أخبار

"البوليسية كلاب" فيديو كليب أثار حفيظة التونسيين فحُكم على مؤدّيه بالسجن عامين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نشر مغني الراب التونسي علاء اليعقوبي أغنيته "البوليسية كلاب" بعدما صورّها بطريقة الفيديو كليب، فأثار حفيظة التونسيين بسبب ما تضمنته من ألفاظ منافية للأخلاق وتهديدات وجّهت إلى الشرطة التونسية ورجالها، فحكم عليه بالسجن عامين.

محمد بن رجب من تونس: أثارت أغنية نشرت على موقع يوتيوب حفيظة وزارة الداخلية التونسية وغضب رجال الأمن في تونس، كما استدعت استنكار غالبية التونسيين، لما تضمنته من معان استفزازية وعبارات وإشارات منافية للأخلاق، من قذف علني وتهديد لأعوان الأمن والقضاة، بما يوجب العقاب الجنائي.وكان مغني الراب علاء يعقوبي، المعروف باسم ولد الـ 15، قد نشر على موقع يوتيوب أغنية عنوانها "البوليسية كلاب"، والبوليسية هم رجال الأمن والشرطة، وقام بتصويرها على طريقة الفيديو كليب هادي بلقايد حسين، وظهرت معه في الكليب الشابة صابرين القليبي.تحركت وزارة الداخلية بسرعة، وبعد أسبوع واحد من نشر هذا الفيديو كليب، الذي ينتقد ويسيء إلى رجال الشرطة، من خلال بيان نشرته على موقعها الرسمي، على موقع فايسبوك، جاء فيه: "أحيل المشتبه فيهما يوم الثلاثاء على المحكمة الابتدائية في ولاية بن عروس (جنوب العاصمة) التي قررت إيداعهما السجن في انتظار محاكمتهما".وأضاف البيان، الذي إطلعت عليه "إيلاف": "النيابة العامة أذنت للوحدات الأمنية التابعة لإقليم الأمن الوطني ببن عروس فتح بحث في الموضوع على أثر نشر فيديو كليب لأغنية راب على موقع يوتيوب باسم (البوليسية كلاب) تتخللها عبارات وإشارات منافية للأخلاق، من قذف علني وتهديد لأعوان الأمن والقضاة، بما يوجب العقاب الجنائي".وقالت وزارة الداخلية :"التحريات الأمنية مكنت من التعرف إلى المشاركين في إعداد ونشر هذا الفيديو كليب، وعددهم ثمانية أنفار أمكن إيقاف اثنين منهم، وهما شاب وفتاة، تم الاحتفاظ بهما بإذن من النيابة العمومية".وقال مغني الراب ولد الـ15 لأحد المواقع الإلكترونية إنه لا يثق في الأمن ولا في القضاء، بعد التهديدات التي وجّهها إليه أشخاص يبدو أنهم من رجال الأمن.استفزاز رجال الأمنوقال أحد رجال الأمن لـ"إيلاف" إن هذه الأغنية مستفزة إلى أبعد الحدود، وهي تحطّ من قيمة رجال الأمن والعمل الذي يقومون به، وخصوصًا في هذه الفترة الصعبة والحساسة التي تمرّ بها تونس.وأضاف: "التونسيون مستاؤون من المضمون المستفز والمثير، الذي تضمنته هذه الأغنية الركيكة، التي أثارت رجال الأمن، الذين قد يشعرون بالإحباط على الرغم مما يبذلونه من تضحيات". وأشار إلى أنّ القضاء قال كلمته في هؤلاء الشبان.وكانت موسيقى الراب محل اهتمام التونسيين، بعد هروب الرئيس السابق، في الأوساط الشبابية لتطرقها إلى مختلف القضايا السياسية والاجتماعية، كالبطالة والفقر والتهميش والاستبداد.ويرى الشباب التونسي أنّ أغاني مغني الراب التونسي حمادة، والذي يلقّب بالجنرال على غرار "ريّس لبلاد" (رئيس البلاد) و " تونس بلادنا"، والتي نشرها قبل الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت سببًا مباشرًا في الزجّ به في السجن، ساهمت بقسط كبير في إثارة الشباب التونسي، الذي خرج أيام ثورة الحرية والكرامة ليقول للرئيس السابق "إرحل".اهتمام بالراب ولكن..
وأشار الشاب رضا لـ"إيلاف" إلى أنه يهتم كثيرًا بأغاني الراب، قبل هروب الرئيس السابق، لأنها عبّرت فعلًا عن واقع تونسي مرير معاش، من الفقر والظلم والبطالة، بينما الرئيس وجماعته في عالم آخر.
وبخصوص أغنية "البوليسية كلاب"، أوضح قائلًا: "كلماتها استفزتني، وأثارت غالبية التونسيين، فمن غير المعقول أن نتوجه وفي ظل الثورة التونسية إلى رجال الأمن والشرطة بتلك العبارات المسيئة والمستفزة في الوقت الذي يقومون فيه بجهود كبيرة من أجل استتباب الأمن وإعادة الإستقرار إلى البلاد".أضاف: "هذه الأغنية غير لائقة، ويجب إيقاف مثل هذه التجاوزات الخطرة، لا في حق رجال الشرطة والأمن فحسب، بل حتى في حق السياسيين، حتى لا يتواصل النزيف، ونصل إلى درجة لا يمكن بعدها إيقاف التجاوزات إلا باستعمال العنف، وهو ما لا نريده".وشدد رضا على ضرورة وضع حدّ لتردي التفسخ الأخلاقي لدى فئة كبيرة من الشباب التونسي، مطالبًا بدور أكبر للأسرة إلى جانب المدرسة في توعية الشباب وتساميه عن الأعمال الشاذة والكلام البذيء المنافي للأخلاق السمحة التي تربى عليها المجتمع التونسي.في الوقت الخطأمن ناحيتها، قالت رحاب (23 سنة) إنها كغيرها من الشباب تستهويها موسيقى الراب الهادفة، التي تتطرق في مضامينها إلى الظلم والحيف والبطالة والفقر من خلال رسائل موجّهة إلى المسؤولين.وأضافت لـ"إيلاف": "رسالة ولد 15 أو الفيديو كليب البوليسية كلاب، كانت خاطئة وفي غير وقتها، لأنها لو كانت قبل الثورة التونسية قد تجد من يباركها ويرددها ويحفظها، لكن أن تنشر اليوم، وبعد ثورة 14 يناير 2011، ففي ذلك ظلم وانتقاص من قيمة رجل الأمن، الذي تغير كثيرًا بعد الثورة وأصبح يحترم المواطن".وأكدت أنها جاءت في الوقت الخطأ، حيث يقوم رجال الأمن بدور كبير في المرحلة الانتقالية التي تمر بها تونس. وكانت المحكمة الابتدائية أصدرت مساء الخميس حكمًا على مغني الراب علاء اليعقوبي يقضي بالسجن عامين، بسبب القضية التي رفعت ضده بعد نشره أغنية البوليسية كلاب.

في القضية نفسها، حكم على كل من المصوّر ومخرج الفيديو كليب هادي بلقايد حسين والفتاة التي ظهرت في الكليب صابرين القليبي بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف