أخبار

وفاة مارغريت تاتشر التي غيرت وجه بريطانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

توفيت اليوم الاثنين المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا عن 87 عامًا إثر جلطة دماغية. ومارغريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية عانت من عدة جلطات سابقة أدت بها إلى اعتزال العمل العام في العام 2002.

لندن: توفيت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر الاثنين بلندن عن 87 عاما اثر اصابتها بجلطة دماغية، بحسب ما اعلن المتحدث باسمها. وقال لورد تيم بيل "ببالغ الحزن يعلن مارك وكارول ثاتشر ان امهما البارونة ثاتشر توفيت في هدوء هذا الصباح اثر جلطة دماغية".

وتاتشر ملقبة بالمرأة الحديدية وترجع التسمية إلى الصحافة السوفيتية بعد خطابها الشهير في العام 1976، حيث قالت: "لم يعد الروس يقودون العالم".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان "لقد فقدنا قائدة عظيمة ورئيسة وزراء عظيمة وبريطانية عظيمة" معربا عن "حزنه الكبير". وقال القصر الملكي في بيان ان الملكة "حزنت لدى تلقي هذا النبا" وانها سترسل "برقية مواساة" لاسرة ثاتشر.

وتولت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا عن حزب المحافظين من عام 1979 إلى عام 1990، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في بلادها. وسبق لثاتشر أن انتخبت نائبة في البرلمان عن دائرة فينشلي، شمالي لندن عام 1959، ثم تولت وزارة التربية، واشتهرت بلقب المرأة الحديدية.

ووصف رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، ثاتشر بأنها "كانت رغم حذرها لاعبا ملتزما في الاتحاد الأوروبي، وامرأة دولة عظيمة". وأضاف أنها ساعدت في إنشاء السوق الموحدة، وتفاعلت مع أوروبا الشرقية، ودعمت توسيع الاتحاد الأوروبي.

ولم تعد المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة والشخصية الهامة في الحياة السياسية في القرن العشرين بهذا البلد، تظهر الا نادرا. وبحسب نصيحة اطبائها لم تعد تلقي خطبا عامة منذ 2002 بسبب اصابتها بالزهايمر وضعفها الجسدي، وذلك بعد تعرضها لعدة جلطات دماغية.

المرأة الحديدية

غيرت تاتشر وجه المملكة المتحدة باعتمادها ليبرالية اقتصادية لا هوادة فيها واعادت الهيبة الدولية للبلاد. وكانت نظرتها الفولاذية الثاقبة بعينيها الزرقاوين رمزا لقوة شخصية لا تضعف. ولم يعبر احد عن شخصيتها تلك كما عبرت عنها هي نفسها حين قالت عبارتها الشهيرة "انا مع الاجماع. الاجماع حول ما اريده".

ولم تتخل طوال 11 عاما من حكمها (1979-1990) عن رفضها الشديد للتسويات خدمة لمبادىء تؤمن بها بعمق وهي السياسة الاجتماعية المحافظة والليبرالية الاقتصادية وفكرة عظمة بلادها. وتولدت هذه القناعات بالتاكيد من تربية صارمة لوالد بروتستاتني ميتودي للشابة مارغريت هيلدا روبرتس التي ولدت في 13 تشرين الاول/اكتوبر 1925 في غرانتام وسط انكلترا.

اصبحت محامية بعد زواجها في 1951 وانضمت الى حزب المحافظين ودخلت في 1959 مجلس العموم نائبا عن فينشلي (شمال لندن) ثم تولت في 1970 و1974 وزارة التربية. وتولت في 1975 رئاسة حزب المحافظين لتهزم بعد اربع سنوات حزب العمال. فاصبحت رئيسة وزراء بريطانيا حتى 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1990 وهي فترة قياسية من الحكم في القرن العشرين.

وولد تعبير جديد قد من سياستها هو "التاتشرية". ولدفع اقتصاد جعل من بريطانيا البلد "المريض في اوروبا"، خصخصت كل شيء وخفضت الضرائب والنفقات العامة وهاجمت النقابات. لكن عدد العاطلين فاق مستوى ثلاثة ملايين واصطدم اضراب عمال المناجم في بداية الثمانينات بعنادها.

وسعت لاستعادة مجد الامبراطورية السابقة. واسهمت حملتها على جزر الفوكلاند في 1982 في ذلك. وقامت ايضا بدور في نهاية الحرب الباردة خصوصا انها كانت مقربة من رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف. لكن طبعها العنيد ارتد عليها. ودق رفض ضريبة محلية "بول تاكس" ناقوس نهايتها السياسية. وازاء الاحتجاجات عليها حتى من داخل حزبها قدمت استقالتها بعيون دامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1990.

وانزوت البارونة ثاتشر اثر ذلك في حي بلغرافيا بلندن لكتابة مذكراتها وانسحبت نهائيا من الحياة السياسية في 2002 لدواع صحية. وفي حزيران (يونيو) 2003 تاثرت بشدة لوفاة زوجها دنيس كما اثرت فيها لاحقا المشاكل القضائية لابنها مارك.

وفي كانون الاول (ديسمبر) 2005 بعد اقل من شهرين من احيائها عيد ميلادها الثمانين في فندق بلندن بحضور الملكة اليزابيث الثانية، ادخلت المستشفى بسبب اصابتها بالوهن. وكشفت ابنتها كارول في 2008 ان والدتها تعاني من خرف العته حتى انها تنسى احيانا ان زوجها قد توفي.

وبقيت منذ لك التاريخ منزوية ولم تشارك في الاحتفال الذي اقامه ديفيد كاميرون في عيد ميلادها ال 85 في 2010 ولا في يوبيل الملكة في 2012 او الالعاب الاولمبية بلندن. واودعت المستشفى اثناء احتفالات نهاية العام 2012 حيث خضعت لعملية لازالة ورم في المثانة وبقيت في النقاهة منذ تلك الايام.

قادة العالم يشيدون بالراحلة

أجمع قادة العالم على ان رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التي توفيت الاثنين عن 87 عاما كانت "شخصية سياسية كبيرة" طبعت القرن العشرين:

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه بوفاة تاتشر "تخسر الولايات المتحدة صديقا حقيقيا" في اشارة الى تمسك رئيسة الوزراء البريطانية السابقة بالتحالف بين واشنطن ولندن، واضاف اوباما "بوفاة البارونة مارغريت تاتشر، يفقد العالم احد اكبر المدافعين عن الحرية".

ميخائيل غورباتشيف الرئيس السوفياتي السابق الذي تفاوض في شكل مباشر مع تاتشر مع انتهاء الحرب الباردة "كانت مارغريت تاتشر شخصية سياسية كبيرة وشخصا لامعا. ستبقى في ذاكرتنا وفي التاريخ".

ليخ فاوينسا الزعيم التاريخي لنقابة التضامن والرئيس البولندي السابق "كانت شخصية كبيرة قامت بالكثير من اجل العالم وساهمت في سقوط الشيوعية في بولندا وشرق اوروبا مع (الرئيس الاميركي الراحل) رونالد ريغان والبابا يوحنا بولس الثاني ونقابة تضامن".

رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "كانت بدون شك امراة دولة كبيرة، اول امراة رئيسة للوزراء في بلادها ولاعبا ملتزما في الاتحاد الاوروبي (...) سنتذكرها لمساهماتها وايضا لتحفظاتها حيال مشروعنا المشترك".

رئيس مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي "خلال الاعوام الاحد عشر التي امضتها في الحكومة، عملت السيدة تاتشر على تحويل المملكة المتحدة وتركت بصمتها في اوروبا".

رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز "سواء اتفقنا مع سياساتها او لا، اظهرت مارغريت تاتشر ان السياسة لا تزال قادرة على ان تكون قوة تغيير".

المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "بقيت رئيسة للوزراء لاعوام طويلة وقد طبعت بريطانيا الحديثة بخلاف قلائل قبلها او بعدها. كانت زعيمة استثنائية في زمننا".

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "طوال حياتها العامة، ومع اقتناعاتها المحافظة، كان همها تالق المملكة المتحدة والدفاع عن مصالحها"، لافتا الى انه كانت تجمعها بفرنسا علاقة "صريحة".

المستشار الالماني السابق هلموت كول "لطالما قدرت مارغريت تاتشر على محبتها للحرية وانفتاحها الذي لا مثيل له وصراحتها واسلوبها المباشر".

الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن "كانت سياسية استثنائية دافعت بقوة عن الحرية وكانت مدافعة اكيدة عن الحلف الاطلسي. لقد ادت دورا رئيسيا في انهاء الحرب الباردة".

وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر "كانت شخصية شجاعة، امراة علمت بان على الزعيم ان يتحلى باقتناعات قوية لان الناس لا يملكون اي وسيلة ليقرروا بانفسهم الا اذا حدد قادتهم لهم المسار الواجب اتباعه".

الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الاب "كانت مارغريت بالتاكيد احد اشرس المدافعين في القرن العشرين عن الحرية واقتصاد السوق، انها زعيمة صاحبة شخصية نادرة".

الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز "كانت صديقة فعلية دعمتنا في مراحل الازمات واستخدمت نفوذها لمساعدتنا في صنع السلام".

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "كانت زعيمة كبيرة بحق، امراة مبادىء وعزم واقتناع وقوة وعظمة. كانت مدافعا قويا عن اسرائيل والشعب اليهودي".

الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "كانت رئيسة للوزراء قبل وقت طويل من لقائي الرسمي بها. لكنني شاهدت فيلم +المراة الحديدية+ وانا معجب كبير بطريقتها في الحكم".

رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي "بالنسبة الى حرب المالوين، اعلنت رئيسة الوزراء السابقة تاتشر انها سعت قبل كل شيء الى تطبيق المبدأ الاتي: القانون الدولي يتقدم على استخدام القوة".

رئيس الوزراء الهولندي مارك روت ان "بريطانيا كانت قد تغيرت في شكل كبير وتحسنت وتعززت مع انسحابها من السياسة العام 1990 مقارنة بما كانت واجهته تاتشر العام 1979 حين اصبحت رئيسة للوزراء".

رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي ان "التزامها القوي الى جانب الحرية والديموقراطية ودولة القانون، اضافة الى عزمها على الاصلاح يشكلان ارثا ثمينا للحكومات الاوروبية الحالية".

رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما "نصلي من اجل عائلة الليدي تاتشر وشعب المملكة المتحدة في هذه المرحلة الصعبة". الرئيس الافغاني حميد كرزاي "سنتذكرها دائما كزعيمة قوية خدمت بلادها بحق وعززت خصوصا الاقتصاد البريطاني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف