ألمانيا تسعى الى إلصاق صفة الإرهابي بحزب الله

تسعى ألمانيا إلى إطلاق صفة إرهابي على حزب الله اللبناني، الامر الذي يضعه الحزب ضمن اطار الضغوط المتنامية عليه، في ظل ما يجري في المنطقة، وتحديدًا في سوريا.

بيروت: يقول النائب قاسم هاشم ( التنمية والتحرير) لـ"إيلاف" عن سعي المانيا لإدراج حزب الله ضمن لائحة الارهاب إنه من المعروف أنه في المرحلة الاولى لم تستجب المجموعة الاوروبية لرغبات الادارة الاميركية في هذا الصدد، ولكن يبدو أن المصالح هي التي تضغط وتؤثر على موقف بعض الدول الاوروبية، ومن هذا المنطلق، الكل يعرف ما يجري في المنطقة والتطورات الاخيرة، وزادت محاربة حزب الله من كل حدب وصوب، وما يجري في سوريا هو وجه من اوجه الصراع في المنطقة، والذي يستهدف نهجًا وسياقًا سياسيًا، لهذا نرى اليوم أن المانيا تنحو منحى آخر، وتعمل للاستجابة للرغبات الاسرائيلية بالدرجة الاولى، لأنه كما نعرف أن اسرائيل والقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية ضغطت كثيرًا في الآونة الاخيرة من خلال الزيارات والتواصل مع الاوروبيين لادراج حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبي، وتأتي هذه الخطوة اذا وصلت الى نهايتها كما تم اعلانه، كاستكمال للحرب على نهج حزب الله في لبنان.

اما ماذا تستفيد الدول الاوروبية اليوم في ادراج حزب الله في قائمة الارهاب؟ فيجيب هاشم :" في اطار تقاطع المصالح وتطابقها مع الإدارة الاميركية ومع اسرائيل، هذا الامر اصبح واضحًا ولا يحتاج الى الكثير من التأويل والتحليل.

الملاحظ أن هناكفترات معينة يتم فيهااطلاق صفة ارهابي على حزب الله ثم تعود لتخمد هذه المحاولات، يرى هاشم أن ذلك يدخل في اطار ما يدور في المنطقة بشكل عام، وهذا يخضع للوجهة المتحركة لدائرة هذا الصراع، وكلما اوجب ذلك خدمة مصلحة اسرائيل والضغط على حزب الله، كلما يزداد الكلام حول هذا الموضوع ومحاولات اطلاق صفة ارهابي على حزب الله.

اما كيف يؤثر إدراج حزب الله على قائمة الارهاب في الدول الاوروبية أو الاميركية على التشديد على سفر اللبنانيين الى تلك البلاد؟ فيجيب هاشم :" الهدف من ذلك يتخطى استهداف عناصر محددة من حزب الله الى استهداف كل البيئة الحاضنة للحزب، لأن هذا الاخير ليس فقط عناصر ملتزمة بل يملك بيئة حاضنة وتيارًا شعبيًا واسعًا، والسؤال هنا، هل ستكون هذه الخطوة للضغط على لبنان بشكل عام في مرحلة من المراحل، بخاصة واننا نعرف أن هناك الكثير من العقبات والاشكاليات امام اللبنانيين، في حراكهم وتنقلاتهم سواء الى اوروبا وغيرها؟ وقد تكون احدى هذه العوامل للضغط عليهم، ولأن الصراع مع اسرائيل تجاوز الحدود مع حزب الله ليصبح صراعًا اقتصاديًا، وما حصل في افريقيا في الفترات الاخيرة خير دليل على ذلك والاصابع كلها تشير الى اسرائيل، حيث تحارب اللبنانيين حتى في القارة الافريقية.

عن بعض البلدان العربية التي تحاول ايضًا ادراج حزب الله على قائمة الارهاب، يقول هاشم:" ما حصل في بعض البلدان العربية سابقة لا معنى لها، وليس ضمن اطار الحكومة أو مجلس النواب، ونأمل ألا تصل الامور الى هذا الحد في التعاطي.

حزب الله والارهاب

وكانت مصادر ألمانية اعلنت أن وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش يبذل المساعي لتشديد التعامل مع "حزب الله" اللبناني على المستوى الأوروبي.

وذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن فريدريش المنتمي إلى الحزب المسيحي المحافظ في بافاريا بعث خطابًا إلى نظيريه القبرصي والبلغاري يناشدهما تقديم أدلة يمكن الاعتماد عليها في إدراج "حزب الله" على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.

وأشارت المجلة إلى أن فريدريش أوضح لنظيريه في خطابه أن حكومة بلاده ستأخذ موقفًا إيجابيًا من إدراج الحزب على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية في حال توافرت هذه الأدلة.

وأكدت أنه في حال تم إدراج الحزب في القائمة، ستزداد صعوبة سفر قياداته إلى دول الاتحاد الأوروبي كما أنه من الممكن أن تتعرض أرصدتهم للتجميد.

ولفتت إلى أن هذا الخطاب جاء على خلفية إدانة أحد المتعاطفين مع "حزب الله" في قبرص بالإعداد لشن هجوم، واشتباهات تحوم حول تورط الحزب الممثل في البرلمان اللبناني منذ العام 1992 في هجوم استهدف الصيف الماضي حافلة تقل سائحين إسرائيليين في مدينة بورغاس البلغارية، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم منفذه.

وذكرت "شبيغل" أن فريدريش كان قد بحث موضوع إدراج الحزب على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي مع وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو خلال تواجده في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وأضافت أن فريدريش أعرب عن تأييده لفرض عقوبات على حزب الله في حال أثبتت الحقائق تورطه في أعمال إرهابية في أوروبا.