أقباط مصريون يتحدون منع الكنيسة ويحجون إلى القدس (2 من 4)
أرثوذكسية لكن مسافرة على رحلة كاثوليكية إلى أرض القداسة والتفتيش الإسرائيلي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سلبية الكنيسة الأرثوذكسية حيال حج الأقباط إلى القدس دفعت بحاجة إلى الذهاب مع رحلة كاثوليكية، برًا من الاسماعيلية إلى بيت لحم، حيث مرّ الحجاج في نقاط التفتيش الاسرائيلية الكثيرة.
القاهرة: اختصت القبطية كاميليا سمعان "ايلاف" بشرح تفاصيل رحلتها من مصر إلى القدس برًا. وبإسهاب لا تعوزه الصراحة، شرحت سمعان وقائع رحلتها كاملة من مدينة الإسماعيلية، مرورًا بالنقطة الحدودية عند معبر طابا، وصولًا إلى تفتيشها وطاقم رحلتها على أيدي جندي إسرائيلي وزميلته عند مشارف مدينة بيت لحم.
كما لم تستنكف سمعان الحديث عن زيارتها نهر الأردن وبحيرة طبرية وجبل التجربة، فضلًا عن كنيسة المهد والكنائس الأرثوذكسية.
وفي حديثها لـ "ايلاف"، قالت سمعان: "كانت رحلتي إلى القدس حلمًا طال انتظاره، ولم يمنعني من الرحلة سوى تحريم قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث للرحلة، فأصغيت لنصح عدد كبير من أقاربي وأصدقائي، قاموا بزيارة القدس خلال السنوات الماضية، وانبهرت بما سمعته عن القدس وكنائسها وأماكنها الأثرية، التيما زالت تحتفظ بعبقها وصبغتها الروحانية وقدسيتها".
خمس ساعات
تقول سمعان: "أمام تلك المعطيات وما تضمنته من اغراءات، وأمام رغبتي في اكتشاف المدينة المقدسة، صممت على السفر إلى القدس مهما كانت التحديات، وذات يوم علمت أن الكنيسة الكاثوليكية تعكف على تنظيم رحلة سنوية إلى القدس، وبإمكاني حجز مكان لي بين المسافرين في هذه الرحلات".
تضيف سمعان أنها تقدمت بوثائق سفرها للحجز، وكانت الأوراق المطلوبة صورة الهوية الشخصية وجواز السفر، وعرفت حينها أن السن المسموح له بالسفر فوق الخمسة وخمسين عامًا، أما من هو دون هذه السن فلا يُسمح بسفره.
بعد الحصول على التأشيرات وموافقة الجهات المصرية، علمت سمعان أن جوازات سفر المصريين تسافر إلى إسرائيل قبل موعد الرحلة للموافقة عليها من قبل الجهات المعنية هناك، الأمر الذي يستغرق بعض الوقت. كما علمت أنه من حق إسرائيل دون غيرها الموافقة على سفر أي قبطي أو رفضه.
تتابع: "كان موعد رحلتي إلى القدس قبل عيد القيامة المجيد بعشرة أيام، وانطلقت الحافلة التي أقلتنا من الإسماعيلية حتى طابا، وفور الوصول جرت عمليات فحص جوازات السفر مجددًا، واستغرقت العمليةخمس ساعات كاملة، انتظرنا خلالها في إحدى صالات المعبر، وإلى جانب ساعات الانتظار المملّة، لم تكن هناك أماكن خالية لاستيعاب المسافرين، ما اضطر معظمهم إلى الجلوس على حقائبهم وأمتعتهم".
تفتيش دقيق
وتروي سمعان: "بالرغم من الإعياء الذي عصف بنا، إلا أننا غادرنا صالة المعبر مترجلين، وهناك جرت عمليات فحص جديدة لجوازات سفرنا، أجرتها السلطات الإسرائيلية، ومن الجانب الآخر للمعبر أقلتنا حافلة لمدة أربع ساعات كاملة إلى مدينة بيت لحم، حيث الفندق الذي من المقرر أن نقيم فيه طيلة رحلتنا للمدينة المقدسة".
