قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: كلف الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو الاربعاء انريكو ليتا من الحزب الديموقراطي (يسار) تشكيل حكومة ائتلافية تجمع اليسار ووسط اليمين من اجل اخراج البلاد من ازمة سياسية مستمرة منذ شهرين. وسيحاول انريكو ليتا (46 سنة) الذي ارتفعت شعبيته فجأة صباح الاربعاء اذ ان وسائل الاعلام رجحت ان يكون الفائز حسب "مصادر برلمانية"، وهو من ابرز واصغر رجال السياسة الايطالية وضع حد لازمة سياسية مستمرة منذ شهرين. وكانت هناك شخصيتان سياسيتان الاوفر حظا لهذه المهمة صباح الاربعاء، اولهما الاشتراكي السابق المعتدل جدا جيوليانو اماتو (74 سنة) ونائب رئيس الحزب الديمقراطي انريكو ليتا (46 سنة). ويعتبر الاول الذي تولى رئاسة الحكومة مرتين مقربا من الرئيس نابوليتانو لكن صحيفة لاريبوبليكا (يسار) افادت ان هذا الاخير قد يكون قال خلال مشاوراته امس ان اماتو لن يأتي "بجديد" و"لا بد من رئيس حكومة محنك وفعال". وكان ليتا وهو اصغر سنا من اماتو ومن رجال جهاز حزب وسط اليسار، يقود وفد حزبه خلال اللقاء مع نابوليتاني في مقر الرئاسة. وهو من عائلة جاني ليتا امين سر سيلفيو برلوسكوني، الامر الذي قد يسهل التجاوب بين اكبر حزبين سياسيين رغم ان الكافالييري لم يسلم من انتقاداته. ذلك لان الرئيس المتقدم في السن الذي اعيد انتخابه لاخراج ثالث اقتصاد بمنطقة اليورو من المأزق، رسم بوضوح الطريق التي سينتهجها المتمثلة في تشكيل حكومة تعكس مختلف القوى السياسية في البرلمان بما انه لم يفز اي حزب بالاغلبية والتالي لا يمكنه ان يحكم بمفرده. وحتى الان يعارض اليسار الذي فاز باغلبية المقاعد في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ، توافقا مع فصيل عدوه اللدود سيلفيو برلوسكوني مفضلا البحث عن اتفاق مع الفكاهي السابق بيبي غريلو الذي رفض التعامل معه مرارا. واستذكر ستيفانو فولي في صحيفة الاعمال ايل صولي 24 اوري ان "حكومة ائتلافية كبيرة حبة دواء مرة بالنسبة للحزب الديمقراطي". لكن الوقت يداهم ولا بد ان يتم كل شيء -- تعيين رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة وتنصيبها -- في ظرف بضعة ايام. واعتبر الصحافي المحلل ماسيمو فرانكو في صحيفة كورييري دي لا سيرا، اكبر صحف ايطاليا ان "نزاعا مستمرا امر لا يمكن لايطاليا ان تسمح لنفسها به، لا بد من حكومة ارساء السلام الوطني". واكدت منظمة ارباب العمل "كونفيندوستريا" ان شهرين بدون حكومة كلفت ايطالي على ما يبدو نقطة من اجمالي الناتج الداخلي. وبادر حزب شعب الحرية بقيادة برلوسكوني من الان بالقول انه سيدعم الحكومة المقبلة على غرار رجال الوسط ورئيس الحكومة المستقلية ماريو مونتي. لكن رابطة الشمال حليفة برلوسكوني تعارض كذلك بينما وعد انصار غريلو من حركة الخمسة نجوم "بمعارضة بناءة" وبانهم مستعدون للمصادقة على الاجراءات التي سيوافقون عليها. وعلى كل حال فان برنامج الحكومة المقبلة محدد ويركز اولا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الطارئ. فالبلاد غارقة في الركود وباتت البطالة تطال 11,6 بالمئة من اليد العاملة واكثر من ثلث الشبان. كما يتعلق بالمبادرة باصلاحات سياسية بالمصادقة على قانون انتخابي جديد -- اذ ان القانون الحالي مسؤول الى حد كبير في الازمة الحالية -- والحد من عدد البرلمانيين والغاء الاقاليم... واعتبر جورجيو نابوليتانو في خطاب القاه الاثنين انه "ليس مقبول اطلاقا" ان يظل البرلمان سنوات طويلة دون القيام بتلك الاصلاحات ما ادى الى مغذية العداء الذي بات الايطاليون يكنوه للاحزاب التقليدية كما يدل على ذلك فوز غريلو. من جانبهم حث اصحاب المصانع والنقابات وحتى الكنيسة الكاثوليكية، رجال السياسة على الاسراع في تشكيل الحكومة. وتعاملت الاسواق ايجابيا مع اعادة انتخاب نابوليتانو حيث اقفلت بورصة ميلانو الثلاثاء بزيادة 2,93 بالمئة بينما تدنت نسبة الفوائد الى ادنى مستوى منذ 2010. وفتحت البورصة صباح الاربعاء على ارتفاع قدره 0,71 بالمئة.