أخبار

إسرائيل تدعو واشنطن إلى السيطرة على الترسانة السورية

نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي ضد المعارضة "بشكل محدود"

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تزايدت الأدلة في الأيام الأخيرة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة، إذا أقرت الولايات المتحدة للمرة الأولى أن الأسد استخدم هذا السلاحعلى نطاق محدود ضد معارضيه. وتقول بريطانيا إن لديها أدلة على استخدام الكيميائي في سوريا.

نيويورك: قال البيت الابيض الخميس وللمرة الاولىإنه من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد قوات المعارضة "على نطاق ضيق"، ولكنه أكد أن اجهزة الاستخبارات الأميركية لا تزال غير متأكدة بنسبة 100% من ذلك.

وتحقق أجهزة الاستخبارات الأميركية في أنباء بأن القوات السورية استخدمت أسلحة كيميائية، وهو ما ما قالت واشنطن إنه يتجاوز "الخط الاحمر" ويمكن أن يؤدي إلى احتمال القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري.

اختلاف في الآراء

وقال مسؤول بارز في البيت الابيض إن "جميع الخيارات مطروحة" في حال تأكد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية. الا أن مسؤولاً في وزارة الدفاع أكد أن التدخل العسكري ليش وشيكًا، مشيرًا إلى اختلاف في الآراء بين اجهزة الاستخبارات الأميركية.

وقالت كيتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الامن القومي، "تشير اجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية على نطاق ضيق في سوريا". وقال إن التقديرات تستند إلى "عينات فعلية" وتشير إلى احتمال استخدام غاز السارين الذي يستهدف الاعصاب وكان استخدم في هجومين في اليابان في التسعينات. ويتسبب الغاز في تشنجات وتوقف التنفس والموت.

الا أنها اضافت أن سلسلة الادلة "ليست واضحة، ولذلك لا نستطيع أن نؤكد كيف حصل التعرض وفي أية ظروف". واضافت أنه "نظرًا للمخاطر التي يتضمنها ذلك، وبناء على ما تعلمناه من خبرتنا الحديثة، فإن التقديرات وحدها ليست كافية".

وكشف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن ذلك للمرة الاولىخلال زيارة إلى ابوظبي، وقال إن "القرار للتوصل إلى هذه النتيجة تم اتخاذه خلال الساعات الـ24 الماضية"، محذرًا من أن استخدام مثل هذه الأسلحة "ينتهك كل مواثيق الحرب".

واوضح مسؤول الدفاع أن عبارة "درجات متفاوتة من الثقة" تستخدمها اجهزة الاستخبارات لتشير إلى وجود خلاف بين اجهزة الاستخبارات المختلفة. الا أنه قال إن هذا التقييم يعكس درجة من التأكد بأن سوريا اطلقت على الارجح عناصر كيميائية بما يتعدى مجرد الاشتباه.

أدلة بريطانية "مقنعة"

وفي لندن قالت وزارة الخارجية البريطانية إن لديها ادلة "محدودة ولكن مقنعة" على استخدام عناصر كيميائية في النزاع في سوريا، الذي تقول الامم المتحدة إنه اودى بحياة اكثر من 70 الف شخص منذ بدايته في اذار (مارس) 2011. ومن شأن تزايد الادلة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة أن يزيد من الضغط على الرئيس الأميركي باراك اوباما للتدخل بعد أن سعى إلى تجنب أي دور عسكري للولايات المتحدة في سوريا.

وصرح مسؤول بارز في البيت الابيض أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في ما يتعلق بردنا، ويمكن أن يشتمل ذلك على مجموعة واسعة من النشاطات عبر مختلف اشكال جهودنا الخاصة بسوريا". وقدمت الادارة الأميركية تقديرات اجهزة الاستخبارات إلى الكونغرس الأميركي في رسالة من مدير مكتب الشؤون القانونية في البيت الابيض ميغيل رودريغز.

وجاء في الرسالة أنه حتى الآن فإن الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن "نظام الاسد يواصل الاحتفاظ بهذه الأسلحة واظهر استعدادًا لتصعيد استخدامها المريع العنيف ضد الشعب السوري".

وفي وقت سابق من هذا الاسبوع، قال جنرال في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إن سوريا استخدمت عناصر كيميائية اكثر من مرة خلال النزاع، بعد أن اعربت كل من بريطانيا وفرنسا عن مخاوف مماثلة إلى الامم المتحدة.

تغيير قواعد اللعبة

والشهر الماضي وخلال زيارة تاريخية إلى اسرائيل، قال اوباما إن استخدام مثل هذه الأسلحة سيكون خطأ "جسيمًا ومأساويا" من قبل الاسد وأنه سيغيّر "قواعد اللعبة". وفي رد على سؤال حول ما اذا كانت التقديرات الاستخباراتية تعني أن سوريا تجاوزت "الخط الاحمر"، قال هيغل إن هذا سؤال يتعلق بالسياسة وأن مهمته هي تقديم "الخيارات" للرئيس الأميركي.

واضاف أن استخدام العناصر الكيميائية "ينتهك كل ميثاق يتعلق بالحرب"، وان مثل هذه الأسلحة هي "أسلحة قاتلة لا يمكن التحكم بها" يعتبرها معظم القادة بأنها تقع "ضمن تصنيف مختلف". وارسل البنتاغون اكثر من 200 جندي إلى الاردن للاعداد لأي عملية مشتركة مع الحلفاء لتأمين الأسلحة الكيميائية.

وقال السناتور الأميركي البارز جون ماكين "اعتقد أنه من الواضح جدًا أن الخط الاحمر قد تم تجاوزه" مضيفًا أن المهم الآن هو ضمان عدم انتقال الأسلحة الكيميائية إلى الايدي الخاطئة. وصرح لشبكة سي ان ان "بعض هذه الأسلحة موجود في مناطق يدور حولها نزاع شديد ويمكن أن تقع في ايدي المتطرفين الجهاديين".

نداء عاجل

من جانبه، جدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "نداءه العاجل" إلى الحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للامم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سوريا، كما نقل عنه المتحدث. وقال مارتن نيسيركي في بيان إن "بعثة التحقيق جاهزة للانتشار في غضون 24 إلى 48 ساعة" حالما تحصل على الضوء الاخضر من دمشق.

واضاف أن الامين العام "يأخذ على محمل الجد التقييم" الذي اجراه البيت الابيض بهذا الشأن وارسله إلى الكونغرس، مؤكدًا في الوقت نفسه أن "الامم المتحدة لا يمكنها التعليق على عمليات تقييم تستند إلى معلومات مصدرها اجهزة استخبارات وطنية". وأكد البيان أن مسؤولين من الامم المتحدة "كانوا على اتصال مع السلطات الأميركية في ما خص آخر التطورات" في هذه القضية.

إسرائيل تدعو إلى السيطرة على الكيميائي

من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الجمعة أن على الولايات المتحدة التحرك عسكريًا من اجل "استعادة السيطرة على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية".

وقال زائيف الكين في مقابلة اجرتها معه اذاعة الجيش الاسرائيلي "من الواضح أنه إن كانت هناك ارادة من جانب الولايات المتحدة والاسرة الدولية، ففي وسعهم السيطرة على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية .. ما سيضع حداً لجميع المخاوف".

وقال الكين المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو: "حين تفهم الاسرة الدولية أنه تم تخطي خطوط حمراء فعليًا واستخدام اسلحة كيميائية، سوف تدرك أن لا خيار امامها سوى التحرك بهذه الطريقة (من خلال عمل عسكري) بدل أن تبقي على الغموض".

وقال الكين في إشارة إلى هذه "الخطوط الحمراء" إن "الايرانيين يراقبون والعالم بأسره يراقب ايضًا وينتظر ليرى ما سيجري. ويتبادر سؤال: حين يتم رسم خط أحمر، هل نلتزم به؟"

باريس: على النظام السوري تلبية مطالب المجتمع الدولي حول الاسلحة الكيميائية

اكدت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان على النظام السوري ان يلبي مطالب المجتمع الدولي لجهة انتشار بعثة للامم المتحدة تحقق في استخدام محتمل للاسلحة الكيميائية، من دون اي مجال "للتهرب".

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في مؤتمر صحافي "على النظام السوري ان يلبي مطالب المجتمع الدولي التي عبر عنها في شكل واضح. ينبغي الا ندع له اي مجال للتهرب لان هذا الموضوع بالغ الخطورة".

وجدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس دعوته "الملحة" لنظام بشار الاسد للسماح لفريق الامم المتحدة المؤلف من خبراء في حظر الاسلحة الكيميائية بالتحقيق في سوريا حول الاتهامات باستخدام هذه الاسلحة في النزاع.

واضاف لاليو "تم توجيه هذا الطلب من جانب مجلس الامن برمته، ما يضع النظام السوري في وضع حساس جدا".

وتابع المتحدث "لن يشكك احد في استقلال هذا التحقيق ولا في كفاءة الفريق الذي تمت تسميته ولا في الطابع الملح لانتشاره. انه امر مفاجىء ومؤسف ان نرى النظام السوري اليوم يرفض اجراء تحقيق كان طلبه بنفسه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف