أخبار

الأسرى الأردنيون في السجون الإسرائيلية يخوضون معركة الامعاء الخاوية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يخوض 25 أسيرًا أردنيًا في السجون الاسرائيلية معركة الأمعاء الخاوية مضربين عن الطعام منذ أمس، واللافت أنهم وجهوا إضرابهم ضد الحكومة الأردنية وليس ضد السلطات الاسرائيلية، لأن حكومة بلادهم تخلت عنهم وسحبت الجنسية الأردنية من بعضهم.

عمّان: بدأ الاسرى الاردنيون في السجون الاسرائيلية أمس اضرابًا عن الطعام، وخوض معركة الامعاء الخاوية للمطالبة بحقوقهم ولإيصال صوتهم لحكومة بلادهم، لتضغط على الجانب الاسرائيلي للسماح لأهاليهم وذويهم بزيارتهم.

ويعد الاردني عبد الله البرغوثي صاحب أعلى محكومية في تاريخ إسرائيل، حيث يقضي منذ العام 2003 حكمًا بالسجن 67 مؤبدًا، ويتهم بأنه القائد العسكري السابق لحركة حماس في الضفة الغربية، إضافة الى ستة أسرى يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد.

وذكرت مصادر خاصة لـ"إيلاف" أن إدارة السجون الاسرائيلية عزلت الأسرى الأردنيين الذين بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، بعد أن اجتمعت بهم أمس وهددتهم بالعزل الإنفرادي حال دخولهم بالإضراب.

رسالة إلى الأردن

ووجه الاسرى الاردنيون في السجون الاسرائيلية رسالة إلى العالم، وصلت الى"إيلاف" نسخة منها، طالبوا فيها أبناء الشعب الاردني بالتفاعل مع قضيتهم، في ما يعانونه من اجراءات تعسفية تمارسها إسرائيل بحقهم، والمتمثلة بمنع اهاليهم من زيارتهم منذ أكثر من أربعة أعوام، من اجل الضغط على حكومة بلادهم، متهمين السفير الاردني في تل ابيب باغفال متابعة اوضاعهم، ما دفعهم إلى خوض معركة الأمعاء الخاوية، بالاضراب المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم وتحرك الحكومة الاردنية بشكل عاجل لتأمين زيارات شهرية ودورية ومستمرة لأهاليهم، وارسال وفد طبي للاطمئنان على صحة جميع الاسرى الاردنيين، وتعهد الحكومة الاردنية بعدم المساس بحقوق الاسرى الاردنيين، وارجاع الارقام الوطنية التي سحبت من بعضهم.

تضارب بالارقام

أكد الأسرى في رسالتهم على أن قرارهم موجه ضد حكومتهم لا ضد السلطات الإسرائيلية، محملينها المسؤولية الكاملة عن موت أو اصابة أو تدهور صحة أي منهم خلال معركة الأمعاء الخاوية.

وقال الاسير المحرر انس ابو خضير لـ"إيلاف": "إن أعداد الأسرى الأردنيين تتضارب بين لجان الدفاع عنهم وعائلاتهم، التي تقول إن عددهم 27 أسيرًا و29 مفقودًا، في حين لا تعترف الحكومة الأردنية سوى بوجود عشرين أسيرًا فقط في السجون الاسرائيلية".

اضاف: "خلال الأسبوعين الماضيين، نفذت عائلات الأسرى وفريق دعم الأسرى (فداء) ولجان الدفاع عنهم في تجمع عشائر بني حسن للإصلاح خمسة اعتصامات أمام مبنى الديوان الملكي، مشتكين من عدم خروج أي مسؤول من الديوان لاستقبالهم أو الاستماع إلى قضيتهم"، مؤكدًا لـ"إيلاف" أن عائلات الأسرى ستتحرك بشكل يومي في الأردن حتى ينالوا حقوقهم، خصوصًا أن السلطات الأردنية قامت بسحب الجنسية من ثلاثة أسرى، وهم سامر البرق ورأفت عسعوس ورياض صالح.

وأوضح أن السجون الاسرائيلية تشهد غيابًا للطواقم الطبية، لأن الإهمال الطبي هو أحد الأسلحة التي تستخدمها السلطات الاسرائيلية لقتل الأسرى بتركهم فريسة سهلة للأمراض الفتاكة، "ورأينا خلال الشهرين الماضيين كيف توفي أسيران فلسطينيان نتيجة الاهمال الطبي وهما عرفات جرادات وميسره ابو حمديه".

أكبرهم سنًا

اعتقلت السلطات الإسرائيلية في منتصف نيسان (أبريل) الماضي الاردني عطا عياش (61 عامًا)، عضو حزب جبهة العمل الاسلامي، أثناء عودته للأردن من الضفة الغربية، وهو عم يحيى عياش، القائد العسكري السابق لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي قتلته إسرائيل، ووجهت إليه محكمة بتاح تكفا الإسرائيلية تهمتي الانتماء لحركة حماس ونقل أموال لعائلة يحيى عياش.

قالت عائلة عياش لـ"إيلاف" إن والدهم أقر بمنحه أموالًا لعائلة يحيى عياش لأنه قريبهم، لكنهم نفوا علاقة والدهم بحركة حماس، إذ يعمل مديًرا للعلاقات العامة في جمعية المركز الإسلامي بمدينة المفرق شمال الاردن، وعمل 28 عامًا في وزارة التربية والتعليم.

وطالب حزب جبهة العمل الإسلامي وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بالتدخل لدى السلطات الاسرائيلية للإفراج عن عطا عياش. وقال أمين عام الحزب حمزة منصور لـ"إيلاف" إنه بعث رسالة إلى وزير الخارجية ناصر جودة لاعلامه بالمسألة، وخطابًا لبعثة الصليب الأحمر في عمان، وآخر للمركز الوطني لحقوق الإنسان، من اجل العمل على الافراج عن عياش.

أضاف منصور: "الحزب يدعم كل الفعاليات والانشطة التي يقوم بها اهالي الاسرى والمفقودين، وذلك من اجل لفت انظار الشارع الاردني إلى قضيتهم وللوقوف إلى جانبهم في نيل حريتهم وحقوقهم".

321 طفلًا

على صعيد متصل، قال ابوخضير: "لا بد من الاشارة إلى أن 321 طفلًا أسيرًا في سجون الاحتلال، أصغرهم الاردني محمد مهدي صالح سليمان (16 عامًا)، الذي اعتقل في منتصف آذار (مارس) الماضي، ولا يزال في سجن مجدو، واتهمته محكمة سالم العسكرية بالشروع بالقتل مع أطفال آخرين من نفس القرية"، مضيفًا أن الأطفال الأسرى يعيشون حالة رعب دائمة، بسبب الاجراءات الاسرائيلية المعتمدة لإجبار الأطفال على الاعتراف بالمشاركة بفعاليات القاء الحجارة واشعال الاطارات في الطرق والشوارع في الضفة الغربية.

وتقول شرين نافع، من حركة شباب فداء الاعلامية، لـ"إيلاف" إن السلطات الاسرائيلية تعمد إلى زجٍّ الأطفال الأسرى مع عصابات المخدرات والقتلة والمدمنين، ما يشكل تهديدًا لحياتهم، وتحرمهم من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية. واكدت نافع وجود نحو 30 طفلًا مريضًا بين الأسرى، وهم محرومون من الرعاية الصحية اللازمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف