قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أججت الحالة الصحية والنفسية التي بدا عليها حسني مبارك في جلسة المحكمة الأخيرة حالة من الجدل في مصر، ففي وقت طالب البعض بنقله إلى سجن طرة العسكري، ذهب آخرون إلى القول إن هذا نتيجة فشل مرسي بإدارة البلاد.
القاهرة: كشفت الجلسة الأولى من المحاكمة الثانية للرئيس المصري السابق حسني مبارك، أنه يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني من تدهور حاد، كما زعم محاميه فريد الديب مرات عدة قبل ذلك، وهو ما ينفي الأنباء التي جرى تداولها وتفيد بأن قلبه توقف عن العمل مرات ثلاث ، وأن قدمه أنزلقت داخل الحمام، وأصيب بكسور في الساق مضاعفة. وفتحت الحالة الصحية الجيدة التي ظهر عليها مبارك، وإبتساماته وتلويحه بيديه لتحية مؤيديه، وإرتفاع حالته المعنوية، الباب على مصراعيه للعودة مرة أخرى إلى سجن طرة، بدلاً من الإقامة في جناح فاخر بمستشفى المعادي العسكري، الذي نقل إليه، بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. كما فتح على نفسه باب الإنتقادات من جانب الأطياف السياسية في مصر.
لجنة طبية ثلاثية وقرر النائب العام المستشار طلعت عبد الله، تشكيل لجنة طبية ثلاثية للكشف على الرئيس السابق حسني مبارك، لدراسة إمكانية عودته إلى مستشفى سجن طرة، وقال المستشار محمود الحفناوي القائم بأعمال المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، في تصريحات له تلقت "إيلاف" نسخة منها، إن النيابة العامة خاطبت ثلاثة جهات لإعداد تقارير حول صحة مبارك، مشيراً إلى أن تلك الجهات هم: مستشفي المعادي العسكري التي يمكث فيها المتهم في قضية قتل المتظاهرين، ومصلحة السجون، ومصلحة الطب الشرعي. وأوضح أن الخطاب حمل استفساراً من جانب النيابة العامة حول صحة الرئيس المخلوع، للإطلاع علي حالته الصحية وإمكانية عودته إلي محبسه في مستشفي سجن مزرعة طره، وتلقيه العلاج بداخلها بدلاً من مستشفي المعادي العسكري التي يمكث فيها منذ شهور. ولفت إلى أن مكتب النائب العام طالب الجهات الثلاثة بتوقيع الكشف الطبي علي المتهم محمد حسني مبارك، لإعداد تقرير طبي من جانب كل جهة علي حدا لبيان حالته الصحية، ونوه بأنه من الممكن أن تأتي التقارير بنتيجة تفيد تحسنها وعدم احتياجه لتلقي العلاج بمستشفي المعادي العسكري، ومن ثم سيصدر قراراً من النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله بنقله إلي مستشفي سجن طره. ونبه إلى أن النيابة العام لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تصدر قراراً بإعادته لمحبسه دون الإطلاع علي تقارير حالته الصحية، حيث أن قرار نقله من البداية كان بسبب سوء حالته الصحية.
الإضطرابات عند المستوى الطبيعي وقال مصدر طبي بمستشفى المعادي العسكري، إن مبارك يتمتع بصحة جيدة، مشيراً إلى أنه يعاني من إضطرابات في نبضات القلب، لكنه أشار إلى أن تلك الإضطرابات عند المستوى الطبيعي، مقارنة بتقدمه في السن. وأضاف المصدر لـ"إيلاف" أن مبارك يداوم على تلقي العلاج وتعاطي الأدوية بإنتظام، مشيراً إلى أن من الشخصيات التي تولي عناية خاصة بصحتها، ويخشى من المرض بشكل يمكن أن يشكل "فوبيا". ولفت المصدر إلى أن مبارك يتناول الطعام بشكل منتظم، ويفضل الفاكهة واللحوم، ومن حين إلى آخر يطلب تناول سندويتشات الفول والطعمية، منبهاً إلى أن ذلك الطعام يؤكد أن صحته جيدة. وفيما يخص قدرته على الحركة بشكل طبيعي، قال المصدر، إن مبارك يعاني من وهن في عضلات الأطراف، وترهل بشكل عام في العضلات، مشيراً إلى أن هذا يعود إلى الشيخوخة، بالإضافة إلى أنه لم يتعاف بشكل تام من آثار الانزلاق الذي تعرض له في الحمام بمستشفى سجن طرة، لاسيما أن الكسور في كبار السن، تحتاج إلى وقت أطول للإلتئام. وحول إمكانية نقله إلى سجن طرة، قال المصدر إن حالة مبارك تسمح بنقله إلى مستشفى سجن طرة، لاسيما أنه جرى تجهيزه بمعدات طبية تقدر قيمتها بملايين الجنيهات، مشيراً إلى أن مستشفى السجن تضم حالات أكثر خطورة من حالة مبارك، لكنهم ليسوا من الرؤساء السابقين أو ذوي النفوذ. ونبه إلى أن قرار نقله من أو إلى سجن طرة هو قرار سياسي بالدرجة الأولى. وأثارت الحالة الصحية الجيدة، التي ظهر مبارك عليها موجة من الغضب، بين معارضيه، والفرح بين أنصاره، وقال الدكتور محمد البلتاجى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن "الهيئة والصحة والحركات، التي ظهر بها الرئيس المخلوع حسنى مبارك، تستوجب إعادته إلى سجن طرة، وليس المستشفى"، معتبرا أن "وجوده في المستشفى ونقله بالطائرة اليوم للمحكمة، تمثيلية بل جريمة في حق الثورة، تستوجب المساءلة والمحاسبة".
ليس رئيساً مخلوعاً وأضاف البلتاجى فى تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فايسبوك": "بعض الترتيبات الأمنية والإعلامية، كانت تتعامل مع مبارك كرئيس سابق، وليس مع رئيس مخلوع، قامت ضده ثورة ضحى لأجلها الآلاف، وفي الكواليس، كاد البعض أن يؤدي التحية العسكرية للمخلوع ووزير داخليته ومساعديه السابقين". ولفت إلى أن "الارتياح، الذي بدأ على وجه مبارك، أمر طبيعي بعد الحكم ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل". وتابع قائلاً: "ولم يبق في كل قضايا قتل الثوار سوى مبارك والعادلي"، وواصل: "لا أظن أنه يجوز لنا الانتظار لحين تحقق الكارثة الباقية، وهي براءة مبارك والعادلي، ثم محاكمة الثوار على جريمة الثورة". في حين يرى معارضو الرئيس محمد مرسي، أن إرتفاع معنويات مبارك وإبتساماته، جاءت نتيجة فشل الإخوان في إدارة البلاد، وقالت الناشطة إسراء عبد الفتاح، "إهداء إلي مرسي..لأول مرة اليوم مبارك ع كرسي مش سرير وبيشاور لمؤيده بابتسامة قوة وده نتيجة فشلك الذريع ومحاولاتك تدمير الثورة"، متوعدة بسجن مرسي شخصياً، وقالت له "هتكون جنبه قريبا".
مبروك سيفوز بالرئاسة وتوقع المرشح الرئاسي السابق خالد علي، فوز مبارك بالإنتخابات الرئاسية في حال الترشح لها، وقال: خالد على: "في حال خروج مبارك من السجن وترشيحه مرة أخرى للرئاسة، فإنه من الممكن أن يفوز بتلك الانتخابات وباكتساح وخاصة بعدما حكم محمد مرسي". وقال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمون، لـ"إيلاف" إن مبارك بدا في صحة جيدة، مما يستلزم نقله إلى مستشفى سجن طرة، مشيراً إلى أن حالته الجيدة وإبتساماته وتلويحه لأنصاره ليست نتيجة فشل الرئيس محمد مرسي في حكم مصر، بل يؤكد أن أتباعه ينفذون خطط الثورة المضادة بحرافية شديدة، التي تتلخص في جملته الشهيرة "إما أنا أو الفوضى"، عندما خطب في المصريين محذراً من الثورة، وقال إن عليهم أن يختاروا بين الإستقرار أو الفوضى، لافتاً إلى أن من يمارسون السياسة بالمولوتوف والحرق والتخريب والتدمير في المؤسسات العامة يتحملون المسؤولية عن أي تدهور يصيب مصر.
"آسف يا ريس" فيما أعتبر أنصار مبارك أن إبتساماته أثارت الرعب في قلوب الإخوان، وقالت صفحة "آسف يا ريس"، التي تعد الصوت الأساس لمؤيدي مبارك: "لم نكن نعرف قبل اليوم أن الرئيس مبارك كان بكل هذه القوة والهيبة والعظمة والجبروت، حينما رأينا مجرد ابتسامته فقط هزت وروعت وقذفت في قلوب الإخوان الرعب.. لم نكن نعلم أنهم يخافون بل ويرتجفون خوفاً ورعباً من مجرد ابتسامة رجل فوق 80 من عمره بل ويمكث خلف القضبان". وأضافت: "لم نكن نعلم أنهم بهذا الجبن والضعف والهوان..بمجرد أن انتهت المحاكمة ثارت النيابة والنائب الخاص ملاكي الإخوان كيف لمبارك أن يكون بهذه القوه..كيف لمبارك أن يكون بهذه الهيبة.. فتارة أخرى نسمع عن نقل الرئيس مبارك إلى مستشفى سجن طره وتارة أخرى نسمع عن تجديد فترات حبسه". وأضافت: "نحن نقول لكم موتوا بغيظكم فما زدتم مبارك إلا قوة ولما تزيدوه إلا ثقة في النفس ولم تزيدوه إلا صبراً وجلداً..لن تروه يبكى ولن تروه ينهار ولم يحقق لكم مرادكم ويحقق لكم انتقامكم".