أخبار

المقاتلون المعارضون نفوا إلقاء النظام مناشير تحذيرية للسكان

قوات الأسد وحزب الله تستعد لاقتحام القصير والناشطون يحذرون: لا ممرات آمنة للمدنيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن القوات السورية وعناصر حزب الله قررت اقتحام القصير التي يسيطر عليها المعارضون إذ أعلن الجيش النظامي أنه ألقى منشورات تدعو السكان للمغادرة. لكن ناشط معارض موجود في المدينة أكد أن أي مناشير لم تلق مشيرًا لعدوم وجود ممرات آمنة للمدنيين للخروج.

بيروت: ألقت القوات النظامية السورية مناشير تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) بوجوب مغادرتها محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة.

في غضون ذلك، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل خمسة اشخاص على الاقل في قصف للقوات النظامية على حلفايا في محافظة حماة (وسط)، في حين تحدث ناشطون عن حالات نزوح خوفا من اقتحام البلدة.

وقال مصدر عسكري سوري اليوم الجمعة إن "منشورات القيت فوق القصير تدعو السكان الى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لان الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون".

وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الأسد، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اكثر من عام.

من جهته، قال الناشط هادي العبدالله "انا موجود في مدينة القصير، واليوم زرت قريتين قريبتين منها، ويمكنني ان اؤكد ان اي مناشير لم تلق في هذه المنطقة". واضاف هذا المتحدث باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في حمص "ما يثير القلق اكثر من ذلك هو عدم وجود ممر آمن للمدنيين للخروج. جميعنا في القصير محكوم علينا من قبل النظام بالموت البطيء".

واوضح انه "كلما حاول المدنيون مغادرة المدينة، يطلق الرصاص عليهم او يتعرضون للقصف على اطراف المدينة من قبل دبابات النظام او قناصته. نحن محاصرون، المدنيون والناشطون والمقاتلون المعارضون".

وافاد ناشطون ان المدينة التي يعتقد ان عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 الف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات. وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الأسد الشهر الماضي أن قواته تخوض "معركة أساسية" في القصير.

واقر الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مؤخرًا بان عناصر من حزبه يقاتلون في ريف القصير، مشددًا على انهم يقومون "بالدفاع" عن قرى سورية حدودية يقطنها لبنانيون شيعة. وأدت أعمال العنف الخميس الى مقتل 72 شخصا في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.

وتواصلت الجمعة اعمال العنف في مناطق سورية عدة. وفي بلدة حلفايا في محافظة حماة، افاد المرصد عن "توثيق أسماء خمسة شهداء سقطوا بينهم سيدة وطفل، نتيجة القصف من قبل القوات النظامية". وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس عن "انباء عن سقوط 16 قتيلا بسبب القصف".

من جهتها، افادت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن "قصف مكثف ومستمر" على البلدة، مشيرة الى "حركة نزوح كبيرة تشهدها البلدة جراء القصف وتخوف الاهالي من اقتحامها من قبل قوات النظام".

وكان المرصد افاد في وقت سابق اليوم عن مقتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة في قصف على حي الوعر في مدينة حمص وسط البلاد. وادت اعمال العنف اليوم الى مقتل 46 شخصا، بحسب حصيلة اولية للمرصد.

دعوة لتحرك دولي طارئ بشأن سوريا

إلى ذلك، دعت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الجمعة الى تحرك دولي طارئ لوقف اراقة الدماء في سوريا، بعد الشهادات عن حصول مجازر في منطقة بانياس مؤخرًا. وقالت نافي بيلاي في بيان ان الشهادات الواردة حول المجازر في محيط بانياس "يجب ان تشجع المجتمع الدولي على التحرك وايجاد حل للنزاع، والتأكد من ان المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان سيحاسبون على جرائمهم".

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان 62 مدنيا على الاقل بينهم 14 طفلا قتلوا في هجوم على حي سني في بانياس في وقت سابق خلال الشهر الجاري، بعد مقتل 50 شخصا على الاقل في قرية البيضا المجاورة.

واعربت المفوضة العليا عن "هولها" ازاء هذه المعلومات "التي يبدو انها تدل الى حصول حملة تستهدف مجموعات محددة تعتبر انها داعمة للمعارضة". واضافت بيلاي ان "تحقيقا مدققا يفرض نفسه في اي حدث من هذا النوع. يجب الا نصل الى مرحلة في هذا النزاع نصبح فيها غير مبالين بالمجازر الوحشية بحق المدنيين".

ونددت بيلاي بالانتهاكات الحاصلة لحقوق الانسان في سوريا في هذا النزاع المستمر منذ 26 شهرا والذي اسفر عن اكثر من 70 الف قتيل. وكررت قناعتها بان "جرائم حرب و/او جرائم ضد الانسانية ارتكبت" ودعوتها الى اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية من جانب مجلس الامن الدولي.

وأكدت بيلاي ان "علينا افهام الحكومة (السورية) بوضوح وكذلك المعارضة المسلحة انه سيكون هناك تبعات واضحة جدا على المسؤولين عن هذه الجرائم". كذلك ابدت ارتياحها الى الاتفاق الذي تم التوصل اليه قبل ايام بين روسيا والولايات المتحدة على عقد مؤتمر دولي يرمي الى ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.

وأوضحت بيلاي أن "الطبيعة الوحشية المتزايدة لهذا النزاع تجعل لازما بذل جهود دولية لوقف اراقة الدماء، لكن يجب ان يكون لدينا شعور اكبر بكثير بضرورة التحرك سريعا" في ما يتعلق بالنزاع السوري.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف