دور الإبراهيمي في سوريا تحوّل "مهمّة مستحيلة" مع انسداد أفق الحل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يواجه الأخضر الإبراهيمي مهمة مستحيلة في سوريا فبعد تعيينه بفترة قصيرة، أثار حفيظة المعارضة، التي طالبته بالاعتذار من الشعب، لتصريحه أنه لا يعرف ما إذا كان الوقت قد حان للمطالبة بتنحّي الأسد. كما إن علاقته بالنظام السوري لم تكن أفضل حالًا.
بيروت: كرر الدبلوماسي الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي خلال مسيرته الطويلة مقولة إنه "لا يوجد وضع من دون أمل"، لكن مع النزاع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا، التي عُيّن موفدًا دوليًا لها، واجه وزير الخارجية السابق "مهمّة مستحيلة".
ويتردد على نطاق واسع أن الإبراهيمي، البالغ من العمر 79 عامًا، والذي يشغل منذ 17 آب/أغسطس منصب الموفد الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، بات قاب قوسين أو أدنى من تقديم استقالته.
وقال أحد مساعدي الإبراهيمي الخميس إن الأخير "لم يستقل، ولكنه قال إنه يفكر في الاستقالة كل يوم"، وذلك بسبب انسداد أفق الحل السياسي في سوريا، الغارقة في نزاع دام منذ أكثر من عامين. وأكد المساعد، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن الإبراهيمي لن يتخذ قرارًا نهائيًا في هذا الشأن قبل منتصف أيار/مايو.
وناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الثاني من الشهر الجاري موضوع الاستقالة المحتملة للإبراهيمي مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. ورجّحت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن يتولى بان بنفسه، في حال استقالة الموفد الدولي، ملف تعيين خلف له.
قرار صعب
وقال دبلوماسي بارز في الأمم المتحدة إن "النزاع في سوريا سيء جدًا، والانقسامات الدولية عميقة للغاية إلى حد أن الأمين العام يواجه الآن قرارًا صعبًا للغاية بشأن تعيين بديل من الإبراهيمي".
وينقسم الخبراء حول حظوظ نجاح مهمة أي موفد دولي إلى سوريا. ويقول نيكولاوس فان دام، الدبلوماسي الهولندي السابق الخبير في الشرق الأوسط، إن الإبراهيمي "حظي بفائدة مزدوجة، لأنه شخصية عربية، ويتمتع بخبرة سياسية هائلة".
واستقال سلف الإبراهيمي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، من مهامه في الثاني من آب/أغسطس 2012، معللًا الخطوة بغياب دعم القوى الكبرى المؤثرة المنقسمة بحدة حول النزاع السوري، لا سيما بين الدول الغربية الداعمة للمعارضة، وروسيا والصين حليفتي نظام الرئيس بشار الأسد.
يضيف فان دام مؤلف كتاب "النضال من أجل السلطة في سوريا"، إن "عمل الإبراهيمي كان مهمة مستحيلة، ولا أرى كيف يمكن لخلف محتمل أن يقود مهمة صعبة كهذه. الأكيد أن ذلك سيكون صعبًا جدًا طالما أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لا تدعم عمليًا مبادئ جنيف".
وتوصلت مجموعة العمل حول سوريا، التي تضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودولًا عربية وتركيا والأمم المتحدة وأوروبا، إلى اتفاق جنيف في 30 حزيران/يونيو، والذي يدعو إلى إنهاء العنف في سوريا، وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، من دون التطرق إلى مصير الرئيس الأسد.
وبذل الإبراهيمي كل ما في وسعه للتوصل إلى حل للأزمة السورية، وهو الدبلوماسي الخبير الذي ساهم كمبعوث للجامعة العربية، في التوصل إلى اتفاق الطائف في العام 1989 لوضع حد للحرب اللبنانية، التي اندلعت العام 1975، قبل أن يتولى مهمات للأمم المتحدة في العراق وأفغانستان.
لا يرضي أحدًا
بعد تعيينه بفترة قصيرة، أثار الإبراهيمي حفيظة المعارضة السورية، التي طالبته بالاعتذار من الشعب السوري، لتصريحه أنه لا يعرف ما إذا كان الوقت قد حان للمطالبة بتنحّي الرئيس الأسد.
لكن علاقته بالنظام السوري لم تكن أفضل حالًا. فخلال زيارته الثالثة إلى دمشق في نهاية العام الماضي، وقعت القطيعة مع الرئيس الأسد، الذي أنهى اجتماعه مع الإبراهيمي، بعدما سـأله الأخير عما إذا كان ينوي الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولايته في العام 2014.
بعد أيام على هذا الاجتماع، قال الإبراهيمي من دمشق إن "التغيير المطلوب ليس ترميميًا ولا تجميليًا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع"، داعيًا في مؤتمر صحافي إلى تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات (...) تتولى السلطة خلال الفترة الانتقالية".
ووجّهت وسائل الإعلام السورية القريبة من السلطات اتهامات لاذعة إلى الإبراهيمي، معتبرة أنه "سائح معمّر حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم"، في حين اتهمته الخارجية السورية بـ "الانحياز" إلى أطراف تشارك في "المؤامرة" ضد دمشق.
وسعى الإبراهيمي في تشرين الأول/أكتوبر إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة لمناسبة عيد الأضحى، لكن الهدنة لم تصمد لساعات. وتنقل الموفد الدولي بين مختلف عواصم الشرق الأوسط وأوروبا، وصولًا إلى موسكو وبكين لوقف نزف الدم في سوريا، من دون طائل.
لم تلق دعوات الإبراهيمي "القوى الخارجية" في كانون الثاني/يناير إلى وقف تزويد طرفي النزاع بالسلاح وطرحه حوارًا سوريًا - سوريًا للتوصل إلى وضع حد للأزمة، أي صدى يذكر.
من جهته، يرى مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبد الله أن ثمة في الوقت الراهن "توجه أميركي روسي نحو تسوية، لأن الأمور على الأرض، لم تنتج شيء ولن تنتج شيء"، معتبرًا أنه "من الممكن أن يؤتى بموفد آخر لإخراج الحل" للأزمة التي حصدت أكثر من 70 ألف قتيل.
التعليقات
معدوم الانسانية
Talsam -لو كان عنده ذرة احساس كان استقال احتجاجا على الفظاعات الايرانية في سوريا من زمان.
معدوم الانسانية
Talsam -لو كان عنده ذرة احساس كان استقال احتجاجا على الفظاعات الايرانية في سوريا من زمان.
@@لقد أخطأ بقبول المهمة@@
****سلطان**** -أصلا هي مهمة مستحيلة، وأعيدها مستحيلة، ، فالقضية ليست في شخصية الموفد الأممي وخبرته وعلاقاته ودهائه وحنكته، القضية أن أطراف النزاع تريدون حلا إصتئصاليا، يعني إلغاء وجود الآخر من الساحة، ليس سياسيا وفقط، بل جسديا ودينيا وعرقيا وتاريخيا، فكيف تريدون حلا !؟ !؟ !؟ ....ومايزيد الطين بلة، أن حلفاء طرفي النزاع هم كذلك لا يريدون حلا سلميا، فالهزيمة مرفوضة في قواميسهم، لأن للهزيمة نتائج كارثية على الحلفاء....نعلم جميعا ان سوريا هي القاعدة الخلفية لإيران وحزب الله في المنطقة (عسكريا واقتصاديا وسياسيا)، وهي كذلك قاعدة عسكرية مهمة للروس بعد خسارة العراق، ولأن أمريكا قد نصبت صواريخها الباليستية في تركيا وفي بعض الدول الآسياوية، وهي لا تريد تكرار الكارثة الليبية بخسارة حليف آخر، خصوصا منذ وصول بوتين للحكم....أما عن الطرف الحليف للمعارضة المسلحة فهي تعلم أنها قد ذهبت بعيدا في تسليح هاته الثورة وتجييش قوى عربية وغربية لهدف إسقاط النظام السوري، ومن ورائها ضرب حزب الله وإيران فيما بعد، وخسارة المعركة مرفوضة لأن الإنتقام سيكون جد مؤلم للأنظمة الخليجية بالأخص (السعودية وقطر) لوجود أقليات شيعية بداخلهم، وهم يعلمون أن الإنتقام طبق يأكل باردًا....المشكلة أن اطراف النزاع توقعت حلا عسكريا سريعا بإنهيار الطرف الآخر، لكن المصيبة قد وقعت وهي تحول هاته الثورة إلى حرب صليبية بنكهة سلفية شيعية، وطبعا ككل الحروب المذهبية والدينية فالخسائر ستكون فادحة وستنتشر إلى كل الدول التي فيها أقليات سنية أو شيعية، وهاته الفتن طويلة الأمد ومن الصعب إخمادها وستزيد من شق الصف الإسلامي...فلا تلوموا الإبراهيمي ولا تجعلوه شماعة لفشلكم ولمصائبكم، فأنتم من أردتم هاته الحرب ومن رفضتم الحلول السلمية وإن كانت مكلفة وطعمها مر.....أما عن رفضه للتدخل الأجنبي وإنتقاده لهذا الموقف فهذا أمر يثير الإستغراب، وكأن التدخل ليس موجود على أرض الواقع بل هو سبب فشل كل محاولات السلام. لو كان طرفي النزاع أبناء الوطن السوري وحدهم لكان هناك أمل لإيقاف نزيف الدم، لكن القوى الإقليمية تصب الزيت على النار وتفشل كل المحاولات، ويتهمون الابراهيمي كونه وسيط غير محايد من كلا الطرفين !؟ ....لكن الخطأ يقع على الإبراهيمي فكان عليه من البداية رفض هاته المهمة والإستماع لنصائح أصدقائه، والإبتعاد عن هاته القنبلة النووية المذهبية.
@@لقد أخطأ بقبول المهمة@@
****سلطان**** -أصلا هي مهمة مستحيلة، وأعيدها مستحيلة، ، فالقضية ليست في شخصية الموفد الأممي وخبرته وعلاقاته ودهائه وحنكته، القضية أن أطراف النزاع تريدون حلا إصتئصاليا، يعني إلغاء وجود الآخر من الساحة، ليس سياسيا وفقط، بل جسديا ودينيا وعرقيا وتاريخيا، فكيف تريدون حلا !؟ !؟ !؟ ....ومايزيد الطين بلة، أن حلفاء طرفي النزاع هم كذلك لا يريدون حلا سلميا، فالهزيمة مرفوضة في قواميسهم، لأن للهزيمة نتائج كارثية على الحلفاء....نعلم جميعا ان سوريا هي القاعدة الخلفية لإيران وحزب الله في المنطقة (عسكريا واقتصاديا وسياسيا)، وهي كذلك قاعدة عسكرية مهمة للروس بعد خسارة العراق، ولأن أمريكا قد نصبت صواريخها الباليستية في تركيا وفي بعض الدول الآسياوية، وهي لا تريد تكرار الكارثة الليبية بخسارة حليف آخر، خصوصا منذ وصول بوتين للحكم....أما عن الطرف الحليف للمعارضة المسلحة فهي تعلم أنها قد ذهبت بعيدا في تسليح هاته الثورة وتجييش قوى عربية وغربية لهدف إسقاط النظام السوري، ومن ورائها ضرب حزب الله وإيران فيما بعد، وخسارة المعركة مرفوضة لأن الإنتقام سيكون جد مؤلم للأنظمة الخليجية بالأخص (السعودية وقطر) لوجود أقليات شيعية بداخلهم، وهم يعلمون أن الإنتقام طبق يأكل باردًا....المشكلة أن اطراف النزاع توقعت حلا عسكريا سريعا بإنهيار الطرف الآخر، لكن المصيبة قد وقعت وهي تحول هاته الثورة إلى حرب صليبية بنكهة سلفية شيعية، وطبعا ككل الحروب المذهبية والدينية فالخسائر ستكون فادحة وستنتشر إلى كل الدول التي فيها أقليات سنية أو شيعية، وهاته الفتن طويلة الأمد ومن الصعب إخمادها وستزيد من شق الصف الإسلامي...فلا تلوموا الإبراهيمي ولا تجعلوه شماعة لفشلكم ولمصائبكم، فأنتم من أردتم هاته الحرب ومن رفضتم الحلول السلمية وإن كانت مكلفة وطعمها مر.....أما عن رفضه للتدخل الأجنبي وإنتقاده لهذا الموقف فهذا أمر يثير الإستغراب، وكأن التدخل ليس موجود على أرض الواقع بل هو سبب فشل كل محاولات السلام. لو كان طرفي النزاع أبناء الوطن السوري وحدهم لكان هناك أمل لإيقاف نزيف الدم، لكن القوى الإقليمية تصب الزيت على النار وتفشل كل المحاولات، ويتهمون الابراهيمي كونه وسيط غير محايد من كلا الطرفين !؟ ....لكن الخطأ يقع على الإبراهيمي فكان عليه من البداية رفض هاته المهمة والإستماع لنصائح أصدقائه، والإبتعاد عن هاته القنبلة النووية المذهبية.
دور إيه
أهديجان -دور إيه إلي أنت جاي بتئول عليه
دور إيه
أهديجان -دور إيه إلي أنت جاي بتئول عليه