أخبار

ولاية جونقلي في جنوب السودان في دوامة الثأر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ولقاك: قتل ابناؤه الثلاثة عندما هاجم مسلحون قرية ولقاك المعزولة في ولاية جونقلي في شرق جنوب السودان، ومنذ ذلك الحين، لا يفكر نياغول باياك سوى في الانتقام. ولا يزال جنوب السودان الذي نال استقلاله في تموز/يوليو 2011 بعد حرب اهلية استمرت عقودا ضد السلطة في الخرطوم بالشمال، يحمل ندوب ذلك النزاع. فالأسلحة منتشرة فيه، ودائما ما تتحول الصراعات الاتنية حملات عسكرية دامية.

وجونقلي هي اكبر ولايات جنوب السودان واكثرها اضطرابا. فقد اسفر الهجوم الذي شنه الثلاثاء مسلحون لم تعرف هوياتهم على قافلة للامم المتحدة، عن 12 قتيلا، هم خمسة من عناصر الامم المتحدة الهنود، واربعة اجراء كينيين وسوداني جنوبي واحد يعملون في شركة للتنقيب متعاقدة مع الامم المتحدة وموظفان مدنيان من جنوب السودان يعملان مع الامم المتحدة.

وفي قرية ولقاك التي تبعد 350 كلم شمال جوبا عاصمة جنوب السودان، يتذكر السكان من قبيلة النوير جميعا المجزرة التي ارتكبت بالسواطير والرماح او الرصاص وحصدت اكثر من مئة من ابناء القرية في شباط (فبراير).

وقال نياغول باياك "اريد ان استنهض همم ابناء قريتي لملاحقة الذين قتلوهم"، مشيرًا إلى عناصر ميليشيا قبيلة مورلي المتهمة بقتلهم. والذين استجابوا في القرية لدعوات حكومة جنوب السودان والمجموعة الدولية للمصالحة، ليسوا سوى قلة على ما يبدو، فيما يحذر المراقبون من ان عناصر ميليشيا النوير يستعدون للانتقام لمجزرة شباط (فبراير).

ومنذ اتفاق 2005 الذي انهى الحرب الاهلية مع الخرطوم وادى إلى تقسيم السودان، لم يحصد سكان جونقلي ثمار السلام. فبالاضافة إلى المواجهات القبلية، شهدت مناطق شاسعة من جونقلي المعارك الدامية بين جيش جنوب السودان وحركة تمرد شكلها استاذ اللاهوت السابق ديفيد ياو ياو، وهو من قبيلة مورلي التي تتهم جوبا الخرطوم بتسليحها.

وقد شن جيش جنوب السودان هجوما كبيرا على هذا التمرد في منطقة بيبور. واعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير اواخر آذار (مارس) الاستيلاء بعد معارك عنيفة على مدرج للهبوط حيث "تسلم طائرات سرية اسلحة آتية من الخرطوم". ويتعذر التحقق من هذه التأكيدات من مصدر مستقل. وتنفي الخرطوم تقديم اي دعم إلى المتمردين. لكن شهودا رأوا اخيرا شاحنات محملة بجنود مصابين يغادرون مطار جوبا.

وحذرت هيلدة جونسون مسؤولة الامم المتحدة في جنوب السودان الاسبوع الماضي من أن "الوضع يتدهور"، مشيرا إلى معلومات عن "استعداد النوير للقتال" في وضع "يزيده تعقيدا وجود ميليشيا ديفيد ياو ياو".
والجنود القلائل للامم المتحدة المنتشرون بأعداد صغيرة في منطقة شاسعة وغالبا ما تعرقل تحركهم طرق موحلة يصعب سلوكها، لم يفعلوا حتى الان شيئا يذكر لمنع حصول المجازر.

وشن ديفيد ياو ياو تمرده في 2010 بعد انتخابات محلية اعتبرها مزورة. بعدها وقع السلام مع جوبا ثم ما لبث ان استأنف القتال. وتتسم اهدافه بالغموض نسبيا. لكن مئات من افراد قبيلة مورلي انضموا إلى صفوفه بعد مجازر وعملية مثيرة للجدل لنزع سلاح السكان المحليين من قبل جيش جنوب السودان، مما ادى إلى انتهاكات كثيرة لحقوق الانسان.

وخلال الحرب الاهلية السودانية من 1953 إلى 2005، كانت الخرطوم تسلح قبيلة مورلي التي كان عناصرها يساندونها ضد تمرد جنوب السودان. وما زال عدد كبير من ابناء جنوب السودان يرتابون بها.
اما قبيلة مورلي فتقول انها لم تفعل سوى الدفاع عن نفسها.

وفي آواخر 2011، قتل الاف من النوير مئات من قبيلة مورلي واحرقوا قراهم وسرقوا مواشيهم وخطفوا نساءهم واطفالهم، في جونقلي بمنطقة بيبور. وتنتقد مصادر انسانية العلاقات بين مسؤولي جيش جنوب السودان وعناصر الميليشيات. وقالت مجموعة "صمول ارمز سورفاي" للبحوث في سويسرا ان الهجمات التي شنتها قبيلة النوير في 2011 "لم يكن لها مثيل من قبل، من حيث مستوى التنظيم والعنف".

وفي مستهل نيسان(أبريل)، وجهت بريطانيا وفرنسا وكندا وهولندا والنروج والولايات المتحدة تحذيرا مشتركا حول الوضع في جونقلي حيث "نادرًا ما تحترم دولة القانون" كما قالت، مشيرة إلى ان "حياة المدنيين في خطر". وقالت جونسون الاثنين أيضًا "استقرار البلاد بأكملها مهدد من دون سلام واستقرار في جونقلي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف