمة من يريد إشعال الفتنة في لبنان، علينا ألا ننجر إلى ذلك، لكن من يأخذ بحقنا؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف