أخبار

تدخلات اقليمية في النزاع السوري تخرج الى دائرة العلن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: يرى محللون ان تدخل اللاعبين الاقليميين علنا وبصورة متزايدة على خط الازمة السورية، يتم اما بدفع من الفوضى الناتجة عن النزاع المستمر منذ 26 شهرا بالنسبة الى البعض، واما للحؤول دون سقوط نظام الرئيس بشار الاسد باي ثمن بالنسبة الى البعض الاخر.وينقسم اللاعبون الاقليميون الاساسيون بين داعمين للنظام السوري، لا سيما طهران وحليفها حزب الله اللبناني، بينما تؤيد تركيا ودول الخليج لا سيما منها السعودية وقطر، المعارضة المطالبة باسقاطه. وشهدت الايام الاخيرة دخولا اسرائيليا مباشرا على خط الازمة السورية بعدما حاذرت الدولة العبرية في اعلان موقف صريح، لكنها حذرت مرارا من نقل اسلحة سورية الى حزب الله، او وقوعها في ايدي عناصر اسلامية تقاتل الى جانب مسلحي المعارضة.وقصف الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الجمعة والاحد مواقع عسكرية قرب دمشق، في ما قال مسؤولون اسرائيليون انها هجمات استهدفت صواريخ ايرانية مرسلة الى حزب الله. واتت الهجمات الجوية بعد اقل من اسبوع على تأكيد الامين العام للحزب حسن نصرالله ان لسوريا اصدقاء في المنطقة والعالم "لن يسمحوا لها بان تسقط" بيد الاميركيين والاسرائيليين، ملمحا للمرة الاولى الى احتمال تدخل هؤلاء الحلفاء في القتال الى جانب النظام في حال تطور الامور الميدانية.واكد نصرالله ان عناصر من حزبه يشاركون في القتال الى جانب القوات السورية في منطقة القصير وبلدة السيدة زينب التي تضم مقاما دينيا مهما للشيعة قرب دمشق. ويقول مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة سلمان الشيخ ان "الكثير من الناس باتوا يرون الواقع على انه لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء، ويفقد فيها الخاسر كل شيء".واضاف "اذا نظرتم الى المنطقة، أكان بالنسبة الى الاردنيين، الاسرائيليين، حزب الله والايرانيين... الامر يصبح اكثر فأكثر صراعا وجوديا". ومنذ بدء النزاع في البلد ذي التركيبة المتنوعة، شكل الفارق المذهبي بين الغالبية السنية الداعمة للمعارضة، والاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد، مجالا للتدخل الاقليمي.ويقول الشيخ "هناك اليوم حرب اقليمية واضحة بالواسطة تدور في سوريا، لا سيما بين الدول الخليجية الاساسية (السنية)، وايران وحزب الله (الشيعيان)". ووسط هذا التباين، تقف اسرائيل حائرة بين النظام الذي خبرته طوال عقود العداء المستمر بينهما، وتصاعد نفوذ الاسلاميين بين المجموعات المعارضة، والمشاركة المباشرة لعدويها ايران وحزب الله.وقال الخبير الاسرائيلي في الشؤون السورية ايعال زيسر للاذاعة الاسرائيلية ان بلاده "تحاول حاليا تغيير المعادلة والقول +من الآن فصاعدا، لن نسمح باستمرار ما كان يجري خلال الاعوام العشرين الماضية، اي نقل الاسلحة الى حزب الله+". واضاف ان اسرائيل "تستغل ضعف بشار (الاسد) المنشغل بالنزاع في بلاده وغير القادر على القيام باي شيء ضد اسرائيل"، وانها "كلما سمعت بان ايران تنقل اسلحة الى حزب الله، لن تسمح بذلك".اما بالنسبة الى حزب الله الذي يعتمد على سوريا كداعم اقليمي رئيسي وممر للاسلحة، فان سقوط النظام السوري يشكل سيناريو كارثيا. وهذا الامر نفسه ينطبق على ايران، ابرز حلفاء دمشق الاقليميين.وازاء حجم التحديات التي يفرزها النزاع، لم يعد اللاعبون الاقليميون يجدون حرجا في الاقرار بتورطهم في الازمة التي اودت باكثر من 70 الف قتيل. وتقول الخبيرة في شؤون حزب الله امل سعد-غريب لوكالة فرانس برس ان "حزب الله اقر بانه ينشط في القصير" في محافظة حمص السورية الحدودية مع لبنان.وتضيف ان "الايرانيين سبق ان تحدثوا عن وجود خبراء منهم في سوريا، وفي الامس سمعنا موقفا يبدي استعدادا لتدريب الجيش السوري".وتتابع ان "مشاركة هؤلاء اللاعبين باتت اكثر علنية (...) واعتقد ايضا انها باتت اكبر من ذي قبل". ويحذر الخبراء من ان التورط المفتوح لكل هؤلاء الاطراف يهدد بتحويل الازمة الى نزاع اقليمي خطر.وتثير الغارات الاسرائيلية مخاوف من اندلاع مواجهة جديدة بين الدولة العبرية وحزب الله للمرة الاولى منذ حرب تموز/يوليو 2006، او حصول رد فعل سوري يهدد بتصعيد الوضع. وحذرت الحكومة السورية بعد اجتماع استثنائي لها الاحد من ان الغارات فتحت المجال امام "جميع الاحتمالات"، وتهدد بجعل الوضع الاقليمي "اكثر خطوة". وافاد مصدر رسمي سوري فرانس برس امس ان دمشق ستختار وقت الرد على الهجوم الاسرائيلي.واذ تستبعد غريب ان يرد حزب الله، تعتبر ان "الاشكالية هي كيف سترد سوريا (...) اعتقد ان المطلوب بالنسبة لها هو الرد بطريقة غير تقليدية لا تدفع المنطقة نحو الحرب". ويرى الشيخ ان الازمة السورية ورطت اطرافا اقليميين وحتى دولا كبرى لا سيما الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، وروسيا ابرز حلفاء النظام.ويقول "الخطر هو الانتقال الى حرب عالمية بالواسطة بسبب دعم الدول الكبرى لطرفي النزاع (...) ان سياسة الاحتواء ليست خيارا هنا، هذه الازمة غير قابلة للاحتواء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المهم الشعب
ali -

والشعب يريد اسقاط النظام.

المهم الشعب
ali -

والشعب يريد اسقاط النظام.