أكثر من شخص وراء تفجيرات بوسطن

استبعد الرئيس السابق لشرطة بوسطن وقوف شخص واحد وراء التفجيرات التي ضربت ماراثون بوسطن، مؤكدًا أن المنفذين أرادوا تحقيق أفضل تغطية إعلامية فاختاروا مكانًا مزدحمًا بالكاميرات.

أشرف ابوجلالة من القاهرة: قام أفراد المباحث الأميركية الذين يحققون في التفجيرين اللذين وقعا يوم أمس في مدينة بوسطن الأميركية باقتحام إحدى الشقق السكنية،في الوقت الذي يواصلون فيه ملاحقتهم لرجل غامض "أسود أو ذي بشرة داكنة" شوهد يتسكع بشكل مريب قبل الانفجارين. وأقدم حوالي 20 مسؤولاً شرطياً وفيدرالياً، منهم أعضاء بفريق البحث عن المتفجرات، على تمشيط الشقة التي تقع في ضاحية ريفير، بعد أن قاموا باستجواب شخص آخر كان يقود سيارة بطريقة متقطعة حول ثكنات شرطة الولاية في وقت مماثل. وبينما لم تخرج أي جهة فور وقوع الحادث لتعلن عن مسؤوليتها عن التفجيرات، فقد بدأت تتزايد التكهنات بشأن الجهة التي ربما تقف وراء الهجوم، الذي خلّف حتى الآن ثلاثة قتلى، من بينهم صبي يبلغ من العمر ثمانية أعوام، إلى جانب 144 جريحاً. ورغم سابق الهجمات التي شنتها القاعدة والخلايا الإرهابية التابعة لها على الولايات المتحدة، إلا أن عدم العثور على انتحاريين في هذين التفجيرين قد أدى إلى ظهور مزاعم تتحدث عن أن ذلك نتاج عمل جماعة محلية متشددة، ربما من اليمين المتطرف. وفي حديث له مع شبكة سكاي نيوز الإخبارية، قال بيل براتون وهو الرئيس السابق لشرطة بوسطن، الذي يتواجد حالياً في لندن :" إن أردت القول، يوجد لسوء الحظ في بلادي وفرة من المشتبه فيهم المحتمل ضلوعهم في هذين التفجيرين". وقال في نفس الإطار ريك نيلسون، وهو خبير في شؤون مكافحة الإرهاب من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن عدد التفجيرات المتسقة يبين "درجة من التعقيد"، تكشف عن أنه من الصعب لفرد واحد أن يقوم بتنفيذ ذلك الهجوم بمفرده. وأضاف " ربما لم يشترك شخص واحد بل مجموعة أشخاص. ويدل مكان الهجوم أنهم كانوا يبحثون عن أقصى تغطية إعلامية، لذا تم تسجيل التفجيرات بكاميرات تلفزيونية". وتم اقتياد المحققين إلى الشقة الكائنة في ضاحية ريفير، التي تبعد خمسة أميال عن وسط بوسطن، بعدما لاحظ ضباط رجلاً يقود سيارة بصورة متقطعة بالقرب من موقع الحادث وقاموا بتوقيفه بجانب الطريق، وقالوا لوسائل إعلام أنه أظهر سلوكاً عصبياً. وأكد مصدر، لم يتم الإفصاح عن هويته، أن التواجد الكثيف لقوات الشرطة في المنزل الكائن في ضاحية ريفير، كان مرتبطاً بالتفجيرات التي استهدفت ماراثون بوسطن.ولم يوضح المسؤولون أية معلومات ذات صلة بشكل أو أوصاف هذا الشخص الذي أوقفوه على جانب الطريق. أما الشخص الآخر المشتبه به الذي كان يرتدي قلنسوة وشوهد في موقع التفجيرين عند خط نهاية الماراثون، فأوضحت السلطات في هذا الصدد أنه كان يرتدي قميصاً أسود من النوع الثقيل إلى جانب قلنسوة على الرأس. وأشار مسؤولون إلى أنه قبل الانفجار الأول بخمس دقائق، حاول هذا الشخص أن يدخل إلى منطقة محظورة، لكنه لم يتمكن. وأوضحت السلطات أنه ربما يكون من حاملي إحدى الجنسيات الأجنبية، وهو ما استشفوه من خلال اللهجة التي يتحدث بها.وتم نشر مجموعة صور لرجليداه مقيدتانبالأصفاد، ومن حوله مسؤولو جهات إنفاذ القانون، على موقع تويتر للتدوين المصغر، لكن السلطات لم تحدد هويته، ولم تذكر عنه أية تفاصيل، ولم تقل ما إن كان اعتقاله هذا مرتبطاً بهذين الانفجارين أم لا.