أخبار

بعد عام على انتخاب هولاند... العلاقة مع ميركل تبدو متشنجة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

برلين: بعد سنة على انتخاب فرنسوا هولاند، تبدو العلاقة متشنجة بين انغيلا ميركل القوية وانما المعزولة في سياستها المالية المتشددة، وبين رئيس اصابه الضعف لكنه قد يقود حركة احتجاج الاوروبيين المناهضين للتقشف.

وعلقت كلير ديميمي من المؤسسة الالمانية للسياسة الخارجية على ذلك بالقول "اثناء الاحتفالات بالذكرى الخمسين لمعاهدة الصداقة الفرنسية الالمانية في كانون الثاني/يناير في برلين، كان لدينا الانطباع وكأن نوعا من التفاهم حصل بين فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل .. كانا يضحكان معا".

وكان يبدو ان الشخصيتين ستتفاهمان حيث اشتهرا بانهما يحللان بشكل منهجي كل المعطيات ويتخذان العديد من الاراء قبل اتخاذ اي قرار يحرصان عليه. وهما بعيدان كل البعد عن سياسة الاستعراض التي كان يوصف بها نيكولا ساركوزي.

واضافت المحللة "لكنني اشعر بان ذلك قد تغير، بان حدته تراجعت". واضافت ان "الهوة تتسع في مجال الاداء الاقتصادي وباتت التحليلات بالتالي اكثر اختلافا". وكان البلدان اعلنا حينها عن وثيقة مشتركة حول الاندماج الاوروبي ما زلنا ننتظرها.

واعتبر رئيس كتلة النواب الخضر الاوروبيين دانيال كوهين بنديت ان "ميركل ما زالت نشطة جدا في اوروبا، انها تتدخل كثيرا، وراء الكواليس ... بينما هولاند يتوخى الحذر الشديد. ان ميركل تخلق موازين القوى وهولاند يعمل على تقييمها".

وتدارك قائلا "من المؤكد ان المحرك الفرنسي الالماني يواجه اعطالا في بعض الاحيان، لكنه كان دائما على هذا النحو"، مؤكدا ان المستشارة ونيكولا ساركوزي امضيا فترة طويلة قبل ان يجدا مصلحتهما المشتركة.

والعطل الاخير في المحرك اخذ الجمعة شكل مشروع نص شديدة اللهجة من الحزب الاشتراكي يصف ميركل بانها "مستشارة التقشف" ويتهمها ب"التعنت الاناني".

وفي حين نأت الحكومة الفرنسية بنفسها عن ذلك المشروع، شددت مصادر في برلين على انه صادر عن الحزب الاشتراكي بينما رد المحافظون في معسكر ميركل بشكل لاذع مشيرين الى "اليأس الذي يتخبط فيه الاشتراكيون الفرنسيون لانهم، بعد سنة على توليهم الحكم، لم يجدوا حلا مقنعا للمشاكل المالية والاقتصادية في بلادهم".

غير ان العديد من المحللين يعتبرون ان فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل يتدبران امورهما خصوصا بسبب وضعهما السياسي الداخلي. فبعد ان وعد خلال حملته الانتخابية بانعاش الاقتصاد وقطاع العمل عبر تحفيز النمو الذي ما زال غائبا، يطبق هولاند سياسة تقشف ودعم الشركات وهو ما يثير احتجاج قسم كبير من اليسار.

وهذا من شانه ان يرضي برلين التي ترحب ايضا بهذه السياسة لا تقر باسمها. واعتبر دبلوماسي اوروبي ان "ميركل خائفة من امر واحد فقط وهو ان يقول هولاند علنا +نترك العجز يتنامى+ وان يقود تحالفا مع بلدان الجنوب ما سينتهي بعزلها تماما في اوروبا".

وبعد البرتغال واسبانيا، جاء من ايطاليا اخر النداءات التي تهدد برلين بالعزلة اذ ان رئيس الحكومة الجديد انريكو ليتا الذي خص ميركل باول زياراته الى الخارج مساء الثلاثاء، انتقد منذ توليه مهامه سياسات التقشف.

لكن ميركل ورغم انها اشتهرت بانها اقوى امرأة في العالم، تخوض حملة انتخابية من اجل ولاية ثالثة ولا تريد حركة احتجاج اوروبية ضدها. وقالت كلير ديميمي ان "رسالة ميركل الى الالمان هي ان النموذج يعمل فلماذا نغيره".

واكد دانيال كوهين بنديت ان "ميزة المانيا هي ان لديها مكانة: المسؤولية المالية. نتقاسمها ام لا"، بينما في ما يخص "هولاند، لا نعلم. ويشعر الاثنان بخوف شديد من هذا النقاش قبل الانتخابات الالمانية" في 22 ايلول/سبتمبر التي تتضمن مخاطر بالنسبة لائتلاف المحافظين والليبراليين الذي تقوده المستشارة ميركل.

واوضحت كلير ديميمي ان "لعب ورقة الحزب الاشتراكي الديموقراطي (الالماني) كما يفعل هولاند على ما يبدو، امر محفوف بالمخاطر" اذ ان ذلك الحزب قد يعود الى الحكم مع محافظي ميركل او مع الخضر.

وقد اتى المرشح هولاند الى برلين نهاية 2011 يدعو الى هزم المستشارة فانتقلت هي لاحقا الى فرنسا تدعم المرشح ساركوزي في الانتخابات الرئاسية السنة الماضية. ويفترض ان يلتقي الاثنان في ليبزيغ في 23 ايار/مايو بمناسبة الذكرى ال150 لتاسيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف