محاكمة الكسي نافالني ابرز معارض لبوتين تبدأ الاربعاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: تبدأ الاربعاء في كيروف (900 كلم عن موسكو) محاكمة الكسي نافالني ابرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصاحب مدونة لمكافحة الفساد، في قضية قال المتهم والمعارضة الروسية انها مسيسة ومفبركة.
وقد يصدر بحق نافالي حكما بسجنه في المعسكرات عشر سنوات. وهو متهم بانه نظم في 2009 اختلاس 400 الف يورو من مشروع استثماري في الغابات يسكمى كيروفلس في منطقة كيروف.
وكان نافالني حينها مستشار الحاكم الليبرالي لتلك المنطقة نيكيتا بيليخ.
واكد موقع انشأه نافالني ان "القضية مفبركة بالكامل طبقا لاوامر بوتين".
واعلن المعارض انه "لا يراوده شك" في ان الرئيس بوتين "اصدر شخصيا تعليمات" للمحققين وان ادانته لا شك فيها.
واعتبر الثري ميخائيل بروخوروف المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية، الاثنين ان محاكمة ألكسي نافالني "مسيسة" ولا تليق بدولة قانون.
وكتب الثري الذي حل ثالثا بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الاخيرة "قبل بضعة ايام اقرت لجنة تحقيق بشكل فاضح ان للمحاكمة دوافع سياسية ولو لم +يتحد نافالني السلطة+ لما تعرض لملاحقات".
وقد فرض ألكسي نافالني (36 سنة) الذي كان خطيبا مؤثرا في التظاهرات المناهضة لبوتين في موسكو، منتقدا الفساد عبر كشف معلومات مدوية على الانترنت، نفسه كأحد قادة حركة احتجاج تبلورت في 2011 للتنديد بتزوير نتائج الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب بوتين "روسيا الموحدة".
وقبل ايام من بداية محاكمته بدا نافالني هجوميا.
وقد صرح لقناة دوجد القريبة من المعارضة "اريد ان اصبح رئيسا" واعدا بادانة بوتين ومقربيه حينئذ. واضاف "سننتصر عليهم يوما ما وسنودعهم في السجن".
ولا تقتصر مشاكله القضائية على قضية كيروفليس بل ان نافالني متهم ايضا باختلاس 2,5 مليون يورو من اموال حزب ليبرالي ويلاحق بتهمة الاحتيال وتبييض اموال في اطار قضية اخرى اتهم فيها شقيقه ايضا.
وفي شباط/فبراير اتهم بانه استغل صفته كمحام لترويج اخبار كاذبة.
وينفي نافالني كل هذه التهم ويندد بعملية دبرها الكرملين بهدف اسكاته.
ويرى المحلل السياسي والمعارض ديمتري اورشكين ان السلطات تسعى الى "تخويف" نافالني لاسكاته او دفعه الى المنفى. وقال اوروشكين ان هدف النظام هو "خلق اجواء خوف لفرض الصمت" على كل المعارضين.
وفعلا تبدو المعارضة ضد بوتين التي نجحت في تعبئة مئات الاف المتظاهرين في الشوارع في 2012، اليوم في تراجع وتخضع الى ضغط غير مسبوق.
ولوحق 25 شخصا لمشاركتهم "في اضطرابات كثيفة" خلال تجمع ضد بوتين في السادس من ايار/مايو 2012 في موسكو انتهى بمواجهات مع الشرطة واودع 15 منهم قيد الحبس الاحترازي.
وهم يواجهون جميعا احكاما بالسجن في المعسكرات تتراوح بين اثنين الى عشر سنوات.
وحكم على اول من حوكم في هذه القضية في تشرين الثاني/نوفمبر، بالسجن اربع سنوات ونصف.
واودع احد قيادي المعارضة سيرغي اودلتسوف زعيم جبهة اليسار قيد الاقامة الجبرية في موسكو منذ شباط/فبراير ومنع من مغادرة منزله واستعمال الهاتف والانترنت.
وهو يواجه حكما بالسجن عشر سنوات في اطار تحقيق فتح ضده في تشرين الاول/اكتوبر بعد بث فيلم على قناة تلفزيونية موالية للكرملين اتهمه استنادا الى صور التقطت بكاميرا خفية وهي مجهولة المصدر، بالتدبير الاطاحة بالسلطات بالقوة مع معارضين اخرين.
كما يلاحق بتهمة المشاركة في "اضطرابات كبيرة" في السادس من ايار/مايو 2012 بينما يرفض سيرغي اودلتسوف قطعا كل تلك التهم.
ومنذ ثلاثة اسابيع بدات السلطات الروسية حملة واسعة تهدف الى السيطرة على منظمات غير حكومية، لكنها تهدف رسميا الى التعرف عن الذين يستفيدون من تمويل اجنبي ولديهم نشاطات سياسية.
واثارت الحملة التي طالت خصوصا اكبر منظمة روسية لحقوق الانسان "ميموريال" ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، انتقادات الاتحاد الاوروبي وباريس وبرلين وواشنطن.
من هو ألكسي نافالني ؟
الروسي الكسي نافالني الذي تبدأ محاكمته الاربعاء، درس الحقوق ويعتبر من اهم ناشطي مكافحة الفساد وخطيب يتمته بحضور كبير اصبح خلال سنة من ابرز شخصيات المعارضة الاشد انتقادا لفلاديمير بوتين.
وقال الرجل الاشقر الطويل القامة وذو العينين الزرقاوين في حديث بثته مؤخرا لقناة دوجد القريبة من المعارضة "لا اخاف من اي ادانة". وندد بتهم الاختلاس الموجهة اليه التي قال انها مفبركة تماما.
واضاف "سننتصر عليهم يوما ما وسنودعهم في السجن (...) اخترت مصيري بنفسي" مبديا طموحه في ان يصبح يوما رئيسا وان يطيح بنظام قال انه "قائم على الفساد".
ولم يكف نافالني الذي تخرج في التسعينات من جامعة موسكو ونشط في حزب يابلوكو الليبرالي المعارض قبل ان يطرد منه لمواقفه المفرطة في القومية، عن انتقاد شرعية الرئيس الروسي رجل الاستخبارات السابق الذي ظهر منذ سنة 2000 بصورة المدافع النزيه على مصالح البلاد.
وناضل المحامي الذي تخرج من كلية الحقوق ضد السلطة منذ 2007 بشراء اسهم في عدة شركات شبه حكومية مثل شركة النفط روسنفت والغاز غازبروم، مطالبا بالشفافية في حساباتها بصفته صاحب اسهم قليلة ومشيرا الى منددا بعمليات احتيال.
وهو يهاجم على موقعه "روسبيل" كل مظاهر الفساد في مختلف انحاء روسيا متحريا بكل دقة في حسابات واستدراج عروض الادارة.
ويعتبر ان الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" "حزب لصوص وسرقة" وهو شعار يلقى رواجا في حين تظهر استطلاعات الراي الاحباط من الفساد والتسلط.
وعندما نظمت الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج لا سابق لها في روسيا كان الكسي نافالني في الصدارة بشكل طبيعي.
ولفت الانظار خصوصا ما كان يتمتع به من شخصية قوية ولهجة شديدة في خطاباته من التظاهرات الاولى.
ودعا حينها الحشود الى ان تردد معه "بوتين - لص!" و"السلطة نحن!" و"لن ننسى ولن نتسامح!".
ووضعته الصحافة الغربية وخصوصا الاميركية في الصدارة وصنفته تايمز في نيسان/ابريل 2012 بين الشخصيات المئة الاكثر نفوذا في العالم.
لكنه ظهر في شريط فيديو بث على الانترنت وهو يشتم متظاهرين اعتبرهم غير متحمسين بنعتهم "بالغنم" ما كشف نفاذ صبر الرجل الثلاثيني المتحمس.
وبلغت حركة الاحتجاج ذروتها في تظاهرة تحولت الى مواجهات في السادس من ايار/مايو عشية تنصيب فلاديمير بوتين العائد الى الرئاسة الروسية. وقد تلتها اعتقالات متظاهرين وملاحقات معارضين ما ادى الى التراجع وانهيار التعبئة.
لكن قبل ايام قليلة من ملاحقته في تموز/يوليو، هاجم الكسي نافالني مباشرة رئيس لجنة التحقيق ألكسندر بستريكين واتهمه على الانترنت بان له مصالح شخصية في الخارج.
وهاجم موقعه على الانترنت ايضا خلال الاشهر الاخيرة عدة مسؤولين في الكرملين لا سيما بكشف ان لديهم ممتلكات عقارية غير مصرح عنه في الخارج.
وفي مواجهة صعود هذا الموضوع الحساس في الراي العام، اطلقت السلطات ايضا حملة لمكافحة الفساد.
وفي بداية نيسان/ابريل واصل الكسي نافالني الخط المتشدد نفسه واصفا الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي ديمتري مدفيديف بانه "لص حقير".
وقد حكم عليه بالسجن 15 يوما اثر تظاهرات ضد النظام الروسي.
وصرح لدوجد "لم يبق احد في عائلتي لم يتعرض للتفتيش ولا بين اصدقائي".
واضاف الرجل وهو اب لولدين "لا اريد الرحيل، اريد حقا ان يعيش ابنائي هنا وان يتكلموا الروسية"، مؤكدا انه يريد تولي السلطة "ليتمكن 140 مليون روسي من العيش بشكل طبيعي كما في بلد اوروبي".
وقال الرجل الذي لا يعرفه سوى ثلث الروس، على ما افاد استطلاع، ان بامكانه ان يفعل افضل من ذلك لو كان بامكانه الوصول الى كبرى قنوات التلفزيون التي تستعد في الوقت الراهن الى تغطية محاكمته.
غير ان مواقفه متناقضة. فكونه ليبرالي، شارك ايضا بانتظام في تجمعات ذات طابع عنصري مثل المسيرة الروسية.
وتعود الوقائع التي يلاحق عليها الى 2009 عندما كان لفترة قصير مستشار حاكم منطقة كيروف الليبرالي.
واصبح هدف السلطات الان اثبات ان "تبين ان صاحبكم هذا منتقد الفساد سفاح" كما قال مطلع الشهر.