ناقل البحرين ضرورة أردنية تعرقلها إسرائيل... والبدائل موجودة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الأمن المائي في خطريقول الناصر إن الاردن يعي ما يحققه المشروع، وأنجز في مجال التخطيط للأمن المائي مشاريع عدة كالديسي وبناء سدود الوحدة والتنور والوالة وانشاء محطة الزارة - ماعين، ولم يبقَ الا مشروع ناقل البحرين الحيوي والاستراتيجي.أضاف: "المياه لدينا لا تكفي للزيادة السكانية والاقتصادية المتوقعة، حيث أن عدد السكان حاليًا 6.7 ملايين نسمة، عدا المغتربين الاردنيين، ويضاف إليهم نصف مليون لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ عراقي، وسياح يصل عددهم إلى ثمانية ملايين نسمة سنويًا".وبين الناصر أن المشروع سينفذ على خمس مراحل تستمر لغاية العام 2060، وهو العام الذي سيكتمل فيه المشروع، وبالتالي فإن أسعار المياه المحلاة سيتم اقتراحها من قبل شركات استشارية يجري اختيارها في حينه عبر طرح عطاءات منافسة عالمية، موضحًا أن تكلفة المشروع تصل إلى اكثر من عشرة مليارات دولار بحسب أسعار العام 2009، مشيرًا إلى أنه سيتضمن ايضًا بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية.وكشف الناصر لـ إيلاف عن أن الجانبين الأردني والإسرائيلي اتفقا في وقت سابق على إعادة تأهيل نهر الأردن بقيمة 100 مليون دولار تتحملها الحكومة الإسرائيلية، حيث سيتم وقف إسالة المياه العادمة الخارجة من المستعمرات الإسرائيلية والعمل على معالجتها، ومن ثم ضخها في نهر الأردن والاستفادة منها للري أيضًا، لكن اسرائيل لم تلتزم كعادتها في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. الاثر البيئيفي المقابل، عبّر خبراء ومختصون بيئيون اردنيون عن مخاوفهم من عدم توصل دراسات الجدوى البيئية حول مسار مشروع ناقل البحرين (الأحمر - الميت) لنتائج واضحة حول التأثيرات الدقيقة الناجمة عن ضخ أكثر من 300 مليون متر مكعب سنويًا من المياه المحلاة في البحر الميت.وقال الخبير البيئي الدتور باسل برقان لـ"إيلاف": "مشروع ناقل البحرين يهدف إلى إنشاء خط دائم للمياه من البحر الأحمر إلى الميت، لتتم بموجبه استعادة منسوب مياه البحر الميت إلى مستواه التاريخي، وتحلية نحو مليار متر مكعب، تبلغ حصة الأردن منه نحو 570 مليون متر مكعب".وحذر برقان من الاثر البيئي المترتب على تنفيذ المشروع قائلًا: "يجب اظهار الأثر البيئي بوضوح عند خلط المياه الناتجة من خليط قادم من محطة تحلية مياه بمحتواها الكيماوي ومياه مالحة مع مياه البحر الميت، حيث يبدو أن هنالك خطراً من حدوث طبقة جبص بيضاء على سطح البحر، كما أن مد أنابيب في إخدود وادي الأردن أمر خطر، كما نحن بحاجة إلى أن نرى دراسات دقيقة عن أثر سحب المياه من خليج العقبة".اضاف: "الاثر البيئي يبدأ من نقطة سحب المياه من خليج العقبة وأثارها على الحياة البحرية من أسماك و مرجان بالإضافة الى خطورة القناة وتحطمها من الزلازل على طول خط النقل، بالإضافة إلى الأثر السلبي على خلط المياه في البحر الميت". ليس استراتيجيًاأشار برقان إلى أن الغموض يكتنف المشروع، "فالتفاصيل ليست واضحة بسبب وجود مشروعين الاول متفق عليه كنتاج لإتفاقية وادي عربة بين الاردن واسرائيل وحصل على موافقة الدول الثلاث ( الأردن، فلسطين وإسرائيل) في العام 2005 على أن تقوم دراسة المشروع من البنك الدولي. ثم أذاعت الأردن في العام 2010 مشروعها الخاص بعد أن لاحظت عدم إهتمام إسرائيل بالقناة، وهذا أمر محيّر ".أما الغموض الثاني المقلق في هذا المشروع هو أن الكلفة المعلنة تقدر بحوالي 12 مليار دولار بحسب مراحله الثلاث، ويسأل: "هذا مشروع حساس جدًا لكبر حجمه، فما هي مصادر تمويله؟".ووفقًا لبرقان، ناقل البحرين لا يشكل حلًا إستراتيجيًا، "فإن إلغاء إتفاقية وادي عربة من قبل أي برلمان أردني مستقبلًا يفشل المشروع، كما أنه من الممكن إنشاء محطة تحلية مياه بالعقبة تضخ المياه المحلاة إلى منطقة الديسي، ثم إلى العاصمة عمان، ومنها إلى المحافظات الشمالية ومن دون اقتسام المياه مع أي من دول الجوار، فالمشروع هذا حل سياسي وليس استراتيجياً، فإسرائيل أنشات أكبر محطات التحلية للمياه في المنطقة على شواطئ البحر الابيض المتوسط، وبالتالي هي غير معنية بهذا المشروع الباهظ الثمن في الوقت الحالي".
بدائل قيد الدراسةنشر البنك الدولي على موقعه الإلكتروني منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي تقريرًا اشار إلى أهمية الأهداف الرئيسية في برنامج دراسة المشروع، والمتمثلة في إنقاذ البحر الميت من التدهور البيئي، وتحلية المياه و/أو توليد الطاقة الكهرمائية بأسعار معقولة في الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وإنشاء رمز للسلام في الشرق الأوسط، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إسرائيلية إلى عدم موافقة وزارة البيئة الإسرائيلية على تقرير البنك الدولي المنشور بسبب تعريض البحر الميت لملوثات بيئية على حد تعبيرها.تضمنت دراسة حديثة أعدها البنك الدولي خيارات بديلة تشمل نقل المياه من البحر الابيض المتوسط إلى البحر الميت كخيار أول، ومن تركيا عبر خط الانابيب الارضية كخيار ثانٍ، ومن نهر الفرات عبر خط ناقل إلى الاردن كخيار ثالث.وقالت الدراسة إن خيار عدم تنفيذ المشروع سيدفع الأردن إلى البحث عن طرق أخرى لزيادة مصادر المياه الصالحة للشرب. وتتمثل اكثر الاحتمالات في تحلية مياه البحر في خليج العقبة ومن ثم نقل المياه المحلاة إلى عمان، ويتطلب ذلك، بحسب الدراسة، توسعة خط الديسي، وتحمل كلفة نقل مياه حوض الديسي إلى عمان بما قيمته 1.1 دولار للمتر المكعب على مسافة 325 كيلومتراً تقريبًا، مع ارتفاع ملحوظ في مستوى مسار الخط، ما يتطلب ضخ المياه لتوصيلها. من الفراتومن بين الخيارات التي حددتها الدراسة خيار تحلية المياه، عبر مشروع البحر الاحمر في الأردن، وعبر بدائل أخرى حددت من قبل الاستشاريين سميت بـ (AA1 - AA3).وأشارت الدراسة إلى خيار آخر بالنسبة للأردن هو مشروع البحر الاحمر، مبينة أنه بديل لم يتم التطرق اليه في الشروط المرجعية التابعة لدراسة البدائل، وأنه مبادرة اردنية فقط ولا تشمل اسرائيل أو السلطة الفلسطينية، ويتألف من 5 مراحل ويهدف في النهاية إلى أخذ 2.150 مليون متر مكعب من مياه البحر الاحمر في خليج العقبة، وتحلية جزء منها لانتاج 80 مليون متر مكعب سنويًا من المياه الصالحة للشرب في منطقة العقبة، ومن ثم نقل الجزء المتبقي من مياه البحر والمياه المالحة عبر خط ناقل لتتم تحليتها في البحر الميت وانتاج كمية اضافية من المياه الصالحة للشرب (850 مليون متر مكعب سنوي).أما البديل الآخر فيتضمن نقل المياه من نهر الفرات، لأن الكلفة حينئذ أقل من كلفة المياه المنقولة من تركيا، ومنافسة ايضًا لكلفة نقل المياه المحلاة إلى عمان بواسطة ناقل لمياه البحر الاحمر- البحر الميت.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف