قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريناس: يتذكر نيكولاس مادورو كيف انه عجز عن التلفظ ولو بكلمة واحدة لعدة ساعات بعدما قال له هوغو تشافيز "يتعين عليك ان تقود فنزويلا اذا لم تسمح لي صحتي بذلك"، واصبح الرئيس بالوكالة اليوم "جاهزا" يؤكد ان "الثورة موحدة"، وذلك قبل اسبوعين من الانتخابات الرئاسية. وفي مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس قال مادورو المرشح لخلافة تشافيز الذي توفي في الخامس من اذار/مارس اثر اصابته بسرطان "لم اكن ابدا اتوقع ذلك، ابدا، لكن من المؤثر جدا والمفاجئ ان يقول لك قائد احببناه جميعا وكنا دائما نسانده بولاء، في وقت ما: +اسمع، ساخضع لعملية وهناك ثلاثة سيناريوهات: الاول ان اموت خلال العملية والثاني ان تكون معقدة وفي الحالتين يتعين عليك التكفل بقيادة" البلاد. وقد سجل مادورو (50 سنة) صعودا سياسيا سريعا. كان سائق حافلة ثم مسؤولا نقابيا ثم انتخب نائبا في 1999 قبل ان يعين وزير الشؤون الخارجية ثم نائب الرئيس بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر التي فاز بها تشافيز على حاكم ولاية ميرندا انريكي كبريليس مرشح المعارضة مجددا الى انتخابات 14 نيسان/ابريل. وفي ولاية باريناس (غرب) وردا على اسئلة فرانس برس، نفى مادورو الذي عينه الرئيس الراحل عندما كان مريضا، لمواصلة "الثورة البوليفارية"، شائعات حول انقسام الاغلبية مشددا على شرعيته ومؤكدا انه يحظى بدعم كامل الحكومة. واوضح "هناك رد وحدوي قوي جدا، الان تربطنا علاقات اخوة حقيقية بلغت مستوى لم تشهده من قبل، ان القيادة السياسية والعسكرية للثورة موحدة في مشاعر مشتركة من الالم والمحبة لتشافيز، اذا كانت هناك مشاعر تجمعنا فهي حب تشافيز (...) واننا جميعا ننفذ اوامر الرئيس تشافيز، وانا اولهم". واعيد انتخاب هوغو تشافيز الذي قد كان المرض يضعفه من حينها، في تشرين الاول/اكتوبر ب55% من الاصوات مقابل 44% لكبريلس، ويتوقع نيكولا مادورو ان يفوز بفارق اكبر وان "يحطم رقما قياسيا". وقال "نعم، انا اثق في الناس الذين سيتوجهون الى الصناديق للتصويت بمادورو لاننا مثل عائلة فقدت اباها، هنا الشعب موحد لان من مسؤولية الجميع ان يدوم ارث تشافيز، وانا في الخط الاول، انه وضعني في الخط الاول والشعب يعلم انني سامضي قدما اذا تقدم هو ايضا". واضاف مرشح النظام القائم منذ 14 سنة ان هوغو تشافيز "أهلني دون ان اشعر في كافة المجالات: النفط والمالية والشؤون الدولية..." وتابع "هناك كثيرون يراهنون اليوم على نهاية الثورة لكنني اعتقد ان قادة العالم يعلمون ان الثورة لها قوتها الذاتية" بغض النظر عن الرئيس الراحل الذي كان يتمتع بكاريسما منقطعة النظير كما يقول وريثه "ونحن فقط بامكاننا ضمان الاستقرار السياسي والاقتصادي وفي مجال الطاقة، نحن مع نيكولا مادورو رئيسا". ويعد مادورو الذي يعتبر عموما اكثر اعتدالا من استاذه رغم انه يستعمل نفس الخطاب الراديكالي خلال هذه الحملة، ويدرك عمق الانقسام السياسي في البلاد بين انصار وخصوم تشافيز، انه اذا فاز سيقرر منذ 15 نيسان/ابريل "تعميق الحوار مع كافة الاوساط التي تريد ان تتحاور وتعمل". وبخطاب مفعم بالاشارات والاشادة بالرئيس الراحل ينفي نيكولاس مادورو الذي تتوقع الاستطلاعات فوزه، ان تكون الحكومة عاجزة عن اتخاذ القرارات او تكون مشلولة بسبب غياب هوغو تشافيز الذي كان يحتكر القسم الاكبر من الصلاحيات. وقال المرشح "اننا نتخذ القرارات ونحكم بفضل قيادة الثورة الجماعية". ولا تختلف ركائز برنامج مادورو عن تلك التي كانت تقوم عليها سياسة تشافيز: اي تعزيز الاستقلال وبناء الاشتراكية الفنزويلية والمساهمة في قيام عالم متعدد الاقطاب. وعلى الصعيد المحلي يركز على مكافحة انعدام الامن وهي من الاخفاقات الكبيرة في السنوات ال14 لحكم تشافيز في بلد بلغ فيه عدد الاغتيالات رقما قياسيا مقارنة باميركا الجنوبية (55 جريمة قتل لمئة الف شخص سنة 2012، حسب الحكومة) اي ثمانية اضعاف المعدل العالمي. واوضح ان "التغلب على العنف مسالة ذات اولوية ونريد بناء مجتمع اشتراكي سلمي بمستويات عالية جدا من المساواة الاجتماعية". ويبدو واضحا ان هذا الرجل الطويل القامة والذي لم تكن طلاقة اللسان من افضل ميزاته، اصبح اكثر ارتياحا في التجمعات الجماهيرية، لكنه يقر بانه لم يتعود على وضعه الجديد الذي "لم يكن يتخيله ابدا".