أخبار

التعنّت الغربي حال دون تلقف عرض إيراني ممتاز بشأن "النووي"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اقترح الإيرانيون إجراءات غير مسبوقة لضمان أنهم لن يحوّلوا التكنولوجيا النووية السلمية إلى العمل العسكري. لكن الغرب لم يتلقف هذه المبادرة النادرة لتحقيق السلام رغم أن فريق التفاوض الأوروبي أدرك أن العرض الإيراني كان إيجابياً وقانونيًا.

من المتوقع أن يزور وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هيغل إسرائيل للمرة الأولى اليوم الأحد، وسط تحذيرات جديدة من أن قادة البلاد لم يعد لديهم ما يكفي من الوقت للتعامل مع التهديد النووي الإيراني.

الموضوع النووي الإيراني الشائك كان السبب في توتر العلاقات سابقًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، كما كان السبب في فرض عقوبات قاسية ضد طهران، ضربت مجالات اقتصادية حيوية، وأدت إلى انهيار العملة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة.

لكن من يراقب سياق الأزمة منذ بداياتها، يلاحظ أن الغرب فوّت فرصة ثمينة لحلّ الأزمة النووية الإيرانية قبل ثماني سنوات، والسبب هو التعنّت الغربي، وليس الإيراني، كما يعتقد البعض.

في أوائل الربيع من عام 2005، وصل فريق من الديبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين والألمان إلى وزارة الخارجية الفرنسية في كاي دورسيه على الضفة اليسرى لنهر السين. وكان الوفد المفاوض، الذي تضمن جون سويرز (الآن السير جون، رئيس جهاز المخابرات السرية البريطانية)، قد بحث من دون جدوى عن حل للنووي الإيراني لأكثر من عام.

أزمة مستعصية
في ذلك الوقت، بدت الأزمة مستعصية، وكان فريق المفاوضين الأوروبيين تحت ضغط هائل من الولايات المتحدة، التي كانت مصمّمة على أن إيران يجب أن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

يومها قال الإيرانيون: "لدينا اقتراح لكم. إنها فكرة غير رسمية، ولم تتم مناقشتها أو الموافقة عليها من قبل القادة في طهران، لكنها قد تكون بداية يمكننا أن نتفاوض بشأنها".

بعد هذه الكلمات الأولية، سلم الإيرانيون عرضًا على "باور بوينت"، أذهل الفريق التفاوضي الأوروبي، فقد كان أساسًا لصفقة جيدة تحمل فوائد حقيقية لكلا الجانبين، على الرغم من ضرورة أن يقدم الطرفان تنازلات متبادلة.

ضمانات
وأوضح الإيرانيون أنهم ليسوا على استعداد للتخلي عن خططهم لتطوير تكنولوجيا التخصيب بالطرد المركزي على الأراضي الإيرانية. لكن في مقابل الاستمرار في برنامج التخصيب، اقترحوا إجراءات غير مسبوقة لضمان أنهم لن يحوّلوا التكنولوجيا النووية السلمية إلى الاستخدام العسكري.

وفقاً لصحيفة الـ "تليغراف"، عرض الفريق الإيراني تعهدًا رسميًا بأن تظل طهران ملزمة بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) - التي تلزم الدول الأعضاء بإخضاع منشآتها النووية للتفتيش الخارجي - طالما أنها مستمرة في برنامجها. وقالوا إن الزعماء الدينيين في إيران ينبذون ويرفضون الأسلحة النووية.

وضع الإيرانيون على طاولة المفاوضات سلسلة من القيود الطوعية على حجم وإنتاج برنامج التخصيب، وعرضوا استقدام مفتشين من وكالة الطاقة الذرية من أجل تحسين المراقبة الدولية على كل الأنشطة النووية في إيران.

ذهول أوروبي
الفريق الأوروبي أصابه الذهول، وقال أحد الديبلوماسيين إن "ما كنا قد سمعناه للتو كان العرض الأكثر إثارة للاهتمام. أدركنا أن ما يعرض علينا هو اقتراح متماسك وفي توافق تام مع أحكام المعاهدات الدولية ذات الصلة". ويضيف هذا الديبلوماسي: "الثقة لم تكن مشكلة على الإطلاق. على مدى 18 شهراً كنا قد تعرّفنا إلى نظرائنا الإيرانيين، وصرنا على يقين من قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم".

بعد تقديم العرض، طلب الفريق الأوروبي استراحة لمناقشته في ما بينهم. وعلى الرغم من درايتهم بأهمية العرض وإيجابيته، إلا أنهم كانوا على يقين بأنه من المستحيل أن يحظى العرض الإيراني بقبول الساسة في أوروبا.

أحد الديبلوماسيين يختصر المشكلة بالآتي: "لم تكن هناك ولو فرصة ضئيلة بأن المستشارين الجمهوريين للرئيس جورج بوش وحلفاء إسرائيل من شأنهم أن يسمحوا له أن ينظر في مثل هذه الصفقة". لذلك عندما عادوا إلى طاولة المفاوضات بعد ساعة واحدة، حاولوا المراوغة، فأشادوا بالعرض الإيراني، ولكن طلبوا مهلة حتى تنظر حكوماتهم فيه.

وعندما نقل جون سويرز العرض الإيراني إلى لندن، سرعان ما أصبح طيّ النسيان. وفقًا لمصادر وزارة الخارجية، تدخل توني بلير للتأكد من ذلك. وفي وقت لاحق أوضح السير جون إلى سيد حسين موسويان المتحدث باسم فريق التفاوض النووي الإيراني، لماذا تم رفض العرض، فقال: "واشنطن لن تتسامح مع تشغيل، ولو جهاز طرد مركزي واحد في إيران"، وفقاً لمذكرات موسويان.

هكذا وئدت فرصة السلام على يد الغرب، بالرغم من أن فريق التفاوض الأوروبي أدرك أن العرض الإيراني كان إيجابياً ويتفق تماماً مع القانون الدولي.

توقف التخصيب مطلوب
في 5 آب/أغسطس 2005، عاد ديبلوماسيون أوروبيون مرة أخرى إلى إيران حاملين معهم عرضهم الخاص، إنما بشروط مذلّة، إذ يطلب من طهران "تعهداً ملزماً بعدم متابعة أنشطة دورة الوقود الأخرى، والاكتفاء ببناء وتشغيل الطاقة التي تعمل بالماء الخفيف ومفاعلات البحوث. بعبارة أخرى، كان المطلوب أن تتوقف كل عمليات التخصيب والأنشطة ذات الصلة على الأراضي الإيرانية.

هذا يعني أن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا قد كسرت الالتزام التي قطعته في بداية المفاوضات للاعتراف بحق إيران القانوني بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، رهناً على الدوام بـ "ضمانات موضوعية".

وفي كلمة ألقاها أمام الأمم المتحدة في 17 أيلول/سبتمبر 2005، قدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عرضاً أذهل الجميع، ينصّ على أن يُدار برنامج التخصيب الإيراني من قبل فريق دولي، مع موافقة إيران على الملكية المشتركة مع بلدان أخرى. مرة أخرى، تم رفض هذا العرض من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

هذا التعنّت الأوروبي جعل إيران الطرف الوحيد في معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، الممنوعة من تخصيب اليورانيوم على أراضيها. ولم يكن غريباً بالتالي أن إيران رفضت هذه المقترحات بصورة قاطعة، واستمرت في برنامجها النووي مع العواقب التي نعيشها اليوم.

أوروبا فقدت فرصة تاريخية من أجل التوصل إلى تسوية شاملة مع إيران بشأن مجموعة واسعة من القضايا، فلماذا كل هذا الغضب والضغوط لعزل البلاد وفرض عقوبات تقود الملايين من الإيرانيين إلى حافة الفقر واليأس؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الغرب لن يتخلى عن عداوته
Amir Jaber -

من المستحيل ان يتخلى الغرب عن عداء ومحاصرته لايران لان الغرب يمثل المطالب الاسرائيليه اولا ولان الغرب اذا تفاهم مع ايران فكيف سيبتز الحكومات المصابه بايران فوبيا ومعاداة الشيعة ويجعلها في كل يوم تشتري صفقات وبالمليارات في مواجهة الخطر الايراني المزعوم ان ايران هي بمثابة الذئب الذي يخوفون به البقرة الحلوب وبدون ذلك الذئب فلن تدر تلك البقرة اللبن لهذا لو ان ايران تخلت عن كل النووي لاو جدوا لها الصواريخ ولو تخلوا عن الصواريخ لقالوا الصناعات العسكريه وهكذا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا

الغرب لن يتخلى عن عداوته
Amir Jaber -

من المستحيل ان يتخلى الغرب عن عداء ومحاصرته لايران لان الغرب يمثل المطالب الاسرائيليه اولا ولان الغرب اذا تفاهم مع ايران فكيف سيبتز الحكومات المصابه بايران فوبيا ومعاداة الشيعة ويجعلها في كل يوم تشتري صفقات وبالمليارات في مواجهة الخطر الايراني المزعوم ان ايران هي بمثابة الذئب الذي يخوفون به البقرة الحلوب وبدون ذلك الذئب فلن تدر تلك البقرة اللبن لهذا لو ان ايران تخلت عن كل النووي لاو جدوا لها الصواريخ ولو تخلوا عن الصواريخ لقالوا الصناعات العسكريه وهكذا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا

عندما تتجبر الاقلية
نجم العارف -

يكون مصيرها الفناء المبرم و هذا ما سيصير اليه مصير صراع الشيعة الذين يكونون اقل من 10 بالمئة من المسلمين مع اهل السنة القادم لا محالة بعد تجبر نظام الملالي الطائفي العنصري و اذياله في العراق و لبنان و البحرين واليمن والتدخل السافر الصفوي في سوريا والعراق والذي لم تستوعبه التقية ففاض و ظهر للعيان وامام روؤس الاشهاد و بكل و قاحة و عنجهية لم ينفع معه نصح الناصحين و حلم الصابرين.

عندما تتجبر الاقلية
نجم العارف -

يكون مصيرها الفناء المبرم و هذا ما سيصير اليه مصير صراع الشيعة الذين يكونون اقل من 10 بالمئة من المسلمين مع اهل السنة القادم لا محالة بعد تجبر نظام الملالي الطائفي العنصري و اذياله في العراق و لبنان و البحرين واليمن والتدخل السافر الصفوي في سوريا والعراق والذي لم تستوعبه التقية ففاض و ظهر للعيان وامام روؤس الاشهاد و بكل و قاحة و عنجهية لم ينفع معه نصح الناصحين و حلم الصابرين.

التعنت الإيراني
شهاب -

الخلاف كان ولازال على المجموعة الواسعة من القضايا وليس التخصيب ومعروف ان ايران على وشك تصنيع القنبلة النووية او ربما قد صنعتها ولا تستطيع استعمالها بالأساس انما كانت تريد الاعتراف بها كقوة عظمى تتدخل في شؤون دول الاقليم وتهدد مصالحها ومصالح الغرب دون اي اعتراض وهذا وجه الخلاف.

الى نجم العارق 2
Amir Jaber -

نعم ستباد ال10% من سنة العراق لانها اس البلاء والخراب والفتن بين المسلمين ، ولو تخلت ايران وحزب الله عن نصرة سنة فلسطين لما كان بامكانكم الاستقواء بالغرب والصهاينة يا90% ليست بالكثرة المهله والتي ينتهك اعراضها الصهاينة في فلسطين والبوذيين في بورمان والاحباش في الصومال والامريكان في بلاد الافغان

...
شهاب -

المعلق رقم 1 و4 وصل اولياء نعمته الامريكان الذين لولاهم والاسرائليين لما دخل الشيعة على الدبابة الامريكية لبغداد...يارجل انت تعرف بان الشيعة المتطرفين الموجودون بالحكم اكثر قربا للصهاينة والامريكان ...على من تضحك... وكفى تفاخر وطائفية اضحكت بها من يعرفكم اولا .

ما السر
حكيم زمانه -

لا افهم لماذا تعادي ايران اسرائيل . اسرائيل لا تحتل اراضي ايرانيه . ان قضية فلسطين قضيه عربيه بالدرجه الاولى . عليها ان تترك مشكلة فلسطين للعرب واذا ارادت ان تساهم وتدعم العرب فليكن دعمها من بعيد كبقية الدول الاسلاميه الغير عربيه مثل الباكستان واندنوسيا وتركيا . هل هي اكبر من هذه الدول المذكوره ؟ اذا تخلت ايران عن عداءها لاسرائيل فسيحل كل مشاكلها مع امريكا والغرب . لماذا تعرض مصالح الشعب الايراني لكل هذه الاخطار . ثم الا يفهم الايرانيون بانهم حتى اذا حرروا فلسطين فان العرب سيعودون الى معاداتها في اليوم الثاني . هل هذا من غباء الملالي الذين يحكمون ايران ام ان هناك اشياء وراء الاكمام لا نعرفها .

ذرائع الحروب
علي البصري -

حينما اراد الغرب شن الحرب على العراق قالوا ان فيه اسلحة دمار شامل وقال لهم صدام وحلف باغلظ الايمان انه لايملكها لم يصدق به احد وارسلوا لجان التفتيش ووصل التحرش الى غرف صدام وملابسه الداخلية !!! وكان العراق محاصرا ويعيش العراقين اسوء ايامهم ثم هاجموا العراق حيث جرى ماجرى حيث تم تدمير البنى التحتية والوزارات الا وزارة النفط !!! ثم قالوا نحن اسفين (Very sorry) شوية خطا حصل واليوم ايران تحاسبها اسرائيل ! وهي بالطبع فوق المحاسبة تتوعد وتهدد ومعها كل العربان الذين يغضون الطرف عن 200 راس نووي صهيوني قادرة في احالتهم الى اثر يعد عين،انصح الايرانين بسحب الذرائع الامريكية لتدميرها فلا حاجة لايران للقنابل الذرية رفهوا شعوبكم خيرا لكم غيروا اساليب الحكم في ايران الغوا ولاية الفقيه وعندها ستكون ايران اقوى قوة اقليمية واقتصادية في المنطقة.