وتقول: "منذ أن وطأت قدماي بيت لحم، لفتت نظري نظافة الشوارع وتنظيمها، رغم كثرة الأزقة والمرتفعات والمنخفضات الشديدة، والغريب أن هذه التضاريس لا تعيق حركة المرور في المدينة، الأغرب من ذلك هو انه لم أصادف شرطي مرور في المدينة طيلة فترة إقامتي، فاحترام إشارات المرور الالكترونية مبالغ فيه".
تروي: "في أول يوم من أيام الرحلة زرنا كنيسة المهد في بيت لحم، وهو المكان الذي شهد ولادة السيد المسيح، وفي الشوارع المؤدية للمدينة تنتشر محال بيع الهدايا والحلوى، ويخيم على المكان بكل تفاصيله عبق الزمن الجميل، أما بقية شوارع بيت لحم، فتتميز بضيقها النسبي، وتشبه إلى حد كبير الشوارع والأحياء الشعبية في مصر".
وفي اليوم الثاني، زارت سمعان كنيسة القيامة بالقدس، حيث قبر السيد المسيح، وحوله القناديل المضاءة بالزيت، وخلفه كنيسة أرثوذكسية مصرية صغيرة، فضلًا عن كنائس كثيرة أخرى تبعد قليلاً عن القبر، "وبمجرد خروجنا من بيت لحم توقفنا عند نقطة تفتيش إسرائيلية، يقف فيها جندي ومجندة مسلحان بأسلحة يبدو من شكلها الغريب أنها بالغة التطور، فالسلاح به ثلاث فوهات، بالإضافة إلى أن الجندي والمجندة يتمنطقان بحزام مليء بطلقات، يصل طول الواحدة منها إلى 15 سنتيمترًا تقريبًا. وخلال عملية التفتيش قام الجندي الإسرائيلي بالمرور على ركاب الحافلة فردًا فردًا، بينما تتبعه المجندة وهي تُشهر سلاحها في محاولة لتأمين ظهره، وعلمنا بعد ذلك أن عمليات التفتيش الدقيقة تطول الفلسطينيين واليهود أنفسهم".
جبل التجربة
اما اليوم الثالث، بحسب حديث سمعان لـ "ايلاف"، فزار فيه وفد الأقباط جبل التجربة، الذي ظل المسيح صائمًا على سفحه 40 يومًا. أضافت: "بعد ذلك ركبنا التليفريك الذي يمكن عند استقلاله مشاهدة المطاعم في الأسفل، بينما يوجد مطعم في آخر نقطة لمسار وسيلة المواصلات غير التقليدية في بلادنا، ويرتاد هذا المطعم أهل البلد والسائحين، للاستمتاع بمنظر السهول المزروعة، ومن نفس مكان هذا المطعم، يمكن للزائر صعود ما يقرب من 150 درجة، للوصول إلى قمة الجبل حيث أحد الأديرة الأثرية".
وتابعت سمعان: "في اليوم الرابع، سافرنا من بيت لحم إلى نهر الأردن، واستغرقت الرحلة أربع ساعات في الحافلة، وهناك كان المنظر رائعًا ومهيبًا لأفواج من جميع شعوب العالم، وارتدى الجميع الملابس البيضاء، وهم يترنمون ويقومون بالغطس ثلاث مرات في النهر المقدس، الذي عمد فيه يوحنا المعمدان السيد المسيح، وفي اليوم الخامس ذهبنا إلى بحيرة طبرية حيث توجد أطلال لبيوت تلاميذ المسيح وبنيه، وعلى تلك الأطلال توجد أطلال أخرى لكنيسة باسم القديس بطرس وبنيه، وتبدو هذه الكنيسة على شكل سفينة".
وفي نهاية حديثها لـ "ايلاف"، قالت سمعان: "شاهدنا المتشددين اليهود بزيّهم الخاص، يرتدون بدلة الفراج السوداء وشعرهم الطويل المضفر، ويعتمرون قبعات صغيرة، وعلمنا أنه من بين المحاذير التي يفرضها المتشددون على زوجاتهم ارتداء البنطال، كما أنه من الضروري أن تضع حجابًا او غطاءً على شعرها".