أخبار

السيستاني أغلق الحوزة حزناً وسط دعوات لحماية دولية للمراقد

نبش قبر صحابي في سوريا حفز شيعة العراق لوصف مسلحيها بالإرهابيين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أمر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، بتعطيل الدروس الحوزوية في النجف اليوم السبت، حزناً على الاعتداء على قبر الصحابي حجر بن عدي في سوريا وتهديم ضريحه ونقل رفاته إلى مكان مجهول.

لندن:فيما أمر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيستاني تعطيل الدراسة الحوزوية في النجف اليوم السبت، حزناً وادانة للاعتداء على قبر الصحابي حجر بن عدي في سوريا وتهديم ضريحه ونقل رفاته إلى مكان مجهول، شكل الحادث فرصة لساسة ومراجع الشيعة في العراق لإصباغ صفة الإرهاب على المسلحين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري الأسد والذين نسب اليهم تنفيذ هذا الاعتداء داعين الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي إلى حماية الاضرحة المقدسة .

مراجع الشيعة تصف المعتدين على الضريح بالعصابة الإرهابية
عطل المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الدراسة الحوزوية في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم السبت، احتجاجاً وحزنا على نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في ريف دمشق في سوريا.

وجاء هذا الموقف إثر تقارير نشرت الخميس الماضي عن قيام مجموعة من المسلحين الذين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي أحد أبرز قادة المسلمين في زمن النبي محمد، والموالين للامام علي بن ابي طالب ونقل رفاته إلى مكان مجهول. ونشرت على صفحة "تنسيقية عدرا البلد و ما حولها - الثورة السورية في ريف دمشق" على فايسبوك صورتان للقبر بعد نبشه وكتب تحت إحداها "هذا مقام حجر بن عدي الكندي: أحد مزارات الشيعة في عدرا البلد، قام أبطال الجيش الحر بنبش القبر ودفنه بمكان غير معروف بعد أن أصبح القبر مركزا للشرك بالله".

وترافق هذا الإجراء مع مواقف سياسية ودينية شيعية عراقية، أجمعت على وصف منفذي الاعتداء بالإرهابيين معتبرين أن المسلحين الذين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قد كشفوا عن وجههم الإرهابي وحقيقتهم في معاداة أهل بيت النبي محمد حيث جاء الحادث ليضفي بعداً جديداً على الصراع المسلح في سوريا الذي أخذ بعدا طائفيا حيث يقاتل النظام العلوي المقرب من الشيعة والمدعوم من ايران ضد فصائل مسلحة بينها مجموعات سنية متطرفة تسعى الى إسقاطه.

فقد وصف المرجع الشيعي آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) المجموعة التي قامت بنبش قبرالصحابي حجر بأنها عصابة إرهابية تنتهك الحرمات . وقال الشيرازي في بيان على موقعه الالكتروني إن من الأصول التي انعقد عليها إجماع عقلاء العالم احترام المقدسات وعدم التعرض لها بسوء. وعبر عن الاسف لانتهاك الحرمات والمقدسات في سوريا "من دون رعاية لأي قواعد شرعية أو عقلية أو دولية أو إنسانية". واشار إلى ان نبش مرقد هذا الصحابي في ريف دمشق "يشكل تحدياً واضحاً لمشاعر المسلمين واعتداء على حرمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وعلى أمير المؤمنين (علي بن ابي طالب) عليه السلام بالتجاوز على واحد من أبرز أصحابهما المستقيمين".
وعبر المرجع الشيرازي عن ألمه وحزنه "لهذه العملية الدنيئة".. وطالب الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي بإصدار مرسوم "يؤصل ويؤكد احترام المقدسات وأضرحة أولياء الله وكل المسلمين في أنحاء العالم تحمل مسؤوليتهم والدفاع عن حرمة نبيهم وأصحابه المستقيمين واستنكار هذه الجريمة وبناء وترميم ما خرّب وهدّم من قبر الصحابي الجليل".

أما جماعة علماء العراق فقد اعتبرت استهداف مرقد الصحابي حجر بن عدي استخفافا برموز التاريخ الاسلامي، مؤكدة أن منفذي عملية نبش القبر "خارجون عن الدين". وحملت المجتمع الدولي مسؤولية حماية الاضرحة والقبور والرموز المقدسة لجميع الاديان والطوائف في سوريا والعالم.
وقالت الجماعة في بيان لها إنه "في تتابع لمسلسل استهداف التاريخ الاسلامي فكرا وشخوصا ورموزا وتأريخا فقد استهدف الخارجون عن الدين والملة مرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي رضي الله عنه بالتدمير والتهديم والنبش في مظهر قبيح من مظاهر الاستخفاف برموز التاريخ الاسلامي وشخصياته".
واشارت إلى أن "استمرار الاستهداف المتعمد للمراقد والأضرحة وبيوت العبادة للمسلمين والمسيحيين وغيرها من الاديان يعكس النهج الوحشي الضال لدعاة الجريمة والشرّ ويفضح حقيقة الهجمة الشرسة ضد الاسلام ومعانيه ورموزه".

واضافت قائلة إن "جماعة علماء العراق إذ تدين وتستنكر هذا العمل المشين فإنها تدعو المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة إلى العمل الحثيث لضمان توفير الحماية الكاملة لكل الرموز الدينية والمعالم الاثرية والمناطق المقدسة لكل الاديان والطوائف في سوريا وكل بلدان الصراع في الشرق الأوسط والعالم كافة". ودعت المسلمين في كل مكان في العالم إلى الالتفات إلى شراسة الهجمة التي تستهدف الاسلام والمسلمين في كل مكان حضارة وتاريخا وحاضرا ومستقبلا وإلى توحيد الصف وطرد كل أرباب الفتنة ودعاة الفرقة وأدوات الموت والترويع".

من جانبه، قال رئيس لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في البرلمان العراقي علي العلاق، إن هذا العمل المتجاسر والمستهين لكل المقدسات والمتجاوز على قداسة الصحابة الأبرار ومنهم الشهيد حجر بن عدي هو اعتداء على الاسلام والمقدسات وعلى كل القيم الانسانية والاسلامية وصدر من اناس لا دين ولا قيم لهم وهم يعادون اهل البيت (عليهم السلام) واصحاب رسول الله الخلص المؤمنين وهذا العمل الشنيع كشف عن مدى حقد وبغض هولاء لآل البيت وانصارهم عبر التاريخ".

وعن مدى تشابه الحادثة مع تفجير مرقد الامامين العسكريين (عليهما السلام) في سامراء عام 2006 واثار اقتتالا طائفيا في العراق راح ضحيته المئات من العراقيين أكد العلاق "انه وبلا شك هو مخطط واحد وان المنفذين ينطلقون من عقدة تاريخية وهم مجرمون قتلة، لذلك لا عجب ان تصدر من هؤلاء هذه الاعمال الفظيعة والشنيعة وقد تصدر منهم اعمال مماثلة واليوم كل المراقد المقدسة في سوريا هي معرضة لخطر الاعتداء والانتهاك".

ودعا العلاق "الامم المتحدة ومنظمات اليونسكو واليونسيف ومجلس الامن الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الصدد وكذلك الدول التي تدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح لاسيما تركيا وبعض دول الخليج الفارسي، ولابد ان يدركوا خطورة هذه الأعمال وأضرارها على وحدة المسلمين وتمزق الامة الاسلامية".

سياسيون وقادة عراقيون: نبش القبر عمل إجرامي
وقد اعتبر نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ان "الإرهابيين" في سوريا "كشروا عن أنيابهم" حين قاموا بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي الكندي في ريف دمشق ونقل رفاته إلى مكان مجهول.
وقال الخزاعي في تصريح صحافي "لقد كشر الإرهابيون في سوريا عن أنياب حقدهم على صحابة رسول الله باستهدافهم مرقد الصحابي حجر بن عدي".

كما أدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ما وصفه "العمل الإجرامي الذي استهدف ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي" وعدّه استهدافا لوحدة المسلمين . وطالب الشيخ سامي المسعودي وكيل رئيس الوقف الشيعي في العراق "الامم المتحدة بالتدخل لحماية المراقد المقدسة في سوريا" مضيفا "نحتج على نبش قبر الصحابي حجر بن عدي ونقله إلى مكان مجهول".
اما رئيس التحالف الوطني العراقي الشيعي إبراهيم الجعفري فقد أدان استهداف مرقد الصحابي حجر بن عدي في سوريا داعياً إلى ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة. وقال الجعفري في بيان "نستنكر العمل الجبان الذي قامت به المجموعات الإرهابية على ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي". وشدد على "ضرورة الحفاظ على الوحدة الإسلامية وتفويت الفرصة على محاولات زرع الفتن وتفتيت وحدة الصف" مؤكدا أن "الصحابي الشهيد حجر بن عدي يمثل حالة إنسانية في مواجهة الظلم والظالمين وتعبير عن المُعاناة الإنسانية".

أما رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري فقد طالب الامم المتحدة بالعمل على حماية المراقد الاسلامية ودور العبادة لكافة الاديان مستنكرا في الوقت ذاته استهداف مرقد الصحابي حجر بن عدي في سوريا."

يذكر ان ميليشيات شيعية عراقية أقرت علنا في الآونة الأخيرة بأنها تقاتل في سوريا، في خطوة جديدة ضمن ما تعتبره معركة جديرة بأن تخوضها ضد المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ولاسيما المقاتلون السنة. وقال شيعة عراقيون إن متطوعين يعبرون إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد أو لحماية ضريح السيدة زينب على مشارف دمشق. لكن زعماء الميليشيات الذين توقف نشاطهم تقريبا منذ غادرت القوات الاميركية العراق قبل نحو عام كانوا يحجمون عن الاعتراف علنا بالقتال في سوريا ربما لأن رجال دين شيعة بارزين كانوا يعارضون انضمام العراقيين إلى المعركة.

وكشف مواطنون شيعة في بغداد الجديدة أن حملات التطوع للقتال في سورية ازدادت في الاسابيع القليلة الماضية بسبب تصاعد المعارك الفاصلة في دمشق مؤكدين أن اشخاصاً من الجماعات السياسية غير المشاركة في الحكومة العراقية تشرف على هذه الحملات. وبحسب المواطنين، تتضمن استمارة التطوع عبارة: "إنني أهب روحي من أجل الدفاع عن مقامي السيدتين زينب ورقية في العاصمة السورية". ويرتاد آلاف الشيعة من العراق وإيران ولبنان ودول أخرى مقامي السيدتين زينب ورقية غير أن هذه الزيارات تراجعت منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو عامين ووصول المعارك منطقة السيدة زينب في ريف دمشق كما ان بعض الزوار الشيعة اعتقلوا أو قتلوا في المنطقة.

غير أن مقاتلين شيعة يقولون حاليا وفقا لتقرير بثته وكالة "رويترز" قبل ايام إن ميليشيا عصائب الحق وكتائب حزب الله الشيعيتين الرئيستين في العراق ومقاتلين سابقين من ميليشيا جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر بدأوا يعترفون بدورهم في سوريا وبأن مقاتلين تابعين لهم قتلوا هناك.
وكان من بين دوافع هذا التغير تزايد النزعة الطائفية للصراع السوري مع استهداف معارضين ومقاتلين سنة لمواقع شيعية. ونشرت مواقع إلكترونية مرتبطة بعصائب الحق وجيش المهدي وكتيبة أبو الفضل العباس -وهي ميليشيا تضم مقاتلين شيعة من العراق وسوريا ولبنان وتنشط في سوريا- صورا لمسلحين عراقيين قتلى يرتدون ملابس عسكرية ويحملون بنادق قناصة.

يأتي ذلك في وقت تقول الحكومة العراقية إنها تتبنى سياسة عدم التدخل في سوريا وترفض دعم مطالب الغرب والجامعة العربية بتنحية الأسد. والصراع السوري يشحذ أيضا همة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في العراق الذين صعدوا هجماتهم على أهداف دينية شيعية.
يذكر ان حُجْر بن عدي الملقب بالأدبر، وكنيته أبو عبد الرحمن، ويُعرف بحجر الخير قد شارك في معركة القادسية وهو من أصحاب الامام علي بن أبي طالب عليه السلام وشارك إلى جانبه في معركة الجمل ضد الخوارج . وقد قتله معاوية بن أبي سفيان سنة 51 هـ في مع ستة من أصحابه بينهم ابنه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف