عامان وأكثر من 70 ألف قتيل لم تغيّر رؤية البعث للأحداث
فايز شكر لـ"إيلاف": الحكومة الموقتة مسخ وشخصيات المعارضة السورية أقزام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عامان بالتاريخ إلى الوراء، كتب فتية على حائط مدرستهم أنهم يطمحون إلى الحرية، في بلد كان يقال إن الأخ يتجسس فيه على أخيه. إلى هذه الدرجة كانت الحرية ممنوعة في سوريا.
بيروت: يبدو أن درب الثورة لم يفلح في إحداث التغيير الذي طمح إليه السوريون وبادر أطفال درعا إلى التعبير عنه. اليوم ما يجري في سوريا هو في نظر جزء من العالم ثورة وفي جزء فئة أو بعض فئة من العالم مؤامرة، وفي نظر الرئيس السوري بشار الأسد ومن يقفون إلى جانبه مباشرة سواء حزب الله أو الفصائل الأخرى، هو "مؤامرة كونية".
قد يكون أطفال درعا أشعلوا فتيل حرب كونية، ولِمَ لا؟ مع أنهم لم يخبروا مفردات تقاطع المصالح السياسية وتبادل الأدوار ومفردات الموالاة والمعارضة والمحاور وتوازن القوى والاستراتيجيات العسكرية، لكنها على أرض الواقع عوامل فرضت عليهم 730 يوماً من القسوة والعتمة والجوع والتهجير.
مع كل هذا، فإن نظرة الطرف الحاكم في سوريا من الأحداث لم تتغيّر، وهذا ما عبّر عنه الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر في حديث خاص لـ"إيلاف"، الذي وصف الحكومة الموقتة الجديدة بـ"المسخ" وأطراف المعارضة بـ"الأدوات والأقزام" وفاضل بين "سيئ وأسوأ" في الشخصيات المعارضة.
وعند سؤاله عن النظرة إلى الأحداث الجارية في سوريا بعد عامين على اندلاع الثورة، قال: "لم تكن ثورة ولا مرة، حتى لو اعترف بها من يشاء، ما نراه من ذبح طفل على الطريقة الإسلامية، وعندما يتاح من خلال فتاوى تصدرها مراجع إسلامية أن تباع الفتاة السورية في سوق النخاسة وهي التي يفترض الحفاظ عليها وعلى شرفها، فعن أي ثورة نتكلم؟".
قراءات مختلفة
وأشار إلى أن "كل فريق يقرأ المعطيات وفقاً لأهوائه ومخططاته، وما حصل بالأمس قراءة واضحة للفريق المتآمر على سوريا من المجتمع الدولي وصولاً إلى الحكومة المسخ التي أنتجت بإسم حكومة موقتة، هذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الحلول جميعها التي كانت تطرح من جانب دول معنية باءت بالفشل وأصبحت وهماً وفراغاً عند المجتمع الدولي تحديداً".
وفي ما خص قراءة النظام، قال: "النظام في سوريا كانت لديه قراءة واقعية ودقيقة لها علاقة بالحفاظ أولاً على وحدة سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات، وعناوين هذه القراءة بارزة لدى الرئيس الأسد عندما أطلق في أول كانون الثاني (يناير) مبادرته وهي بحد ذاتها قد تكون حلاً جذرياً، ولو كان هناك تعاون صادق وجاد من الولايات المتحدة لضغطت على الدول الداعمة لاتخاذ قرار واضح لتجفيف منابع الدعم والإرهاب والتمويل وإرسال العناصر البشرية".
أضاف شكر "لو راجعنا قليلاً تصريحات مسؤولي ما يسمى المعارضة، التي ما هي إلا أدوات بيد مشاريع خارجية، فإننا لم نرَ سوى كلام صدر عن رئيس الإئتلاف معاذ الخطيب وكان مرحباً به من كل الأطراف، قد تكون لدى معاذ الخطيب نوايا صادقة لكن من لا يملك القرار لا يملك طرح حلول".
أقزام ومشاريع
وفي رد على سؤال عما إذا كان هذا يعني أن معاذ الخطيب شخصية مقبولة لدى المعارضة أجاب "نميز بين أطراف المعارضة لأن من بينهم السيئ والاسوأ، ونحن من موقعنا السياسي لدينا مصلحة حقيقية بأن نوقف هذا النزف الدموي والاقتصادي لأنه يؤدي بالتالي إلى خسارة دور سوريا في المحور الكبير".
وأشار إلى أن "ما يجري يهدف إلى تحويل سوريا من دولة قوية قادرة لها تأثير في كل الموازين، اليوم يحوّلها هؤلاء الأقزام إلى أن تتلهى بمسائل مرتبطة بمشاريع أجنبية تخدم المشروع الإسرائيلي". واعتبر أن المعارضة تتسلح يومياً من الدول التي تسلّح المعارضة بالسر والعلن، و"أكبر دليل على ذلك التركي والسعودي اللذان يعملان لدى دول كبيرة وهما أدوات بأيدي دول خارجية تحركهم".
مساهمة المقاومة
وشدد شكر في حديثه مع "إيلاف" على أن محور المقاومة لا يساهم في الدفاع عن سوريا بقدر ما يدافع عن نفسه لأن سوريا هي العمود الفقري لهذا المحور، وقال: "هناك صراع ما بين محورين ومن الطبيعي جداً أن يدافع الإيراني والروسي والصيني ودول مجموعة براكس عن هذا المشروع وعن العمود الفقري فيه وهي سوريا".
ورأى أنه "ما يسمى المعارضة غير قادرة على أن تهز النظام ولو قيد أنملة، ولو سمعنا عن إغتيالات وإجتياحات، لكن هناك دولة وكتلة متماسكة لهذه الدولة عنوانها الجيش والأمن، وعلى المستوى الخارجي فإن القوة الديبلوماسيةما زالت متماسكة وليس هناك من أحد سيستطيع أن يقهرها".
الأسد لن يرحل
في سياق الحديث مع الوزير السابق شكر سألته "إيلاف" إن كان يرى سوريا من دون الرئيس الأسد فقال: "لا يمكنني أن أتصور للحظة وأن أتخيل سوريا من دون الرئيس الأسد أو أن ينكفئ إلى جزء من البلد، وأرى ذلك من سابع المستحيلات، هذا اضغاث أحلام لدى المتآمرين على تقسيم سوريا، الرئيس الأسد صاحب مشروع دولة لا يمكن مهما اشتدت الضغوط أن يقبل بأن يكون حاكماً او رئيساً على جزء من سوريا لأنه يعتبرها كيانه وأنه ولد فيها وسيموت فيها".
وختم بالقول: "هو (الأسد) يريد كل سوريا والايام سوف تثبت الكلام وأنا أقول إن الآخرين يحلمون مرة بتقسيم سوريا ومرة بأن يترك الرئيس الأسد البلد، فالرئيس الاسد ثابت في موقعه وسيظل رئيساً وفي عام 2014 سوف تكون هناك لعبة برلمانية وستنتخب الناس وعندما لا يحصل الرئيس الأسد على تأييد الشعب فسيرحل".