أخبار

المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية يرد على مهاجميه

الدباغ: لم اتربح من مقابلة طارق عزيز وهدفي كشف اسرار مرحلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نفى علي الدباغ المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية أن يكون قد سعى وراء التربح من المقابلة التي أجراها مع نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز، مشيرا إلى أن هدفه هو كشف أسرار مرحلة النظام السابق. في اول رد فعل للمتحدث باسم الحكومة العراقية سابقا علي الدباغ على الهجوم الذي تعرض له اثر البدء بعرض لقائه مع نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز تلفزيونيا، فقد وصف ادعاءات تربحه من المقابلة بأنه كلام سخيف مؤكدا ان هدفه منها "أخذ معلومات وأسرار من حق الشعب العراقي أن يطلع عليها من رأس النظام البائد أو من أزلامه الآخرين الذين ذهبوا بأسرارٍ مهمة كان من الأفضل توثيقها منهم". واشار الى ان "المدان" عزيز كان مراوغا ومقلا في حديثه معه. وجاء رد الدباغ في تصريح صحافي مكتوب تلقته "ايلاف" اليوم السبت بعد الهجوم الذي تعرض له من زياد نجل طارق عزيز ومن سياسيين ومؤسسات أمنية عراقية طالبت بمحاكمته لما قالت انه استغلال لمنصبه الحكومي لاجراء المقابلة التي بدأت قناة"العربية" بعرضها على شكل حلقات الخميس الماضي. وأكد علي الدباغ بأنه حصل على الموافقات الأصولية لإجراء المقابلة "مع المُدان طارق عزيز من رئيس المحكمة الجنائية العليا (المنحلة) وتحديداً من رئيسها حيث كان حاضراً المقابلة برفقة أحد قضاتها علماً بأن هذه المحكمة مستقلة عن السلطات الثلاث ولها صفتها الإعتبارية وفي المادة 1 أولا من قانونها المرقم 10 لسنة 2005 والتي تنص على (تؤسس محكمة تسمى المحكمة الجنائية العراقية العليا وتعرف فيما بعد بـالمحكمة وتتمتّع بالاستقلال التام )، وكذلك الموافقة الأصولية من طارق عزيز الذي وافق على إجراء تلك المقابلة كما هو مسجل في المقابلة دون أي ضغط أو إكراه". وأضاف الدباغ أن المقابلة قد أجريت نهاية عام 2010 قبل تشكيل الحكومة العراقية الحالية في الوقت الذي كان الدباغ يشغل مقعداً في مجلس النواب "ولم يكن هناك أي إستغلال للموقع الرسمي بأي شكل من الأشكال أو مخالفة قانونية". وأضاف الدباغ بأن هدف المقابلة هو "كشف لبعضٍ من خفايا وقرارات فترة حكم صعبة في تأريخ العراق أدخلت البلد في أزمات وحروب مدمرة أودت بحياة الملايين من الأبرياء وأدت لفقدان العراق لسيادته". وشدد الدباغ على انه قد حرص على توثيق ما أمكن من حديث طارق عزيز "الذي كان مُقلاً ومراوغاً في إعطاء كل المعلومات على الرغم من أنه قد كشف عن بعض من الأسرار التي تفيد الباحثين والمتابعين". واشار الدباغ الى ان "الحديث عن تربحٍ مادي منها هو كلام سخيف ووضيع لا يستحق الرد، فلم تتوفر فرصة للعراقيين من أخذ معلومات وأسرار- وهي من حق الشعب العراقي أن يطلع عليها- من رأس النظام البائد أو من أزلامه الآخرين الذين ذهبوا بأسرارٍ مهمة كان من الأفضل توثيقها منهم وهذا الجهد على تواضعه كان يهدف لذلك". وجاء رد الدباغ هذا بعدما أثارت المقابلة التي اجراها مع عزيز المحكوم بالاعدام ضجة واسعة لدى الاطراف المعنية برغم انها سجلت عام 2010 ولم تعرض الا الخميس حيث تعرض الدباغ لهجوم واتهامات باستغلاله لمسؤول اسير ماديا فيا طالبت مستشارية الامن الوطني الى محاكمته.وعلى الرغم من ان الدباغ قد اكد انه لم يبحث مع القناة مقدار المبلغ الذي سيتقاضاه من قناة "العربية" التي بدأت بعرض المقابلة على حلقات الا ان معلومات اشارت الى ان اتفاقا تم بين الطرفين على دفع مبلغ 150 الف دولار مقابل عرض القناة لهاحصريا. وفي بغداد طالب جهاز الامن الوطني العراقي ألسلطة القضائية بمحاكمة الدباغ "لاستغلاله منصبه الوظيفي وتسريبه مقابلة صحافية مع (المدان) طارق عزيز". وقال الجهاز في بيان إن "جهاز الامن الوطني يطالب السلطة القضائية في العراق بمحاسبة المتحدث السابق باسم الحكومة علي الدباغ لاستغلاله منصبه الوظيفي وتسريبه مقابلة صحافية مع نائب رئيس الوزراء في النظام السابق طارق عزيز" . وأضاف أن "عزيز (77 عاما) مدان بحكم القانون ومحكوم عليه بالاعدام" مشيرا إلى أن "الدباغ استغل منصبه الوظيفي حينها في إجراء المقابلة" . عائلة طارق عزيز تتهم الدباغ باستغلال عزيز للربح الماديوفور عرض المقابلة قالت زوجة طارق عزيز من منزلها في العاصمة الاردنية عمان في اول ظهور إعلامي لها منذ القبض على زوجها وإيداعه السجن عام 2003 إن هذه المقابلة قديمة منذ أكثر من سنتين، حيث يبدو فيها أنه بصحة جيدة، ولكن الواقع مختلف تماماً، إذ إنه حالياً مريض جداً، ويعاني من كل أمراض الكبر من سكر وقلب وضغط. وأشارت متأثرة وهي تتحدث الى القناة إلى أنها عندما تذهب لزيارته فإنها لا تراه في غرفة أو في مكان خاص، وإنما تراه في ساحة عامة على كراسٍ غير مريحة تحت شمس الصيف ومطر الشتاء. وقالت إن المسؤولين عن السجن لا يعطونه الأدوية، إذ إنه منذ تسجيل هذه المقابلة حتى اليوم أصيب بأربع جلطات، كان آخرها منذ شهر تقريباً. وناشدت في لقاء مع قناة العربية المسؤولين والحكومة العراقية ومنظمات حقوق الإنسان الإفراج عنه ليقضي آخر أيامه مع عائلته، خصوصاً أنه - بحسب كلامها- خدم العراق ولم يخدم شخصاً. أما زياد نجل طارق عزيز فقد وصف المقابلة بانها مصيدة وتندرج في سياق الاستغفال rlm;والاستدراج والاستغلال لتحقيق هدف سياسي ولخلط الاوراق لكن الدباغ يشير الى انه قدم نفسه لعزيز rlm;على انه باحث يريد توثيق مرحلة مهمة من تارخ العراق الحديث. وكشف زياد في تصريحات نشرت بعمان حيث يقيم ملابسات لقاء الدباغ مع والده قائلا ان لقاء rlm;طارق عزيز مع الدباغ جرى في شتاء عام 2010 في مبنى القيادة القومية لحزب البعث عندما كان rlm;جميع المعتقلين لدى الجانب الامريكي موضحا ان والده كان مجبرا وليس مخيرا في استقبال الدباغ الذي rlm;قدم نفسه على انه باحث ينوي اعداد بحث وكتاب موثقا عن العراق لاسيما الحقبة التي سبقت rlm;غزوه واحتلاله في العام 2003rlm; واضاف ان الدباغ لم يقدم نفسه لوالدي كصحافي وانما استغل صفته الرسمية حينذاك في محاولة لتضليل rlm;الراي العام على انه اجرى مقابلة صحفية مثيرة مع شخصية عراقية كبيرة مشيرا الى ان والده كان rlm;سيرفض ذلك لانه ليس من السذاجة ان يتحدث مع خصم كان جزء من المنظومة الحكومية التي تعتقله rlm;وتسيء اليه. وتساءل قائلا : لماذ ا احتفظ الدباغ بنص الحوار المفترض مع عزيز كل هذه المدة وبيعه الى rlm;قناة العربية في هذا الوقت بالذات بعد ان ترك منصبه الرسمي؟. rlm; وشدد زياد على ان مزاعم الدباغ "في ترويج بضاعته التي قبض ثمنها كانت بمثابة استجواب rlm;واستنطاق لوالدي وهو خلف القضبان الذي كان مجبرا لامخيرا وتقف وراءه اهداف سياسية للاساءة rlm;لسمعة طارق عزيز وموقفه الوطني وهو الصامد في سجون الاحتلال والسلطة بالعراق رغم مرضه".
طارق عزيز في المقابلة يمتدح صدام ويهجو معاونيهوخلال المقابلة يتحدث عزيز عن حقيقة أسلحة الدمار الشامل وأن الرئيس السابق صدام حسين كان متعب نفسياً حين قرر احتلال الكويت واتهم عائلته بدفعه إلى كل الأخطاء التي ارتكبها حتى إنه وصف صهر الرئيس العراقي السابق الذي انشق عنه حسين كامل بأنه "سرطان كان يتطلع إلى الاستيلاء على محل صدام نفسه". كما تناول سر اختفاء وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1980 في المنطقة حقيقة تزويد ألمانيا وإسبانيا صدام حسين بالأسلحة الكيماوية.ويؤكد عزيز أن صدام كان "رجلا عظيما ومثقفا لكنه ابتلى بمن حوله الذي كانوا ضعفاء".. وقال إن "صدام كان زعيما وقائدا" مضيفا "وإنصافا للتاريخ لم يكن ميالا للعنف الذي حصل للعراق وهذا العنف فرض عليه". واضاف إن "صدام بنى الدولة كان ذكيا ومثقفا وحصل على ثقافته من القراءة وأقام البنى التحتية للبلاد وبنى العراق وارتقى به إلى مراتب عليا بين الدول وحقق تقدما صناعيا كبيرا خصوصا في المجال العسكري". ويؤكد عزيز أن "صدم لم يكن انفراديا في الحكم لكن القيادة كانت ضعيفة وهو كان مؤدبا مع اعضاء القيادة ولم يكن يتعامل مع الناس بالسوء".. لكنه اتدرك قائلا "الرجل ابتلى بمن حوله فهؤلاء كان ضعفاء وسلبيين ومن منهم حسين كامل الذي كان كالسرطان بالنسبة للقيادة وقد ورط صدام بالكثير من الأمور".واضاف عزيز ان "طه ياسين رمضان وعزة الدوري (نائبي صدام) كانا ضعيفين وغير مثقفين ولم يكن صدام يستمع لهما كثيرا وكان وطبان اخ صدام انسانا تافها وشخصا أميا وكان نائب مفوض في الجيش العراقي وصعدوه الى منصب وزير للداخلية". واشار الى ان "الهجوم على الكويت كان غلطة كبيرة أقدم عليها صدام بسبب النفط" مؤكدا "كنت اتمنى لو لم يكن ينحرف الوضع إلى ما آلت إليه الأمور". واوضح أنه "كان من الممكن أن يكون الوضع افضل لو أن صدام اتبع غير هذه الطريقة في الحكم لكن صدام كان يطمح للزعامة وهذا ما جعله يكون منفردا في السلطة ".
الحكم بإعدام طارق عزيزوكانت المحكمة الجنائية العليا في بغداد قد اصدرت في 26 تشرين الاول (اكتوبر) عام 2010 احكاما بالاعدام "شنقا حتى الموت" على طارق عزيز ومسؤولين سابقين آخرين هما سعدون شاكر وزير الداخلية السابق وعبد حمود سكرتير صدام بعد ادانتهم في قضية "تصفية الاحزاب الدينية".واصدرت المحكمة نفسها في 16 آذار (مارس) عام 2012 حكما آخر بالسجن مدى الحياة بحق عزيز بعد ادانته في قضية "تصفية رجال الدين". كما حكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة التورط في قتل عشرات التجار في عام 1992 وبالسجن سبع سنوات أخرى لدوره في التهجير الاجباري للاكراد من شمال العراق خلال فترة حكم صدام حسين. وكان عزيز (77 عاما) المسيحي الوحيد في فريق الرئيس العراقي السابق الواجهة الدولية للنظام وبذل جهودا كبيرة لدى عواصم اوروبية لمنع اجتياح العراق. وقام عزيز بتسليم نفسه للقوات الاميركية في 24 نيسان (ابريل 2003 بعد ايام على دخولها بغداد. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قال في وقت سابق انه لن يوقع قرارات الاعدام ومن ضمنها اعدام طارق عزيز نظرا لانه يحتل مركزا مهما في منظمة الاشتراكية الدولية التي تعارض عمليات الاعدام غير انه خول نائبه خضير الخزاعي بالتوقيع على احكام الاعدام. وقد ولد عزيز في السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل بشمال العراق. وعين عزيز وزيرا للاعلام في اواخر السبعينات وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وأصبح نائبا لرئيس الوزراء في عام 1979 . وكان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما سلم نفسه للقوات الاميركية في نيسان عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين . وظهر عزيز كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام وفي كانون الثاني (يناير) من العام الماضي نقل الى المستشفى اثر اصابته بجلطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف