أخبار

فنزويلا: التصويت لمادورو بمثابة تصويت بالوكالة لتشافيز

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراكاس: في أحياء كراكاس الشعبية التي ما زالت مصدومة بوفاة هوغو تشافيز، تأخذ الدعوة الى انتخاب مادورو منحى تصويت بالوكالة للرئيس اليساري الراحل ذي الشعبية العارمة، لكن معظم السكان يؤكدون انهم لن يعطوا وريثه صكا على بياض.

وقال عامل التلحيم ريتشارد افيو (30 سنة) الذي جاء يكتب بعض الكلمات لذكرى "الكومندانتي" على يافطة كبيرة نصبت في وسط العاصمة "ساصوت الاحد لمادورو وانا أفكر في تشافيز، لكنني لست راضيا عن هذا الرجل، لا يمكن مقارنته به، وكأن شخصا فرض عليك خطيبتك".

واضاف الرجل القصير القامة الذي كان يفضل ترشيح "شخصية جديدة" بدلا من وزير تشافيز السابق، "سنرى كيف يتصرف، واذا لم يكن مناسبا فسنزيله!" وينص دستور فنزويلا على امكانية تنظيم استفتاء شعبي لاقالة الرئيس بعد ثلاث سنوات من توليه السلطة اذا جمعت عريضة 20% من الناخبين.

وقالت المرأة القصيرة القامة المفعمة بالنشاط دنيس بينيا (40 سنة) المكلفة ب"مهمة بوليفارية" كما تسمى البرامج الاجتماعية التي تمولها موارد النفط في البلاد، "سألتني امي هل يجب التصويت لمادورو، ليس لدينا خيار، فالمعارضة تريد الغاء البرامج الاجتماعية لكن حذار، من الافضل لمادورو ان يواصلها والا فسيصبح هناك الكثير من المستائين".

على مرتفعات كراكاس في حي بيتاري العمالي تجوب شاحنة الشوارع المحفرة مذكرة الانصار بواجبهم. ويقول مكبر الصوت "تشافيز! اقسم انني ساعطي صوتي لمادورو" ويبث ايضا نداء الرئيس الراحل وهو يدعو قبل بضعة اشهر من وفاته في الخامس من اذار/مارس الماضي، الى انتخاب مساعده الوفي.

ويقسم الاسكافي ليويس انتيلي (57 سنة) الجالس داخل كشك وسخ تراكمت فيه الاحذية، انه سيصوت لمادورو "لان تشافيز طلب ذلك" مضيفا "لكنه ما زال يفتقر الى الشعبية، يجب عليه ان يتدرب اكثر".

لكن بعض "التشافيين" يتجرأون التأكيد على انهم سيخالفون التعليمات. ولا يتردد غوستافو اربيلو (55 سنة) الجالس وراء منضدة البيع في دكانه والذي يقر بانه كان يصوت لتشافيز، على القول امام الزبائن انه سيضع في الصندوق الاحد بطاقة مختلفة وسينتخب انريكي كابريليس، زعيم المعارضة الشاب.

وقال "لا اثق في مادورو، انه سيحرف ثورة تشافيز وسيدفع بها نحو التطرف ليستفيد منها المقربون منه" معربا عن استيائه من تخصيص اموال "البرامج الاجتماعية" لانصار الحكومة ومؤكدا "اذا اردنا نتائج جديدة فلننتخب رجلا جديدا" واعرب عن اسفه من انعدام الامن وندرة المواد في متجره الذي خلت رفوفه من البضائع.

ويقر التاجر الذي كان مسحورا في السابق بخطاب تشافيز انه كان يظل ساعات طويلة امام برنامج "آلو رئيس" الذي كان يقدمه الرئيس ايام الاحد، بينما لا تؤثر فيه خطابات مادورو. ويقول ان "تشافيز كان لديه رابط مع الناس، على عكس الاخر تماما".

لكن هيلدا كورونادو (62 سنة) التي تسكن الحي وكانت دائما تنتخب "الكومندانتي" تقر بانها هذه المرة ستمتنع عن التصويت. فالرجل الوحيد الذي كانت قد تصوت لصالحه هو الرئيس السابق رغم انه كان يمارس السلطة بمفرده ويشتكي من انه غالبا محاط باشخاص غير اكفاء. وتقول ان "تشافيز انجز الكثير لكن من حوله سعى الى العرقلة. اليوم هم الذين يتولون مقاليد السلطة ولا اريد ان اصوت لهم".

ويرى عالم الاجتماع انياسيو افالوس مدير المرصد الانتخابي الفنزويلي في حديث مع فرانس برس ان دعوة تشافيز الى التصويت لمادورو "سيكون لها تاثير اكيد على اقرب انصاره" لكن +التشافيين المعتدلين+ سيشككون، لا سيما ان كبريليس تبنى خطابا اكثر راديكالية"، متوقعا ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت.

وخلص الى القول ان المؤكد ان "الصك على بياض لنيكولا مادورو لن يدوم اكثر من يومين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف