التشافية في فنزويلا بين الصدق والوصولية الانتخابية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كراكاس:أكد الباحث وحامل شهادة دكتوراه في علم الاجتماع لويس بيدرو اسبانيا لوكالة فرانس برس "ليس لدي أدنى شك في أن هذه الحماقة في السياسة الفنزويلية (التي اقتضت) تحويل الانظار بعيدا عن المشاكل الرئيسة انتهت. هذا إرث تشافيز الكبير".منذ وصول تشافيز الى الحكم في 1999 وعلى الاخص بعد 2003 وعملا بمشورة مثاله الاعلى الكوبي فيدل كاسترو، كثفت حكومته "البعثات الاجتماعية" في التربية والصحة والاسكان ولا سيما في الاحياء الفقيرة في المدن وعززت حتى حقوق السكان الاصليين والمسنين.هذه المهام التي موّلتها عائدات النفط في البلاد التي تملك احد اهم مخازين العالم أسهمت بشكل كبير في الانتصارات الانتخابية المتكررة لتشافيز الذي توفي في 5 اذار/مارس بعد صراع مع السرطان، وما زالت مرتبطة الى حد كبير بصورته.وأوضحت المؤرخة مرغاريتا لوبيز مايا لفرانس برس ان "المعركة ضد الفقر والاستبعاد تصدرت جدول اعمال الرئيس. تحسنت نوعية حياة الكثير من الفنزويليين وشعروا باحترامهم كأفراد. لكن الناس لم يعتبروا ان الدولة تعطيهم بل ان تشافيز يعطيهم، سواء منحة او مساعدة وهذا أمر مدمر جدا" على مستوى المؤسسات.وافادت اللجنة الاقتصادية لدى الامم المتحدة لشؤون اميركا اللاتينية والكاريبي أن الفقر طال 27,8% بالمئة من حوالى 29 مليون نسمة عام 2010 مقابل 49,4 بالمئة عام 1999، والفقر المدقع 10,7 بالمئة مقابل 21,7 بالمئة.وأفاد مسؤول منظمة التعليم والتحرك الفنزويلية لحقوق الانسان المحلية مارينو الفارادو "لكن عند مقارنة الموارد المالية الهائلة التي كانت بحوزة الحكومة بالنتائج من الجلي انه كان يمكن تحقيق المزيد لو كانت هناك ارادة سياسية مستدامة وأكثر فعالية".واشارت المنظمة الى تراجع الفقر الى اقصى حد عام 2005 بين استفتاء اقالة فاز به تشافيز وانتخابات 2006 الرئاسية ثم قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر 2012.وتابع الفارادو أن ارادة مكافحة البؤس "لطالما ارتبطت بالبرنامج السياسي للحكومة الذي يفترض ان يترجم بأصوات" انتخابية.واعتبرت لوبيز مايا ان استراتيجية الحكومة كانت مزدوجة وشملت مكافحة انعدام المساواة من جهة لكن البعثات كانت مدفوعة برغبة "تشافيز في البقاء في السلطة الى الابد".واشارت الى ان "البعثات كدولة موازية، مشروع شخصي لتشافيز". وكانت ميزانيات الدولة التي تطرح على البرلمان تصاغ استنادا الى سعر نفط يبلغ حوالى 50 دولارًا للبرميل، فيما كان يباع في الحقيقة بضعفي ذلك. بالتالي أجازت الاموال الناتجة من ذلك تمويل البعثات.والسؤال الاهم اليوم يتعلق بمستقبل هذه البرامج، من دون تشافيز في سدة الحكم ووسط اقتصاد عاجز.وأكد المرشحان الرئيسان لخلافة تشافيز وهما وريثه والرئيس بالوكالة نيكولاس مادورو والحاكم انريكي كابريليس المعارض على إبقاء تلك البرامج.لكن الخبراء يشيرون الى ضرورة إدراجها في إطار مؤسساتي وتحسين التنسيق بينها لضمان استفادة جميع الفنزويليين منها أيًّا كان توجه الحكم.واكد اسبانيا "ينبغي ان تتبدل الادارة لان كل شيء (...) غير شفاف على الاطلاق ما يؤدي الى انعدام الفعالية وتفشي الفساد".
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف