قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
خنيز (سوريا): في شمال شرق سوريا ترتفع سحب الدخان الاسود الى السماء لكن الامر هذه المرة لا يتعلق باضرار ناجمة عن قصف جوي وانما يتصاعد من مصفاة النفط يدوية الصنع. ويقول احمد (35 عاما) المزارع السابق الذي اصبح يعمل في المصفاة وهو واقف امام خزان نفط "قبل سنة قرر الناس ان يقوموا بانفسهم بتكرار النفط لكن لم يكن احد يعلم كيفية ذلك الى ان شرح لهم الامور شخص درس في السعودية". ومع شقيقه عبد الله، بدأ احمد على غرار سكان اخرين العمل في تكرار النفط قبل ثلاثة اشهر بعدما خسر النظام السيطرة على حقول نفطية في محافظة دير الزور الصحراوية التي تضم اكبر احتياطي نفطي في البلاد، وانتقلت الى ايدي قوات المعارضة. وقدرة استيعاب الخزان الف ليتر لكنه لم يمتلىء الا بمعدل ثلاثة ارباعه لان تكرار النفط يحتاج للهواء كما يقول. ويقوم الشقيقان بغلي النفط في الخزان ما يحدث سحابة سوداء، وعند الغليان تمر منتجات مختلفة عبر انبوبين ويجري تبريدها اثر مرورها تحت ثلاث بقع من المياه الباردة قبل ان يتم نقلها الى مستوعب. ويتصاعد الغاز المنبعث من الاشتعال، ثم يحصلون على الكيروسين المستخدم في المطابخ والفيول. والبقايا التي يطلقون عليها اسم "الدهون" تمزج مع الديزل ويستخدم المزيج كمحروقات للشاحنات. وهم يستخدمون، رغم انها على نطاق صغير، نفس عملية التقطير التي تستخدمها كبريات مصافي النفط في العالم، وهذه التقنية تدر على الشقيقين المال. ويستغرق تكرار حملة صهريج من النفط حوالى اربع ساعات وبحسب التقديرات هم يحققون ارباحا بما بين 50 و 60% عن كل برميل يباع الى اهالي المنطقة. ويقول احمد الذي بدت على يديه ووجهه اثار الدخان الاسود انه يحقق عائدات من هذا الامر، وطالما انه يحصل مع شقيقه على المال فان صحتهما لا تحتل اولوية بالنسبة اليهما. وهما لا يضعان قفازات ولا اقنعة واقية وحتى ان عبد الله يجازف ويدخن سجائره في مكان العمل. ويضيف "ليس هناك مخاوف طالما انا لا ادخن فوق الخزان. وليس لدينا اي مشاكل" صحية. وبعد ذلك يتوجب على الشقيقين اجتياز مسافة لمدة ساعتين ونصف الساعة في محافظة دير الزور لايجاد وسيط. ويقوم هذا الوسيط بتسليمهما براميل النفط التي يشتريها من جهاديي جبهة النصرة او عشائر تسيطر على حقول النفط التي اخلاها الجيش السوري. ويقولان ان جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، ضالعة في تهريب النفط منذ ستة اشهر. ويقول احمد "من جهة يقومون بالاعمال ومن جهة اخرى يخوضون معارك". وهذه المجموعة تحظى باحترام قسم كبير من السكان بسبب انضباطها وقدرتها على تنظيم الحياة اليومية في المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة. لكن احمد ليس مؤيدا لجبهة النصرة ويعمل معهم بحسب الضرورة. ويقول ان "+لواء التوحيد+ (القريب من الاخوان المسلمين) واحرار الشام (سلفيون) هم اناس جيدون لكننا لا نحب جبهة النصرة". ويتابع ان الاخوان المسلمين يشترون النفط ثلاث مرات في الاسبوع "وكل بئر لها سعر مختلف لان ذلك رهن بنوعية النفط". ويقولان ان صهريجا بسعة 2200 ليتر يباع بما بين 500 وعشرة الاف ليرة سورية (55 الى الف دولار) لكن الاقل ثمنا هو من نوعية رديئة جدا ولا يمكن استخراج منه سوى 50 ليترا من المنتجات المكررة. وكانت دير الزور تنتج حوالى 420 الف برميل في اليوم قبل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عام 2011. ويفكر الاتحاد الاوروبي من جانب اخر ان يرفع جزئيا حظره بهدف مساعدة المعارضة بحسب مصادر دبلوماسية.