أخبار

قضية كاهوزاك في فرنسا: كذبة رجل نافذ كان يظن انه لن يكشف ابدا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: مثل لانس امسترونغ المتهم بتناول منشطات وبيل كلينتون المتهم باقامة علاقات جنسية، اقحم وزير الموازنة الفرنسي السابق جيروم كاهوزاك الرجل الذي يتمتع بنفوذ كبير وبثقة كبيرة في النفس، نفسه في دوامة الكذب معتقدا انه لن يكشف.

ومنذ الرابع من كانون الاول/ديسمبر، كان وزير الموازنة السابق ينفي امام رئيس الجمهورية والبرلمان ان يكون لديه حساب في مصرف بسويسرا.

واعتبرت كلودين بيلاند التي تحمل دكتوراه في علم النفس الاجتماعي ومؤلفة كتاب "سيكولوجيا الكذاب" (دار اوديل جاكوب) "انه مثال معروف. ذهب بعيدا جدا الى حد رفع دعوى بالتشهير ضد متهميه وحتى الى حنث اليمين، على الاقل على الصعيد الاخلاقي".

واضافت ان "الكذبة التي قالها امام الجمعية الوطنية رهيبة وكان بامكانه تجنبها".

وقالت "في البداية، كان يمكن القول انها كذبة بسبب الاغفال ثم كذبة وقحة لحماية نفسه، وهكذا كذبة تاتي بكذبة اخرى".

واعتبر جان بيار فريدمان الدكتور في علم النفس ان هذه الاستراتيجية "خرقاء جدا"، موضحا ان "المواطنين يغفرون المخالفات والاخطاء اكثر من الكذب".

وقد نفى بيل كلينتون طيلة اشهر ان يكون اقام علاقة جنسية مع مونيكا ليوينسكي قبل ان يعترف بانه كذب تحت القسم ويطلب الصفح، مع ان هذه الاكاذيب كان يمكن ان تؤدي به الى الاستقالة.

وقال فريدمان ان "الاميركيين لم يأخذوا عليه انجراره وراء عوطفه، بل انه كذب".

لكن في فرنسا وكما ترى بيلاند "يستحيل القول ان الاعتراف بالخطأ هو نصف العفو عنه".

ويرى جان بيار بوشار عالم النفس المتخصص في الجريمة انه "بصفة عامة وبعيدا عن اكاذيبنا اليومية الصغيرة، يظهر كبار الكذابين بواجهة عذبة فيدعون الى امور او يطالبون الناس بامور لكنهم في الخفاء يفعلون عكسها".

ويضيف "انهم انانيون لا يفكرون الا في مصلحتهم الخاصة على حساب الاخرين".

ويرى هؤلاء الاخصائيون ان "الأنا" لدى هؤلاء الكذابين كبيرة جدا الى حد انهم يظنون ان ذلك سيدوم لهم طويلا وانهم سيفلتون من كل عقاب، واحيانا هذا صحيح.

وقال بوشار ان "هؤلاء الناس يكذبون بهدف تحقيق مزيد من المكاسب الشخصية والمزيد من الجنس والمال والنفوذ (...) لكن العادات تغيرت واصبح المجتمع يطالب بمزيد من الشفافية".

ويبني الكذابون جهازا يتيح لهم تحقيق اهدافهم الشخصية في الاوساط التي يعيشون ويعملون فيها مثل لانس امسترونغ، الذي كان بطلا قبل ان يسقط من عل، ويدلي باعترافاته المتلفزة التي لم تقنع الكثيرين.

وقد اتهمته الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات بانه "اقام برنامج منشطات هو الاكثر حداثة في تاريخ الرياضة".

وترى بيلاند ان ذلك النظام كان "له جانب يشبه المافيا"، موضحة ان "الكذب مرتبط بالرهانات والاعتبارات الاخلاقية. الكذب ممكن الى حد ما (...) لكن البعض ييخفضون السقف بشكل كبير ويكذبون بلا رادع".

وقال بوشار المتخصص في الجريمة "عندما يحاصرون، يقول كبار الكذابين انهم انجروا في دوامة كذبهم (...) هذا دفاع تقليدي لكنه ايضا كذبة" يمكن ان تخفي اكاذيب اخرى.

واضاف ان هؤلاء لا يشعرون بالندم لان لديهم "حياة مهنية مبنية بكل دقة ومخططة عن سابق اصرار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف