أخبار

الازمة مع كوريا الشمالية: لماذا وكيف وإلى اين؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: منذ التجربة النووية التي اجرتها كوريا الشمالية، يتفاقم التوتر في شبه الجزيرة، بين استفزازات بيونغ يانغ والردود الشديدة اللهجة لواشنطن وسيول، مما يحمل على التخوف من انفجار يريد العالم الاعتقاد ان من غير المحتمل ان يحصل.

+ لماذا ارتفعت حدة التوتر؟ كل شيء يعود الى التجارب البالستية والنووية التي اجريت على التوالي في 12 كانون الاول/ديسمبر و12 شباط/فبراير. وردا على ذلك، تبنى مجلس الامن الدولي في السابع من اذار/مارس بالاجماع عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية. وفي الايام التي سبقت هذا التصويت، زاد النظام الستاليني التحذيرات، مهددا سيول بنقض هدنة 1953، وواشنطن ب"حرب نووية حرارية". ومنذ ذلك الحين، يتوالى "الخطاب الحربي" لبيونغ يانغ الذي نددت به المجموعة الدولية. وفي الاساس، تريد بيونغ يانغ ان تعترف الولايات المتحدة بها قوة نووية وتوقف "سياستها العدائية" حيالها، كما قال سكوت سنايدر المحلل في مجلس العلاقات الخارجية. + هل اججت المناورات الاميركية-الكورية الجنوبية الازمة؟ المناورة السنوية "فول ايغل" التي تجرى منذ بداية اذار/مارس حتى 30 نيسان/ابريل بين القوات الاميركية والكورية الجنوبية، ساهمت عرضا في تأجيج التوتر. ويغضب جزء من هذه المناورات بيونغ يانغ لانه يحاكي انزال اعداد كبيرة من القوات الاميركية في شبه الجزيرة الكورية اذا ما اندلع نزاع. وفي الثامن من اذار/مارس، حلقت قاذفة اميركية من نوع بي-52 قادرة على حمل عبوة نووية، فوق كوريا الجنوبية في اطار هذه المناورات. وتوعدت بيونغ يانغ آنذاك ب "رد عسكري قاس" اذا ما قامت الولايات المتحدة بعملية تحليق جديدة. وواشنطن التي لا تريد التراجع، سارعت الى الاعلان ان طلعات اخرى لطائرات بي-52 قد تمت منذ ذلك الحين، وخصوصا لقاذفاتها الخفية بي-2، مما اعتبر تحذيرا حازما. وفي المقابل، وبقدر ارتفاع حدة التوتر، خصوصا بعد التهديدات الكورية الشمالية اواخر اذار/مارس بضرب الولايات المتحدة وجزيرتيها غوام وهاواي، ردت واشنطن بنشر عدد رمزي من مطارداتها الخفية اف-22، وبطارية صواريخ في غوام ومدمرتين مضادتين للصواريخ في غرب المحيط الهادىء. وعمدت في كل مرة الى الاعلان عن هذه الخطوات. وقال مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته "انه ليس نظاما يمكن التأثير عليه بكلمات قاسية فقط". + ما هي القدرات البالستية الكورية الشمالية؟ كوريا الشمالية التي نجحت في وضع قمر صناعي في المدار في 12 كانون الاول/ديسمبر، لا تمتلك في هذه المرحلة القدرة لاطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات. ويشكك معظم الخبراء في قدرتها على ضرب غوام او هاواي لكنها قادرة في المقابل على ضرب كوريا الجنوبية واليابان. وتقول "هيئة مراقبة الاسلحة" ان لدى بيونغ يانغ القدرة العملانية على اطلاق صاروخ يبلغ مداه 1300 كلم. وتتابع كوريا الشمالية تجاربها لتخطي هذه المسافة. والصاروخان اللذان نشرتهما على ساحلها الشرقي من نوع موسودان يبلغ مداهما نظريا ما بين 3000 و4000 كلم، لكن بيونغ يانغ لم تختبرهما ابدا. + ما هي الوسائل العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة؟ انها كبيرة. فبالاضافة الى 28,500 جندي اميركي في كوريا الجنوبية، و50 الفا في اليابان، تنشر واشنطن حوالى ستة الاف في غوام حيث تقيم قاعدة للقاذفات والغواصات، و50 الفا آخرين في هاواي. وتجوب اكثر من اربعين سفينة للبحرية الاميركية المحيط الهادىء باستمرار. والقاعدة البحرية الوحيدة في يوكوسوكا في اليابان، هي مرفأ الرسو لحاملة الطائرات يو.اس.اس جورج واشنطن وسبع مدمرات وطرادين. اما حاملة الطائرات يو.اس.اس جون ستينس والسفن المواكبة فموجودة في الوقت الراهن في سنغافورة، لدى عودتها من مهمة في الخليج. + هل نحن على شفير الحرب في شبه الجزيرة الكورية؟ "لسنا على شفير الحرب، اقله في هذه المرحلة"، كما يؤكد مسؤول اميركي كبير. ولا شيء ميدانيا يحمل على توقع عمل عسكري واسع النطاق من جانب بيونغ يانغ، كما تقول واشنطن. وعلى غرار معظم المراقبين، يشدد سيغفريد هيكر الاستاذ في جامعة ستانفورد على خواء التهديدات النووية، مشككا في الوقت نفسه في قدرات الكوريين الشماليين. وتساءل "لماذا يتعين عليهم شن هجوم نووي، فيما هم يعرفون تمام المعرفة ان نتيجته هي دمار بلادهم ونهاية النظام؟" لكنه لا يستبعد خطر حصول تدهور عبر مواجهة محدودة يعمد اليها الزعيم "الشاب والمبتدىء" كيم جونغ-اون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف