خبراء يحذرون في تونس من انتشار الاصولية الدينية واليمين المتطرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: حذر خبراء من ان صعود التيارات الاصولية الدينية في دول الربيع العربي، واليمين المتطرف في العالم قد يفاقم من العنف والراديكالية في المجتمعات في غياب استراتيجيات مجابهة واضحة.
وقال الانثروبولوجي الاسترالي ليو غابريال خلال مشاركته في المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يقام حاليا في تونس "صعود الاصولية الدينية واليمين المتطرف أصبح ظاهرة عالمية".
وأرجع صعود الحركات اليمينية المتطرفة في دول الشمال الى ازمة الانظمة الراسمالية وفشل ما اتبعته من برامج اقتصادية واجتماعية خلال السنوات العشر الاخيرة.
ولاحظ "حتى لو اعتقدنا ان اليمين المتطرف مهمش (في بلدان الشمال) فإن أفكاره اصبحت اكثر حضورا" في المجتمعات الغربية.
وقال المحاضر المجري مالياس بنيك "لا عجب ان يعبر اليمين المتطرف عن نفسه باصوات اكثر ارتفاعا في دول الشمال التي عرفت الفاشية".
واثار انتشار التطرف الديني في الدول العربية قلق خبراء شاركوا في اطار المنتدى في حوار حول التطورات الاجتماعية والسياسية في بلدان الربيع العربي.
ولفت الجامعي التونسي عليه العلاني المختص في الحركات الاسلامية والسلفية الى "العودة القوية" للحركات السلفية الجهادية في شمال افريقيا حتى اصبحت من المشاغل الامنية الاساسية والاستراتيجية في المنطقة.
وذكر بانه قبل ثورات الربيع العربي كانت سياسات الامن القومي في الدول العربية قائمة على اضطهاد المعارضين وتوظيف قوانين مكافحة الارهاب لاستهداف الاسلاميين والسلفيين.
واشار الى ان هذه الدول لم تقم خلال مجابهتها للارهاب بمعالجة اسبابه الاقتصادية والاديولوجية...
وقال "لقد اعتقد الحكام الجدد لهذه البلدان ان الاطاحة بالانظمة الاستبدادية سيساهم في تحسين الاستراتيجية الامنية الشاملة ضد التهديدات الارهابية بالمنطقة لكن الواقع اظهر العكس".
واوضح ان "الهشاشة الامنية اصبحت سمة ثابتة توصف بها الحكومات الاسلامية الجديدة" خاصة في مصر وتونس.
وتابع "بعد مضي عامين على الثورة اصبح انعدام الامن على المستوى الفردي والجماعي مثيرا للانشغال بشكل مستمر سواء في تونس أو ليبيا أو مصر".
وارجع اسباب ذلك الى استعمال الاسلاميين ل"ميليشيات" قريبة منهم وسلفيين للسيطرة على مفاصل الدولة.
واورد في هذا السياق امثلة "الرابطة الوطنية لحماية الثورة" في تونس والشرطة السلفية في ليبيا والشرطة القضائية في مصر.
وبحسب علية العلاني فإن صعود التطرف الديني في تونس سببه تساهل حركة النهضة الاسلامية الحاكمة مع انشاء تشكيلات سياسية وجمعيات سلفية "لا تتردد في إظهار عدائها للديمقراطية والحداثة والطابع المدني للدولة".
وخلال الاشهر الاخيرة قادت جماعات دينية متطرفة اعمال عنف عدة آخرها اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد (6 شباط/فبراير) الذي اعلنت وزارة الداخلية ان قاتله ينتمي الى مجموعة دينية سلفية متشددة.
وقال المحاضر المجري مالياس بنيك وهو من مناهضي العولمة النيوليبيرالية "علينا تحليل صعود هذه الظاهرة وصياغة استراتيجياتنا الخاصة (لمجابهتها) واقتراح حلول بديلة" بالاعتماد على "تضامن دولي".