الصين في موقف حرج أمام كوريا شمالية تابعة واستفزازية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: يرى المحللون ان بكين تشعر باحباط متزايد في مواجهة كوريا الشمالية التي تهدد شبه الجزيرة بحرب نووية ولا تعرف كيف يمكن ان تتصرف مع هذا "الاخ الاصغر" الذي يبدو غير مكترث كثيرا بالاستقرار الاقليمي العزيز على الصين.
وتحت راية قائدها الشاب كيم جونغ اون تعمل بيونغ يانغ على تعظيم الازمة يوما بعد يوم منذ تجربتها النووية في 12 شباط/فبراير الماضي ردا على سلسلة العقوبات الجديدة التي اقرتها الامم المتحدة. ويهدد هذا البلد خصوصا سيول وواشنطن بضربات نووية.
ويرى كيم هونغكيو الاستاذ في سونغشين وومنز يونيفرستي (جامعة سونغشين للنساء) في سيول ان بكين "كانت تعتقد ان كوريا الشمالية ستتصرف معها مثل تصرف الاخ الاصغر لكن الزعيم كيم جونغ اون لم يكن على مستوى توقعاتها" مضيفا ان "هذا الامر يثير استياء الصينيين".
وتملك الصين وسيلة ضغط كبيرة على حليفها الشيوعي فهي تقدم لهذا البلد المعزول والمفلس مساعدة اقتصادية وغذائية واخرى حيوية في مجال الطاقة ما يوفر له نوعا من الحماية في مواجهة العقوبات القاسية.
الا ان بكين تخشى ان تدفع الانتقادات الحادة هذا البلد الى ان يدير لها ظهره وان يعرض استقرار المنطقة كلها للخطر. وهكذا يجد "الشقيق الاكبر" نفسه يشاهد "الاصغر" وهو يتجاهل متعمدا نداءاته الى الهدؤ دون ان يملك له شيئا.
ويذكر كيم هونغكيو بان كيم جونغ اون، الذي تولى حكم هذه الدولة الشيوعية الفريدة من نوعها في العالم في نهاية 2011 عقب وفاة والده كيم جونغ ايل، لم يقم حتى الان بزيارة جاره القوي "ليقدم واجب التحية للصين".
ويقول جيا كينغيو خبير العلاقات الدولية في جامعة بكين ان جونغ اون "يدفع في كل الاتجاهات. ويشعر بالريبة حيال الصين والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية". وتتردد الصين في ابداء رد فعل حازم خشية حدوث اضطرابات في كوريا الشمالية تؤدي الى تدفق كثيف للاجئين على اراضيها والى ان ترى في النهاية كوريا موحدة راسمالية وموالية للولايات المتحدة.
واضاف جيا "بدا الكثير من الصينيين يشكون في المقولة التقليدية بان كوريا الشمالية تشكل منطقة عازلة استراتيجية بالنسبة للصين. لكن بكين تريد مع ذلك المحافظة على علاقتها مع الشمال". وبكين حليفة لبيونغ يانغ منذ الحرب الكورية (1950-1953) وهي تمدها ب90% من وارداتها من الطاقة و80% من المواد الاستهلاكية و45% من الاغذية وفقا لمجلس العلاقات الخارجية وهو مركز دراسات اميركي.
ورغم ان بكين صوتت على تعزيز العقوبات الدولية في الامم المتحدة بعد مفاوضات شاقة مع واشنطن يشكك الخبراء في رغبة الصينيين في الالتزام بها. حيث انه منذ التصويت على هذه العقوبات في 7 اذار/مارس الماضي لا يبدو ان المساعدات او حركة التجارة شهدت اي انخفاض.
ويرى المؤرخ البريطاني لورانس فريدمان ان "الكوريين الشماليين يدركون انهم في وضع لا يمكن لاحد الوصول اليهم فيه ما لم يكن ذلك باستخدام القوة او بالمشاركة في تدميرهم اقتصاديا". ويؤكد المدافعون عن السياسة الصينية ان بيونغ يانغ تنوي باي حال تطوير ترسانتها النووية التي تريد استخدامها كوسيلة ردع. وان اي اجراءات عقابية من قبل الصين يمكن ان تثير رد فعل خطيرا.
ويرى هؤلاء ان العامل المؤثر الحقيقي هو واشنطن التي تطالبها بيونغ يانغ بضمانة لامنها. ويشير رودريك وي الباحث في مركز تشاتام هاوس في بريطانيا الى ان التصريحات الاخيرة لكبار المسؤولين الصينيين تنم عن رغبة بكين في الابتعاد قليلا عن جارتها.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قال الاحد "لا يمكن السماح لاحد بدفع منطقة، ان لم يكن العالم كله، الى هاوية الفوضى بدافع الانانية" دون ان يذكر بالاسم كوريا الشمالية او الولايات المتحدة.
واعتبر رودريك وي انها "اشارة على ان الصينيين يشعرون بقلق شديد. انها ليست قطيعة مع كوريا الشمالية لكن طريقة لابلاغها بانه يتعين عليها التفكير في عواقب افعالها"، مضيفا "تبقى معرفة كيف يمكن ان تظهر بكين استياءها بطريقة اخرى غير الكلام".