خذوا الفتنة من أفواه الحشاشين
سلفي لبناني: آن الأوان لنسترجع بالقوة ما يؤخذ منا يوميًا بالقوة... كرامتنا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يرفض السلفيون القبول بمنطق أن حشاشين اعتدوا على مشايخ سنة في مناطق شيعية، ويقولون إن هذا لا يئد الفتنة، بل هو استخفاف بالعقول ليس إلا.
بيروت: كان حكيمًا الرئيس نبيه بري حين قال لوزير الداخلية مروان شربل "إقطع رأس من فعل هذا"، في معرض رد فعله الفوري على إقدام مجموعات من الشيعة على ضرب أربعة من مشايخ دار الفتوى السنية.
فاندلاع الفتنة السنية - الشيعية في لبنان لا يحتاج لكثير عناء، ولا لمؤامرة كبيرة كي تسري في البدن اللبناني كالنار في الهشيم. حلق لحية الشيخ أحمد فخران في الخندق الغميق كاف بأن يقيم الدنيا ولا يقعدها، خصوصًا أن السلفيين مستعدون لقيامة هذه الدنيا، ولم يكونوا ليتركوها تقعد، لولا مسارعة الثنائية الشيعية إلى التبرؤ من حشاشين كادوا في الخندق الغميق والشياح أن يُنسوا لبنان بوسطة عين الرمانة.
انتقال سني
وقطع رأس من فعل هذا هو قطع لرأس أفعى الفتنة كما قال شربل مطمئنًا. لكن هذا الاطمئنان يذهب أدراج الرياح السلفية اللبنانية، التي تعصف بسنة لبنان، ولا يقف بوجهها نسيم المستقبل العليل. لكنه قطع متأخر بعض الشيء.
فموقف حزب الله المتمسك بسلاحه نقل السنة من باخرة الاعتدال الحريري إلى بارجة القتال السلفي. وهذا ما ظهر جليًا أمس، حين اصطف الرجال السنة الأشداء في جامع علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة، خزان تيار المستقبل سابقًا وعرين التيارات السلفية حاليًا، محتجين على ما أصاب المشايخ السنية من مصاب شيعي.
وعلى ذمة الأخبار اللبنانية، قلة الاحترام التي عومل بها منسق بيروت في التيار بشير عيتاني تؤكد، أو أقله، توحي بذلك. فعند إلقائه كلمته، صرخ بعض الشباب مطالبين بإعداد حزب قويّ للانضمام إليه، وقاطعه أحد الشباب صارخاً: "تيار، سلفية، جماعة إسلامية". فأُسكته زملاؤه فوراً: "شو تيار ما تيار... سلفيّة بس".
وعندما يصف النائب محمد الحجار، عضو كتلة "المستقبل"، الاعتداء على الشيخين بـالأمر الخطير والجبان والمجرم والمدان، فإنه لا يقفز عن عتبة الاستنكار التي سئمها الشارع السني، خصوصًا أن هذا الشارع يعرف تمام المعرفة اليوم أن ثمة بديلا عن هذه المسالمة، وفرها له جمع غفير من التيارات السلفية المقاتلة، شديدة البأس، القادرة على استعادة حق المسلمين بالقوة.
للصبر حدود
محمد عادل محمد الكردي، أو أبو الشامات كما يعرفه صحبه السلفيون في أحد حواري الطريق الجديدة، الذين ينتقلون معه حيث ينادي الواجب الجهادي من باب التبانة إلى أطراف صبرا، يبتسم إذ يستمع إلى الحجار عبر إذاعة صوت لبنان يقول: "يجب ضرب المخططين والفاعلين بيد من حديد، خصوصاً أن هناك تزامنًا بين الاعتداء على الشيخين في خندق الغميق وبين الاعتداء على الشيخين في الشياح".
ويضحك إذ يصغي إلى الحجار مطالبًا الحكومة والاجهزة الأمنية والقضائية كشف حقيقة ما حصل وانزال اقصى العقوبات بالفاعلين والأطراف، وضبط التحريض الطائفي والمذهبي، والعمل على وأد الفتنة.
أبو شامات، وهو واحد من شبان متحمسين اختاروا العمل الجهادي في لبنان أو في أي مكان كما يقول، موافق على كل ما قاله النائب، إلا طلبه إلى الأجهزة الأمنية كذا وكذا. فبحسب أبو الشامات، هذا الجيش هو من أدار دفة الشيخين إلى الخندق الغميق، على الرغم من اعتراضهما، ومن تعبيرهما عن خوفهما الدخول في متاهات الشيعة.
قال لـ"إيلاف": "بدن الجيش على راسنا، وبعدين؟ قالها الشيخ أحمد العمري (رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان) مبارح، نحنا ضد الفتنة لكن للصبر حدود".
أضاف: "الأمن في لبنان أعور، لا يرى إلا السنة، مع انو أشرف ريفي سني ومن أطيب الشباب، ورجل وطني ونحنا منمشي خلفه، بس الأمن بياخذ راحتو بالطريق الجديدة وبباب التبانة وبعبرا، والمجرمين والحشاشين والخاطفين وقتّالي القتلى بياخذوا راحتن بمناطق تانية، ولا على بالن، طالما حزب الله حاميهن".
مشينا معه على الجمر
يترحّم أبو الشامات على أيام الرئيس رفيق الحريري، حين كان للسنة موقف وقوة، حتى لو لم يكن لهم سلاح ومقاتلون. لكنه يستدرك ويقول: "هو اللي كان ورا ضرب القوة السنية العسكرية بسنة 1987، أنا كنت مع المرابطين وبعرف إن ضربهم كان بأمر من الحريري حتى يجي على ساحة جاهزة ليكون هو الزعيم فيها، ورضينا، ومشينا مع رفيق الحريري على الجمر. اليوم، صار وقت نسترجع بالقوة اللي عم يتاخذ منا بالقوة، كل يوم، كرامتنا المهدورة".
ويستمر في الترحم على رفيق الحريري، وكأن في هذا الترحم إنتقامًا من ابنه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي هجر السنة بلا معين، "والحمد لله الذي وهبنا عقلاء ومجاهدين أمثال داعي الاسلام الشهال والشيخ أحمد الأسير".
لسنا مكسر عصا
وبعدين؟ هنا لا يبتسم أبو الشامات، بل يتناول الأمر بشكل جدي، ويتحول إلى الفصحى: "هل يريدوننا أن نصدق أن الفاعلين خمسة من الحشاشين؟ هذا يذكرنا بالأنظمة العربية، التي إذا خرج منها جندي وقتل جنودًا إسرائيليين قالوا هذا مخبول، فهذا استخفاف بعقولنا، ولن نرضى به! الحشاش لا يعرف أباه، فلمَ اختار ضرب هؤلاء شيخين سنيين من بين كل المارة، في منطقتين شيعيتين، وفي تزامن لا يمكن أن يترك مجالًا للشك بأن يكون الأمر مجرد صدفة؟".
يضيف: "وخذوا الفتنة من أفعال الحشاشين!"
ويتابع قائلًا: "إذا أردت أن أكون صافي النية، وأن لا أتهم شيعة أمل وحزب الله بالسعي إلى الفتنة، أقول هذا من تدبير بقايا نظام بشار الأسد في لبنان، يريدون أن يحترق البلد ليخف الضغط عن بشار، لكن هذا يعيدنا إلى أمل وحزب الله، وهما لا يتخليان عن بشار الأسد، فالدائرة مفرغة، لكن الأكيد أن السنة لم يعودوا اليوم مكسر عصا أحد، لا مكسر عصا حسن نصرالله ولا نبيه بري ولا الدولة اللبنانية".