أخبار

سوق الطائرات المدنية بدون طيار ستزدهر كثيرًا في الولايات المتحدة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما زالت سوق الطائرات المدنية من دون طيار صغيرة جدا في الولايات المتحدة، لكنها قد تزدهر كثيرا في بضع سنوات عندما تنفتح امامها نهائيا الاجواء الاميركية اعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر 2015، كما يتوقع صانعوها والوكالة الفدرالية للطيران.

واشنطن: لا يجوز حاليا للطائرات من دون طيار التحليق في الاجواء الاميركية إلا لأغراض خدمات عامة او للترفيه، ولذلك لا يتجاوز عددها 300 طائرة حسب التراخيص المسجلة على ما احصت اجمالا جمعية صانعيها (اسوسيايشن فور انماند فيهيكل سيستمز انترناشوينال).

لكن بعد 2015 عندما تفتح امامها الوكالة الفدرالية للطيران الاجواء ستتمكن 7500 طائرة صغيرة من دون طيار ان تحلق في الاجواء حسب الوكالة التي لم تعط المزيد من التفاصيل.

ويتوقع ان يقفز رقم اعمال هذه الطائرات، الذي يمثل حاليا مليون دولار، علما ان سعر طائرة مدنية من دون طيار يتراوح بين خمسة و15 الف دولار، حسب جمعية الصانعين، الى خمسة مليار دولار.

وذلك يعني ان هذا القطاع قد يساهم في انشاء اكثر من سبعين الف وظيفة خلال السنوات الثلاث التي ستلي 2015 ثم نحو 104 الف وظيفة بحلول 2025، كما تفيد الجمعية في دراسة نشرت في 12 اذار/مارس بتفاصيل توقعاتها ولاية بولاية، وفي مقدمتها ولايات كاليفورنيا (غرب) وواشنطن (شرق) وتكساس (جنوب).

وستسمح هذه الطفرة بضخ 13.6 مليار دولار (بما فيها الموارد الضريبية) في الاقتصاد الاميركي، وحتى 82,1 مليار بين 2015 و2025، لكن كل تاخير سيكلف الاقتصاد الاميركي في السنة عشرة مليار دولار حسب الجمعية.

والقطاع الواعد كثيرا لتلك الطائرات من دون طيار هي الزراعة، حيث ستساعد على مراقبة المحاصيل ورش مبيدات الحشرات "الامر الذي قد يساهم ايضًا في الحد من كمية" المواد المستعملة حسب الجمعية. ويتوقع صانعو الطائرات من دون طيار ان تبادر قطاعات اخرى ايضا مثل الامن (الشرطة والاطفاء...) باستعمالها.

وستنتج الطائرات من دون طيار الشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك كبرى شركات الطيران او الدفاع مثل نورثروب غرومن وستبلغ مدة استعاملها 11 سنة.

مزايا وعيوب هذه الطائرات
اعداد خرائط او التجسس؟ تتوافر للطائرات المدنية من دون طيار التي ستتمكن من التحليق في الاجواء الاميركية بعد 2015، الاف البرامج الالكترونية التي تطرح ايضا الاف الاسئلة حول حدود الحياة الخاصة واكتظاظ الاجواء.

ويرى راين كالو من مركز انترنت ومجتمع (سي اي اس) في جامعة ستانفورد (كاليفورنيا، غرب) ان تلك الطائرات "هواتف نقالة ذكية طائرة" تتمتع "بامكانيات لا حدود لها" مثل رصد انتشار السنة اللهب خلال حريق ومجرم هارب او متزلجين على الثلج تائهين او تحديد وضع محصول زراعي في وقت ما، واعداد خريطة اراض صعبة المسالك...

ويؤكد صانعو الطائرات بدون طيار في جمعية "اسوسيايشن فور اونايمد فيهايكل سيستمز انترناشوينال" ان تلك الطائرات التي يقترن اسمها لدى الجمهور بالحرب، غير العسكرية تساهم في "توفير الوقت والمال وتنقذ خصوصا الارواح البشرية".

وسيشكل وصول الطائرات المدنية بدون طيار دفعا لقطاع الطيران ويساهم في ايجاد مئة الف وظيفة بحلول 2025 وضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد كما وعدت الجمعية الاميركية.

وقال باتيست تريباد المكلف التنمية في اميركا الشمالية في سنسيفلاي الصانع السويسري للطائرات بدون طيران الفرع الفرنسي لشركة باروه، لفرانس برس ان "الولايات المتحدة لديها الامكانيات لتصبح اكبر سوق عالمي خصوصا في الزراعة حيث قد تعود المهنيون هنا على العمل باعلى ادوات التكنولوجيا".

لكن المشكلة، كما تقول منظمة الدفاع عن الحقوق على الانترنت "الكترونك فرونتيير فوندايشن"، تكمن في ان تلك الطائرات قادرة ايضا على رصد الرسائل من شبكات الواي فاي وتقفي اثار 65 شخصا في آن واحد والتعرف على ماركة علبة حليب من على علو اكثر من 18 الف متر.

فمثلا اكتشفت طائرة بدون طيار كانت مكلفة بتقييم اضرار زلزال على مبان في ايطاليا في ايلول/سبتمبر، مزرعة ماريجوانا وتمكنت حتى من التعرف على اصحابها.

وتستعمل الجمارك الاميركية الطائرات بدون طيار لمراقبة الحدود. حتى ان الشرطة المحلية تستخدم احيانا تلك المجهزة منها بكاميرات ما تحت الاشعة الحمراء والرادارات.

وهي اشكالية تذكر بسيارات "ستريت فيو" التي تستعملها غوغل وادانتها الولايات المتحدة في 12 اذار/مارس لانها جمعت رسائل الكترونية بينما كانت مكلفة التقاط صور في الشوارع.

لكن بعد خمس سنوات ستعج الاجواء الاميركية باكثر من سبعة الاف طائرة صغيرة بدون طيار، وهي آلات لا يتجاوز وزنها بضعة كيلوغرامات وتقل تكاليفها كثيرا عن المروحيات (التي يبلغ ثمنها الاف الدولارات) او الاقمار الاصطناعية، حسب تقديرات الوكالة الفدرالية للطيران.

واقر الكونغرس بفتح الاجواء الاميركية اعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر 2015 امام تلك الطائرات بدون طيار (انايمد ايركرافت سيستمز، يو.ايه.اس) التي سيتم اختبارها اولا في ست مناطق ستحددها الوكالة نهاية السنة.

وستساهم تلك الاختبارات في ان توسع الوكالة الفدرالية للطيران القوانين الحالية حول تلك الطائرات التي لا يرخص لتحليقها حاليا الا نادرا لمهمات خدمات عامة (الاطفاء والجمارك...) او الترفيه، على ان تظل الطائرات منها الاصغر حجما ظاهرة للعيان.

ودعت جمعية الدفاع عن الحريات الخاصة الى "اقامة قوانين كي نتمكن من الاستفادة من تلك التكنولوجيات الجديدة دون ان نتحول الى +مجتمع يخضع للمراقبة+".

واعربت جمعية الدفاع عن الحريات الخاصة التي تناضل لفرض الحصول على تكليف من القضاء ومنع نشر الصور وتجهيز تلك الطائرات باسلحة غير قاتلة (مثل الغاز والغازات المسيلة للدموع والتايزر والرصاص المطاطي...) عن ارتياحها لان من الان تعمل نحو ثلاثين ولاية اميركية على سن قوانين لتحديد حدود استعمال الطائرات بدون طيار. من جانبهم ابرز الصانعون "مدونة السلوك".

وبما انه يخشى من اكتظاظ الاجواء الاميركية بالاجسام الطائرة، اقرت الوكالة الفدرالية للطيران بضرورة سن "قوانين" ووعدت بالاهتمام بالمسالة لكن "في المستقبل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف