شكل جديد للوساطة يعلق عليه المجتمع الدولي آمالًا كبيرة
مفاوضات مكوكية برعاية أممية لحل نزاع الصحراء الغربية
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرباط: عشية جولة المبعوث الأممي إلى منطقة النزاع في الصحراء الغربية كريستوفر روس، من أجل إعطاء اطلاق مفاوضات مباشرة فعالة بين المغرب وجبهة البوليساريو، يتوقع مراقبو ن أن تشكل الجولة الحالية علامة فارقة في تاريخ هذا الصراع الذي عمر طويلًا. وقد تكون للمستجدات الإقليمية على مستوى المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل الإفريقي أثر مهم في إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة برمتها.ويتوقع خبراء ومهتمون بالشؤون الصحراوية أن تشكل المفاوضات بصيغتها الجديدة، التي سيطلقها روس، ضغوطًا على المغرب والبوليساريو على السواء، تتحكم فيها القوى الكبرى المؤثرة والفاعلة، من أجل رفع وتيرة المفاوضات والتسريع بها في اتجاه حل النزاع في أسرع وقت ممكن. حل سريعيرى الباحث في الشؤون الصحراوية مصطفى ناعيمي أن الوسيط الأممي، خلال جولته الحالية وإدارته للمفاوضات المرتقبة، سيحاول إدماج طرفي النزاع وهما المغرب والبوليساريو بطريقة جديدة، فيها نوع من الانتداب لأطراف أوروبية وأميركية ودولية أخرى فاعلة، مؤكدًا على أن هذه المرحلة انتقالية على اعتبار أن مسؤولية المغرب والبوليساريو ستتعاظم، من حيث ضرورة الإسهام الفعلي في إيجاد حل للنزاع المزمن.وأضاف ناعيمي لـ"إيلاف": "لن تكون صيغة المفاوضات مباشرة بالمعنى التقليدي، والذي سيحدث هو الصيغة المكثفة لهذه المفاوضات بالشكل الذي وصفها كريستوفر بأنها ستكون مكوكية، إذ سيرغم الأطراف على الوصول إلى حل في أقرب وقت ممكن، هذا هو الجديد".وكان تقرير أممي صدر أخيرًا، يتناول جولة المفاوضات المرتقبة، أورد احتمال استئناف المحادثات المباشرة بهدف التوصل إلى حل سياسي متبادل ومقبول، يفضي إلى حق تقرير المصير بالنسبة إلى سكان الصحراء الغربية.اعتبر ناعيمي أن الحديث عن سكان الصحراء الغربية، على ما ذكر التقرير الأممي، مسألة لها أهميتها، "بحيث إنه لا يتحدث عن شعب صحراوي بل عن سكان، ويحدد صيغة تقرير المصير، ثم يدل على أنه هناك رغبة في تفعيل مبدأ المفاوضات المباشرة بشكل مكوكي".
ضغوط كبيرةأوضح ناعيمي أن المفاوضات المرتقبة ستكون استيعابية أكثر من طرف هيأة الأمم المتحدة، "الهدف منها أن يدخل المغرب والبوليساريو على السواء في مرحلة القطيعة مع أشكال التفاوض السابقة، وهو ما يتوضح الآن".أضاف لـ"إيلاف": "هناك رغبة في الإسراع لإيجاد حل لهذا المشكلة، ومن هنا سيكون الضغط أكبر من جهة القوى العظمى الفاعلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بحيث سيتم النظر في نتائج كل حلقة من حلقات المفاوضات المباشرة، وعلى أثرها يسجلون الملاحظات ويعملون من أجل الضغط للوصول إلى حلول أكبر".وأكد أن المطلوب من الوسيط الأممي ألا يضغط على هذا الطرف أو ذاك، أو أن يتبنى موقفًا غير محايد، "فمسؤوليته هي إيجاد حل متفاوض ومتوافق عليه".وكان قد أثار حضور روس محاضرة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك مؤيدة للبوليساريو حفيظة المغرب، وتخوف من تأثيرها سلبًا في المفاوضات، فطلب سحب الثقة من روس كوسيط أممي. لكن بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، طمأن المغرب على السير الطبيعي للمفاوضات، التي تروم الحل السياسي لنزاع الصحراء.وقلل ناعيمي من أهمية تصريحات روس السابقة، ما دام لم يصدر عن الامم المتحدة أي موقف رسمي يسير في هذا الاتجاه.وقال: "في خط مواز للمفاوضات، قرر المغرب تفعيل الجهوية والإصلاحات في الصحراء ليكسب ثقة أبناءها، ويقنع الرأي العام العالمي بأنه دولة تسير في إطار احترام حقوق الصحراويين جميعًا". حل فيدرالي أو كنفدرالي؟من جهة أخرى، لاحظ عبد الرحمان مكاوي، الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن زيارة روس الحالية أتت بعد جولته في ألمانيا وسويسرا، بالإضافة إلى دول أصدقاء الصحراء كفرنسا وإسبانيا. وقال لـ"إيلاف": "قد يفهم من هذه الجولة محاولة استيعاب التجربة الكنفدرالية السويسرية أو التجربة الفدرالية الألمانية التي تتميز بنوع من الحكم الذاتي، ليمكن إسقاطها كطريق لحل النزاع في الصحراء الغربية".وأكد مكاوي أن المجتمع الدولي مصمم على الإسراع في إيجاد حل سريع لهذا النزاع، في ضوء مستجدات الحرب على الإرهاب في مالي.أضاف: "هناك اقتناع دولي بأنه لا يمكن إستحداث دولة في الصحراء بوجود سكان لا يتعدى تعدادهم 350 ألف نسمة على مساحة شاسعة تقدر بنحو 341 ألف كيلومتر مربع. فدولة مالي لم تتمكن من السيطرة على شمالها منذ الاستقلال، ما جعلها الآن مرتعًا للجماعات الإرهابية".ويميز مكاوي بين روس باعتباره شخص له أفكار ومن حقه التعبير عنها، وبين روس المكلف الأممي الذي يتحرك في إطار سبق أن حدده له كي مون، لإيجاد تسوية مقبولة للنزاع في الصحراء.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف