أخبار

"بي بي سي" تتمترس بطلاب في رحلة مهنية استقصائية لكوريا الشمالية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واجه مذيع قناة "بي بي سي" جون سويني وابلًا من الانتقادات، بعدما أرسل طاقمًا للعمل بسرّية بين مجموعة من الطلاب من مدرسة لندن للاقتصاد، في رحلة إلى كوريا الشمالية. ويدور الجدل حول معرفة الطلاب فحواها من عدمها، مع أنباء تؤكد تضليلهم حتى اللحظات الأخيرة.

أرسلت شبكة "بي بي سي" الإخبارية ثلاثة من مراسليها ضمن وفد طلابي من جامعة لندن لزيارة كوريا الشمالية خلال الشهر الماضي، وذلك للإطلاع على الأحداث من داخل كوريا، وتزويد الشبكة بها، من بينهم المراسل الشهير جون سويني.

بدورها انتقدت الجامعة البريطانية هيئة الإذاعة البريطانية لتنظيمها رحلة علمية إلى كوريا الشمالية لتصوير فيلم وثائقي بشكل سرّي، معتبرة أن "هذا التصرف عرّض الطلاب، الذين لم يكن لديهم علم بالترتيبات، للخطر".

الطلاب يعلمون
لكن قناة "بي بي سي" دافعت عن القرار، الذي اتخذه رافضة المطالبات بعدم نشر الفيلم، الذي سيبث الليلة على "بي بي سي 1".
وقال توماس كيري، رئيس بي بي سي للبرمجة، إن "الشركة قدمت إلى الطلاب معلومات كافية عن المخاطر التي تنطوي عليها رحلتهم، وأبلغونا بالموافقة، وأنهم على علم بكل التفاصيل"، مشيرًا إلى أن المصلحة العامة جزء مهم من العمل الصحافي.

وردًا على سؤال عمّا إذا كان الأمر يستحق تعريض الطلاب للخطر، أجاب كيري: "أعتقد أن الأمر يستحق ذلك"، مشددًا على أنه "لو كانت لدينا إشارة أو معطى ينبئ بحدوث أي خطر أو مشكلة، لما خطونا نحو تنفيذ الرحلة".

متاريس للمصلحة العامة
وأشار إلى أنه تم إجراء تقويم للمخاطر، و"كان لدينا شعور جيد، وقمنا بتقويم المخاطر، واتضح لنا أن أقصى خطر قد نواجهه هو الترحيل". وأضاف أنه حذر الطلاب شفهيًا ثلاث مرات من خطر الترحيل والاعتقال وعدم السماح لهم بالعودة إلى البلاد. "الشيء المهم بالنسبة إلينا هو التمسك بالمصلحة العامة وعرض الفيلم"، أضاف كيري.

لكن البروفيسور جورج جاسكل، مدير مساعد في مدرسة لندن للاقتصاد، قال إن إدارة الجامعة لم تكن على علم بأن هيئة الإذاعة البريطانية قد استخدمت 10 طلاب كغطاء لرحلة ثمانية أيام إلى البلاد، مشيرًا إلى أنه "في حال كشف غطاء المراسل جون سويني كان الفريق - الذي يضم طالبًا في الثامنة عشر من عمره - سيصبح في الحبس الانفرادي في سجن ما في كوريا الشمالية".

يشار إلى أنه تم إبلاغ الطلاب أن "صحافيًا" سيكون برفقتهم، لكن لم يوضح لهم أحد أن هدف "بي بي سي" كان استغلال الزيارة في تصوير فيلم سرّي لبرنامج "بانوراما" الإخباري.

وقال كريغ كالون، مدير مدرسة لندن للاقتصاد عبر موقع تويتر إن "هذه لم تكن رحلة رسمية لمدرسة لندن للاقتصاد، لقد نظمها أشخاص ليسوا من الطلاب. لكن بي بي سي استغلت الجامعة لإشراك بعض الطلاب".

تضليل حتى آخر لحظة
وأكد أليسكس بيترزداي، الأمين العام لاتحاد طلاب جامعة لندن للاقتصاد، أن الطلاب لم يعلموا بشأن نوايا "بي بي سي" حتى مرحلة متأخرة جدًا، إلا عندما كانوا على متن الطائرة المتجهة إلى كوريا الشمالية.

سويني، الذي تخرج من الجامعة نفسها عام 1980، زعم أنه طالب دكتوراه في التاريخ في الجامعة، ليدخل إلى كوريا الشمالية. وأرسلت الجامعة رسالة إلكترونية إلى موظفيها ووسائل الإعلام، تقول فيها إن "بي بي سي" ضللت المجموعة عمدًا للمشاركة في الرحلة.

وقالت نيكولا داندريدج، الرئيس التنفيذي لجامعات بريطانيا، إنها سوف تسعى إلى مناقشة الوضع مع "بي بي سي"، لضمان أنها تفهمت ما يقلق القطاع الجامعي.

وأضافت: "إننا نشعر بالقلق إزاء الأساليب المستخدمة في صنع هذا البرنامج. يجب أن تكون الجامعات قادرة على العمل بنزاهة لتعمل في المناطق الحساسة من العالم. الأكاديميون في المملكة المتحدة لديهم سمعة عالمية، ومن المهم بمكان أن يعرف الجميع أنه يمكن الوثوق بهم للعمل بطريقة مفتوحة وشفافة".

وأشارت إلى أن الأسلوب، الذي اعتمدته "بي بي سي" لإجراء التحقيق، لا يعرّض الطلاب للخطر وحسب، بل قد يسيء أيضًا إلى سمعة الجامعات البريطانية في الخارج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غوردن براون وبان كي مون
Pro accountability -

إذا المصلحة العامة جزء مهم من العمل الصحافي، لماذا يعتبر غوردن براون وبان كي مون أن طلبة الصحافة غير معرضين للخطر شأنهم شأن الصحافيين وأن كشف أعمال العنف ضدهم لا يمكن اعتباره ضمن المصلحة العامة؟؟؟؟