أخبار

صحيفة شارع لفقراء ألمانيا: يكتب فيها المشاهير ويبيعها المشردون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في ألمانيا الغنية فقراء ومشردون. وفيها من يفكر بهؤلاء، فيبادر إلى إنشاء صحيفة تتناول مشكلاتهم، يكتب فيها المشاهير، ويبيعها في الطرقات باعة ضربهم الفقر من دون أن ينال من عزيمتهم.

ميونيخ: دخلت فكرة بيع صحيفة تحمل مشاكل وهموم الفقراء في المانيا حيز التنفيذ في العام 1993، وأصبحت الصحيفة، التي تحمل الحروف الأربعة الأولى من عبارة "مواطنون يعانون من الفقر"، هي الصورة المثالية للصحافة المدافعة عن حقوق المهمشين والفقراء. وفي غضون سنوات قليلة، تطورت الصحيفة من إطار الاهتمام المتزايد بالفقراء والمهمشين في المجتمع الألماني، إلى حثهم على الاندماج مع الآخرين في المجتمع، من خلال أفكار إيجابية لا تسبب لهم حرجًا. وكانت فكرة بيع صحيفة تحمل أسمهم في الشارع الفكرة المثالية التي ظهرت في نيويورك للمرة الاولى، ومنها انتقلت إلى معظم مدن أوروبا والعالم . وفي المانيا، تطورت الفكرة الخيرية لتأخذ أبعادًا إنسانية أخرى تتمثل في جمع المزيد من التبرعات لإقامة العديد من المشاريع لمساعدة الفقراء والمحتاجين. باعة فقراء تتكون إدارة الصحيفة من 41 صحفيًا وإداريًا، يدعمهم من الخارج 15 صحفياً حراً. تطبع الصحيفة شهريًا ثمانية وثلاثين ألف نسخة، تخصص فيها مساحة واسعة لموضوعات وأخبار الفئة المهمشة من أفراد المجتمع. يقوم ببيع الصحيفة 100 شخص من الذين تنطبق عليهم شروط إدارة المجلة، وهي أن يكون الشخص محتاجًا، لا يملك مسكنًا أو مأوى، أو أن يكون لاجئًا في المانيا، أو عاطلاً عن العمل. وفي هذا السياق تقول السيدة ديننجر، رئيسة مؤسسة "بس" التي تتولى إصدار الجريدة: "لدينا مئة بائع يعملون لدينا في الوقت الحالي، منهم ثلاثة وثلاثون يعملون بعقود دائمة ويحصلون على مرتب ثابت، أما الآخرون فيعملون بشكل متقطع، ويقومون ببيع الجريدة بثمن لا يتعدى يورو واحداً وثمانين سنتًا، ومن حقهم الاحتفاظ باليورو، ورد ثمانين سنتاً لإدارة الجريدة، ويحصلون أيضًا على بعض التبرعات من أناس يتعاطفون معهم، ويقدرون سعيهم في محاولة كسب عيشهم، بدلًا من التسول. تواصل مع الناس الأساس هنا هو مساعدة المحتاجين بشكل لائق اجتماعيًا، وإخراجهم من العزلة التي يشعرون بها. وبخلق هذه الوسيلة الثقافية فإن إدارة المجلة والمؤسسة الخيرية تضمن لهم قناة اتصال وتواصل مع الناس. كثيرًا ما نشاهد هؤلاء الباعة في محطات القطارات الرئيسية ومحطات الأنفاق في المانيا، يقف أحدهم وقد تدلت سلسلة من عنقه تحمل التصريح الذي يخول له البيع. ملابسه رثة، وشعره طويل، وفي اغلب الأحوال يقف كلب بجواره يتبادل معه العطف والود في ظل قسوة المجتمعات التي لا تعترف إلا بالأقوياء. لكن إحساسه بأنه يؤدي عملًا أكسبه الثقة والهمة، فيحاول جاهدًا بيع ما يحمله من نسخ الصحيفة وسط تعاطف الكثيرين معه. وجعلت هذه الفكرة الكثيرين منهم يقلعون عن تعاطي الكحول، خصوصًا أن أحد شروط البيع هو الامتناع عن الكحول أثناء العمل. وهنا برز سؤال هام... لماذا التشرد والمانيا دولة غنية؟ تقول ديننجر: "غالبًا ما يحدث ذلك للذين قضوا أحكامًا في السجن، وعند خروجهم لا يجدون من ينتظرهم، فالزوجة أو الصديقة ذهبت، والأسرة تفككت، والشارع صار المأوى الوحيد". توسع خيري تحقق صحيفة "بس" أرباحًا تصل إلى 500 ألف يورو في السنة، علاوة على مساعدات تصل إلى نفس القيمة من الأفراد والشركات والمؤسسات الخيرية. وبين الحين والآخر، يكتب في الصحيفة مشاهير المجتمع كلاعبي كرة القدم والسينمائيين وغيرهم. وكان كوفي عنان، الأمين الأسبق للأمم المتحدة، قد اختص الصحيفة هذه بمقال تشجيعي. وظهرت فكرة صحافة الشارع للمرة الاولىفي نيويورك في العام1989 ، واطلق عليها اسمأخبار الشارع Streetnews، وبعدها بعامين انتقلت إلى لندن تحت اسم الإصدار الكبير The big issue ، ومن ثم إلى دول عديدة في أوروبا. كان الظهور الأول لها في المانيا بمدينة كولونيا، ومنها انتقلت إلى ميونيح فهامبورج، ثم إلى بقية المدن الألمانية، حتى وصلت الآن إلى ثلاثين جريدة مختلفة، تجمعها رابطة صحف الشارع الاجتماعية. قررت إدارة جريدة "بس" أن توسع مشروعاتها الخيرية بشراء ارض سجن النساء القديم في ميونيخ بأربعة عشر مليون يورو، حصلت عليها من التبرعات والمساهمات الخيرية، لإنشاء فندق أربعة نجوم يخصص عائده للإنفاق على المحتاجين والفقراء، على أن يلحق بالفندق دار للمسنين الفقراء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فلسفة البؤس
وبؤس الفلسفة -

شارع للفقراء في المانيا، كم عدد شوارع الفقراء في بلادنا المسكينة ! أظن اننا سنتفوق على المانيا في هذه النقطة !

الله يدافع عن الذين امنوا
معارض للجوء إلى إسرائيل -

باعة المجلة في الشارع إذا واحد فيهم حالفه الحظ وقبلت تتزوج به سيدة ثرية كما في قصة من الذي لا يحب فاطمة ويشغله ابوها، بتتغير احواله. الله كريم.