650 مليون دولار مجموع التعهدات
هل التزمت دول الخليج بتقديم ما تعهدت به إلى اللاجئين السوريين؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل قدمت الدول الخليجية ممثلة في السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت ما تعهدت به من التزامات مالية لدعم اللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا؟ سؤال تطرحه إيلاف وتتابعه بعد نشر صحيفة بريطانية مقالًا ذكرت فيه أن دول الخليج "تخلفت عن الوفاء بعهودها" تجاه اللاجئين السوريين.
الرياض: نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية خبرًا اعتبره الخليجيون اتهامًا لهم، وهو يُعنى بصدقية التزام دول الخليج بالتعهدات التي أطلقتها خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في أواخر شهر كانون الثاني (يناير) الماضي في دولة الكويت تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويبلغ مجموع التعهدات المالية التي قدمتها كل من السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت أكثر من (650 مليون دولار) التي تقول مصادر الصحيفة إن الدول الخليجية فشلت في تقديمها وهي المرة الثانية التي تتحدث فيها الصحيفة عن الفشل بـ "الالتزام".
"إيلاف" تابعت هذا الملف في وقت تتعاظم أدوار غالبية الدول الخليجية في إسقاط النظام السوري، ودعوتها في عمومها لتسليح المعارضة السورية عبر ذراعها الحربية "الجيش الحر" داخل سوريا.
السعودية
وزير المالية السعودي قال خلال مؤتمر المانحين إن بلاده قدمت للاجئين السوريين (345 مليون دولار) صرف منها (125 مليون دولار)، وتعد السعودية مع دولة الإمارات والكويت أعلى الدول المانحة والمتعهدة بذلك في قائمة الامم المتحدة وهو ما يجعلها مع الإمارات والكويت في مجموع من أكثر الدول المتعهدة بالمنح في تاريخ الأمم المتحدة.
من السعودية، يقول المحلل السياسي الدكتور علي الخشيبان في حديث لـ"إيلاف" عن "تخلف دول الخليج عن تعهداتها" وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية، أن طبيعة اللجوء إلى دول أخرى يعتبر عبئا اقتصاديا وسياسيا، معتبرا أن دول الخليج العربي تعاملت مع قضية سوريا وفق فرضية الأخوة الدينية والعربية وهي أولى الدول التي بادرت في تحمل النفقات بل إن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية نفذت الكثير من الحملات الشعبية لدعم اللاجئين.
وأضاف الخشيبان أن الحكومات الخليجية تعهدت تنفيذ مشروعات لتوفير الغذاء والدواء والمخيمات والبيوت الجاهزة وأوجز الخشيبان في أن دول الخليج حاليا تقدم الرعاية الغذائية والصحية للاجئين، مطالبا ان يفصل عن الجانب السياسي الذي يعتبر مهمة دولية قبل كل شيء ولذلك لا يمكن القول أن تكون دول الخليج قد تراجعت عن دعم اللاجئين السوريين منذ بداية الثورة وحتى اليوم.
وطالب من الصحف البريطانية أن تنظر إلى القضية السورية ليس من خلال دول الخليج ومواقفها بل يجب أن تنظر إليها من خلال المواقف العالمية والصراعات الدولية بالإضافة إلى أن دول الخليج بما فيها السعودية وقطر قد تبنت مواقف سياسية ثابتة تجاه الشعب السوري وثورته وفقا لفرضية المحافظة على دماء الشعب السوري ومنح الحلول السياسية والدبلوماسية فرصا أكبر.
وقال الخشيبان إن العلاقة العرقية والدينية تساهم برابط أكبر بين دول الخليج وبين الشعب السوري الذي يتعرض للقتل والتدمير كما أن الحكومات الخليجية وعبر تاريخها لم تتراجع أو تسجل عودة عن موقفها الذي تتخذه تجاه أي دولة.
وعن ضمان وصول المساعدات للاجئين السوريين قال الخشيبان: المساعدات تنقسم إلىنوعين منها ما هو للداخل السوري ومنها ما هو للاجئين في الدول المجاورة وخصوصا الأردن ولبنان، في ما يخص المساعدات التي تصل إلى اللاجئين فهي تصل بشكل سلس وميسر لتوفرها على أراضي دول مستقرة ولكن تكمن المشكلة في وصول المساعدات إلى الداخل السوري والسبب ان هناك فئات تابعة للنظام من الشبيحة وبعض الجماعات المؤيدة للنظام والتي تأتي من ايران وعناصر حزب الله في لبنان لذلك كان العالم كله متيقظا ومتسائلا عن آليات وصول المساعدات الى الداخل سواء المساعدات العسكرية أو غيرها.
واعتبر أن هذه الصعوبات "أخطاء دولية ساهمت الدول الكبرى في وجودها" حيث لايوجد مناطق آمنة ومحكية دوليا في الداخل السوري يمكن من خلالها تنفيذ وإيصال المساعدات بأنواعها، موجزا القول "إن المهمة دولية وليست مهمة خليجية" معتبرا في ختام حديثه أن فرض منطقة آمنة وفرض حظر على الطيران سوف يسهل من وصول المساعدات الى الداخل السوري بكل يسر وسهولة.
قطر
وإن كانت قطر غابت عن الدعم أو تقديم الالتزام بمؤتمر المانحين الذي أقيم في الكويت إلا انها تأتي في مقدمة الدول الخليجية الداعمة لإسقاط نظام بشار الأسد وكذلك التعهدات بمنح الائتلاف السوري الدعم المالي واللوجيستي من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية وهي أرقام تتجاوز الـ(200 مليون دولار).
وتضيف المصادر القطرية التي تحدثت لـ"إيلاف" ان قطر تقدم كل ما تتعهد به وما لم تتعهد كذلك عبر قنوات إغاثية مختلفة منها الهلال الأحمر القطري الذي يتخذ له موقعا في مخيم اللاجئين السوريين في الأردن، وصناديق تنموية متعددة. مضيفا المصدر الرافض ذكر اسمه أن قطر ترسل "كل شهر ما يزيد عن 2000 فرد ومغيث جلهم من الشباب القطري لتقديم المساعدات الطبية للاجئين السوريين".
الكويت
في الكويت، أعلن السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة ضرار عبدالرزاق أن بلاده "تطابق أفعالها مع اقوالها" جاء ذلك عقب إعلان الكويت أواخر نيسان (أبريل) المنصرم أنها خصصت رسمياً مبلغ 300 مليون دولار الذي وعدت بتقديمه لتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا، وهو ما وصفه مسؤولو الأمم المتحدة بأنه "إنجاز كبير" .
الإمارات
دولة الإمارات بدورها قدمت ما يزيد عن (10 ملايين دولار) إضافة إلى مساعدات إغاثية ودعم تعليمي في مخيم اللاجئين في الزعتري في المملكة الأردنية، وتقود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المخيم أعمال الإغاثة التي تأتي استجابة وتنفيذا من الإمارات لوعودها في مؤتمر المانحين.
برنامج الأغذية العالمية: 19مليون دولار كل أسبوع للاجئين السوريين
إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأنه ينفق حالياً 19 مليون دولار كل أسبوع لإطعام أكثر من مليون ونصف لاجئ داخل سوريا ومليون ونصف لاجئ سوري في الأردن ولبنان وتركيا والعراق، وأكد أنه لا يستطيع ضمان الاستمرار في عمله حيال الأزمة السورية بحلول تموز (يوليو) المقبل.
صحيفة الاندبندنت نقلت عن مصادر وصفتها بأنها بارزة ومقربة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن المنظمة الدولية "تستخدم القنوات الدبلوماسية حالياً لحث الدول العربية على الوفاء بتعهداتها في مؤتمر المانحين في الكويت"، وأضافت أن أجراس الإنذار في وكالات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة بدأت تدق.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وكالة الاغاثة الدولية (أوكسفام) قوله "إن جامعة الدول العربية يجب أن تحث جميع الدول العربية التي تعهدت تقديم مساعدات لضحايا الأزمة السورية على أن تكون شفافة وتتبادل المعلومات حيال التزاماتها وآليات الوفاء بتعهداتها".