بوادر تشير إلى صعود نجم النقد الإعلامي الساخر في الصين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
النقد ممنوع في الصين بكل أشكاله، إلا أن ثمة بصيص أمل لصعود النقد الإعلامي الساخر، بعدما أقبل الصينيون بالملايين على مشاهدة برنامج الإعلامي الأميركي الساخر جون ستيوارت.
حين نُشر أخيرًا شريط فيديو يتضمن مقاطع من برنامج الإعلامي الأميركي الساخر جون ستيوارت على الانترنت، لاقى الشريط إقبالًا مذهلًا بين مستخدمي الشبكة في الصين. وتساءل مراقبون عمّا إذا كان الحدث يؤشر إلى بادرة انفتاح على الهجاء السياسي الساخر في بلد يُحرّم النقد اللاذع في وسائل الإعلام.
تدخين مجاني
بعد أيام على ذلك، صدرت إشارة أخرى في الاتجاه نفسه، إذ جرى تداول فكاهات سوداء على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، تسخر من التلوث، الذي يزداد خطورة في الصين، ومن تردّي صحة مواطنيها. وإن لم يكن الموضوع مضحكًا، فإن هذا هو شأن السخرية السياسية، إذ نادرًا ما تكون موضوعاتها مضحكة.
وجمع موقع بلومبرغ عينة من هذه الفكاهات، التي تشير إلى انتشار انفلونزا الطيور وهلاك آلاف الخنازير، التي عُثر عليها طافية في ّأحد الأنهار قرب مدينة شنغهاي وفي بكين بسبب التلوث.
من الفكاهات، التي تستوحي هذه المشاكل الفكاهة الآتية. يقول ابن بكين باعتزاز: "نحن محظوظون. ندخن مجانًا بمجرد فتح النافذة". فيرد عليه ابن شنغهاي "ما الاستثنائي في ذلك؟، فنحن ما إن نفتح حنفية الماء حتى نحصل على حساء من ضلع الخنزير".
كلام متعارض
تابعت صحيفة نيويوركر بعض ردود الأفعال الصينية على برنامج "العرض اليومي"، الذي يقدمه جون ستيوارت، مؤكدة أن الحفاوة الذي لقيها البرنامج يبعث على التفاؤل بمستقبل النقد الساخر في الصين.
غني عن القول إن النقد السياسي الساخر ليس جديدًا على الثقافة الصينية العريقة، لكنه ليس ممارسة شائعة أو معهودة في ظل الحكم الشيوعي، حيث تمارس الدولة رقابة شديد على الإعلام منذ نصف قرن.
وقبل مجيء الحزب الشيوعي إلى السلطة في العام 1949، كان الكلام المتعارض بين شخصين يتبادلان تعليقات سياسية لاذعة من الأشكال الرائجة لفن الكوميديا في الصين. لكن الحزب الشيوعي الصيني قرر تشكيل "لجنة لإصلاح الكلام المتعارض"، تستعيض فيه عن التعليقات السياسية النقدية بمديح المسؤولين.
كاونيما!
في العام 2009، بدأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الالتفاف على الرقابة، وتداول كلمة "كاونيما"، التي تعني حرفيًا "عشب، طين، حصان". وهذه الكلمة اسم لشخصية كارتونية صينية شعبية، لكنها تشبه في لفظتها مفردة نابية، لا يمكن نشرها مطبوعة.
وباستخدام المفردة مطبوعة، يُحشر الرقيب في زاوية، بحيث لا يكون أمامه سوى خيار من اثنين، والسماح بالإهانة الواضحة من خلال التلاعب بالكلمة ولفظتها، أو حذف شخصية كارتونية مستقاة من أحد برامج الأطفال، وبذلك تعريض نفسه للسخرية. ويعتبر هذا بحد ذاته شكلًا من أشكال الفن الساخر.
لجون ستيورات نسخة مصرية، هي باسم يوسف، لكن لا نسخة صينية منه. ولعل أقرب معادل له هو الفنان المعارض آي واي واي، الذي يعشق التورية والتلاعب بالألفاظ، للغمز من قناة الحزب الشيوعي.