حذر من أنّ وجود المسلحين سيضر باستقراره وأمن الجوار
العراق يرفض دخول مسلحي الكردستاني التركي إلى أراضيه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رفض العراق اليوم دخول مسلحي حزب العمال التركي الكردستاني إلى أراضيه ضمن اتفاق سلام مع الحكومة التركية لكنه رحب بأيَة تسوية سياسية وسلمية للمسألة الكردية في تركيا لوضع حد لإراقة الدماء ودوامة العنف بين الطرفين.
لندن: قالت الخارجية العراقية تعليقًا على بدء انسحاب مسلحي حزب العمال الكردستاني PKK من تركيا إلى داخل الأراضي العراقية إن "الحكومة العراقية ترحب بأيَة تسوية سياسية وسلمية للمسألة الكردية في تركيا لوضع حد لإراقة الدماء ودوامة العنف بين الطرفين وتبني النهج الديمقراطي لحل النزاع الداخلي".
وأضافت في بيان اليوم الخميس أن العراق وانطلاقاً من مبدأ السيادة والحفاظ على أمن المجتمع العراقي واستقراره واحتراماً لمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لا يقبل دخول مجموعات مسلحة إلى أراضيه يمكن أن تُستغل للمساس بأمن واستقرار العراق أو أمن واستقرار ومصالح دول الجوار، وهو موقف يستند إلى مبادئ القانون الدولي ودستور العراق".
ومن جهته، دعا النائب ياسين مجيد عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي الحكومة ومجلس النواب الى اتخاذ موقف واضح من الاتفاق الاخير بين الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكُردستاني عبد الله اوجلان، وقال خلال مؤتمر صحافي إن العراق يرحب بأي اتفاق بين تركيا ومعارضيها الممثلين بحزب العمال أو غيره، ولكن ليس على حساب العراق وسيادته واستقلاله، مشيراً الى أن ذلك يعتبرخطاً تاريخياً للحكومة التركية.
وتساءل قائلاً "هل الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الخارجية لديها علم بهذا الاتفاق، والذي دخل حيز التنفيذ ونصه على انسحاب مقاتلي حزب العمال من الاراضي التركية الى قواعدهم في سلسلة جبال قنديل شمال العراق ؟ وهل هذه الاراضي في جبال قنديل اراضٍ تركية حتى يتفق اردوغان واوجلان على الرجوع اليها؟ ولماذا بهذا الوقت بالذات ؟".
ويحتفظ حزب العمال التركي الكردستاني بعلاقات جيدة مع الأحزاب الكردية العراقية وخاصة مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الذي طالما حث طرفي النزاع على الركون لحلول سلمية للنزاع.
وتحتفظ تركيا بحق مطاردة مسلحي حزب العمال إلى مسافة 5 كيلومترات داخل الأراضي العراقية وفق اتفاق وقعه الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع السلطات التركية، التي لاتزال تستغله لحد الآن في مطاردة مسلحي الحزب وقصف قواعده العسكرية في شمال العراق بالمدفعية والطائرات.
وكان مسلحو حزب العمال الكردستاني قد بدأوا أمس الاربعاء انسحابهم من تركيا إلى شمال العراق في خطوة تندرج في اطار عملية سلام ترمي إلى انهاء نزاع دامٍ مستمر منذ ثلاثين عامًا لكنها تبدو هشة.
وأكد زعيم اكبر حزب مؤيد للاكراد في تركيا بدء انسحاب متمردي الحزب. وقال صلاح الدين دمرتاش الذي يشارك في رئاسة حزب السلام والديموقراطية "نعرف أن حركة (انكفاء) المتمردين بدأت". الا أن دمرتاش لم يتمكن من تحديد موعد بدء الانسحاب، مكتفيًا بالقول إن "المقاتلين يستفيدون على الارجح من ظلام الليل لينكفئوا" إلى معسكرات كردستان العراق.
وأكدت مقاتلة في حزب العمال الكردستاني استخدمت الاسم المستعار دلال احمد بدءالانسحاب، محذرة في الوقت نفسه تركيا. وأضافت "حتى اذا انسحبت قواتنا إلى خارج الحدود (التركية)، لن يتردد المقاتلون في المقاومة اذا احتاج الامر".
وأشارت صحيفة حرييت التركية إلى أن عدة ارتال من المتمردين شوهدت من قبل قرويين تتوجه في وقت مبكر من الاربعاء إلى العراق من الطرقات المتعرجة والجبلية في هكاري اقصى جنوب تركيا.
وكان الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني قال الثلاثاء إن انسحابه إلى قواعده الخلفية سيبدأ في وقت مبكر من الاربعاء، كما اعلن في اطار عملية سلام جارية مع انقرة لكنه حذر من أي "استفزاز" يمكن أن يزعزع العملية.
وكان الجناح العسكري للحزب المسلح قال الثلاثاء إنه "بعد النداء الذي وجهته قيادتنا واستنادًا إلى القرار الذي اتخذته قيادة (الحزب) سيعمل مقاتلونا على بدء عملية الانسحاب اعتبارًا من 8 ايار (مايو)".
وتابع حزب العمال الكردستاني أن "عمليات الاستطلاع المستمرة للطائرات بلا طيار تؤخر عملية الانسحاب"، مضيفًا أن تحرك القوات المسلحة في جنوب شرق الاناضول، ساحة نشاط الحزب، "لا يؤثر على الانسحاب فحسب، بل يمهد الارض لاستفزازات ومواجهات".
ومن المنتظر أن تصل طلائع مجموعات المتمردين "في غضون اسبوع" إلى قواعدها في شمال العراق، حيث توجد لحزب العمال الكردستاني معسكرات محصنة بحسب النص. ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج إن السلطات "تتابع العملية". وأضاف أن "المهم بالنسبة لنا هو النتيجة ولدينا انطباع بأننا قريبون من الهدف"، من دون أن يكشف تفاصيل سير العملية.
ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية سلام بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية آذار (مارس) الماضي.
وأكد الحزب أنه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية طالما لم يتعرض لهجوم من القوات التركية المسلحة. وأشار الرجل الثاني في الحزب مراد كارايلان الى أن الانسحاب يفترض أن ينتهي في الخريف المقبل مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب انقرة مطالبًا باصلاحات تخدم الاقلية الكردية.
وشدد على رغبة الحزب الذي يعتبر تنظيمًا ارهابيًا في عدد من الدول، في الافراج عن اوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة. وسبق أن استبعدت انقرة بشكل قاطع الافراج عن اوجلان أو وضعه قيد الاقامة الجبرية.
ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل يضاف اليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق. وفي بادرة اولى، اعلن الحزب في 25 نيسان (أبريل) الماضي أن قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتبارًا من الثامن من الشهر الحالي في اطار مفاوضات السلام الجارية منذ آخر العام الماضي بين زعيم الحزب المسجون عبد الله اوجلان والسلطات التركية.
وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس ضرورة مغادرة المتمردين الاكراد الأراضي التركية بأسلحتهم. وقال: "يعرفون من اين دخلوا إلى تركيا وسيعرفون كذلك طريق الخروج نفسها" عبر الطرق الوعرة في جنوب شرق البلاد على الحدود مع العراق، على ما نقلت عنه وكالة الاناضول.
ويطالب اكراد تركيا بالاعتراف بحقوق محددة لهم مثل حق التعلم باللغة الكردية، إضافة إلى الحكم الذاتي لهذه القومية. وكانت الحكومة أقرت الاسبوع الماضي اصلاحًا لقانون مكافحة الارهاب يحد من نطاق الملاحقات ضد ناشطين من اجل القضية الكردية. لكنّ جزءًا من الرأي العام التركي ما زال يرفض بشكل حازم قرارات الحكومة ويعتبر هذا الحزب "ارهابيًا".
واسفر النزاع الكردي في تركيا عن مقتل اكثر من 45 الف شخص، بحسب الجيش التركي منذ بدء حركة التمرد المسلح عام 1984.