أخبار

قدٍّموا اعتذارنا لهولاند: لا ناقة له في مالي فقد أكلناها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا ناقة لهولاند في مالي ولا جمل، فبعدما كرّمته سلطات باماكو عقب تحرير البلاد من المتطرفين بهدية رمزية عبارة عن ناقة، حالت تعقيدات بيطرية وبيروقطراطية دون نقلها لفرنسا، فبقيت وديعة لدى إحدى الأسر التي طبختها وأكلتها في النهاية وضيوفها.

عندما استغاثت سلطات مالي بالقوات الفرنسية لمواجهة الإسلاميين، وتحقق مرادها، سعت إلى مكافأة الرئيس هولاند بهدية عظيمة، تمثلت في ناقة يافعة. لكن من سوء طالع الهدية نفسها أن يتعذّر نقلها إلى فرنسا، وهكذا انتهى أمرها إلى بطون جائعة.

ويخطئ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إذا ظنّ أن متاعبه تنتهي في حدود اقتصاد البلاد المتهالك، وهروب الأثرياء من البلاد، وانخفاض شعبية حكومته وشعبيته شخصيًا إلى مستويات متدنية، والظلال الداكنة التي تلقيها حياته الخاصة على حياته العامة.

فقد أتته الأنباء حاملة تطورًا حزينًا أيضًا، إذ عُلم أن ناقة أهدتها إليه السلطات هناك خلال زيارته إلى مالي تقديرًا لدور القوات الفرنسية في "تحرير" البلاد من قبضة الأصوليين الإسلاميين أخيرًا، صارت إلى مآل أليم.

وديعة
وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن لمرافقيه عن رغبته في نقل الناقة إلى حديقة الحيوان الباريسية. لكن هؤلاء المساعدين أشاروا إلى تعقيدات بيطرية وبيروقراطية هائلة، قالوا إنها تحول دون تلبية رغبته بالسلاسة المطلوبة. على هذا الأساس، تم التوصل إلى اتفاق مع السلطات المالية، تُترك فيه الناقة داخل موطنها، ويوكل أمر رعايتها إلى إحدى أسر البلاد، وهذا ما كان.

"طاجين" في البطون
لكن أنباء جديدة قالت إن القادة العسكريين في المستعمرة الفرنسية السابقة أخطروا وزير دفاعهم، جان - إيف لودريان، بتطور خطير في تلك المسألة. فقد اعترف كبير العائلة المكلفة رعاية الناقة الرئاسية بأنه رضخ مُجبرًا إلى رغبات أفرادها، حتى انتهى بها المطاف إلى شكل "طاجين" على موائد لهم ولضيوفهم. وطلب أيضًا نقل اعتذاره، نيابة عن العائلة، إلى الرئيس الفرنسي.

هدية مسروقة!
وأوردت الصحف الفرنسية والبريطانية أن وزير الدفاع تولى بنفسه نقل الخبر إلى الإليزيه، الذي أشاعه بدوره وسط وسائل الإعلام حول العالم. مع كل ذلك، فليس سرًّا أن القائمين على شؤون القصر الرئاسي يبدون ارتياحهم الآن لوصول هذا الفصل إلى نهايته بعد تطوّر محرج، سواء للمعطي أو المتلقي. فقد زعم رجل من إقليم تمبكتو أن الناقة سُرقت منه، بعد تدمير منزله في غارة للطائرات الفرنسية.

يبدو أيضًا أن الناقة نفسها أضافت نصيبها إلى هذا الود المفقود من جانب الإليزيه. فقد أورت الأنباء أنها لم تلتزم أصول الإتيكيت خلال المراسم، التي كانت تُقدم فيها هدية من الشعب المالي إلى الرئيس الفرنسي بشخصه. فتعالى رغاؤها، حتى غطى على صوت المسؤول المالي، الذي كان يلقي خطابًا طويلًا، وهو يعلن عن تقدير شعبه، وتقديمه ناقة ذات أصول كريمة إلى الرئيس الفرنسي وجيشه وشعبه.

ويذكر أن هولاند نفسه حاول إلقاء كلمة قصيرة ليعلن عن تقبله الناقة. ولكن، مع رغائها المستمر، سُمع فقط قوله: "سأستخدمها لمواصلاتي قدر الممكن المستطاع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السياسية الغربية
مغربي -

أمر مضحك لكنه يكشف حجم الفقر الذي يعيش فيه الماليون...هدية عبارة عن تقدير لان هولاند تدخل لحماية مصالح بلاده..لماذ لا ينقلون خبراء إقتصاديين وأطباء ومنهندسين لمالي لمحاولة بناءها وإبعادها عن التطرف..مؤسف فعلا ما يحدث في بلاد المسلمين..تدخلوا في العراق وهاهو العراق الذي بشرونا به..تدخلوا في ليبيا وهاهي ليبيا الجديدة...تدخلوا في كل الشؤون وحيث وضعوا أيديهم إلا وتحطم...أيها الفرنسيون أيها الغرب أنك لن تعجز الله إن أعجزت سياسيينا ورجالاتنا