أخبار

معضلة في كولومبيا بين العدالة والسلام

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بوغوتا: هل سيفلت مقاتلو حركة التمرد الكولومبية (فارك) من العقاب؟ بعد نصف قرن من النزاع تواجه كولومبيا التي تخوض مفاوضات مع اقدم حركة تمرد في اميركا اللاتينية، معضلة صعبة تتمثل في التوصل الى توازن بين العدالة والسلام.ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يجري ممثلو حكومة خوان مانويل سانتوس والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك) مفاوضات في كوبا من نقاطها الحساسة ايجاد طريقة لدمج المقاتلين في المجمتع. وصرح فريديريكو أندريو الخبير لدى المفوضية الكولومبية لرجال القانون لفرانس برس ان "هذه المسالة ستحملهم على التطرق الى الوضع القانوني لعناصر الفارك"، في حين يتوقع استئناف المباحثات في هافانا خلال الايام القليلة القادمة بعد استراحة.واثارت المسالة في كولومبيا خلافا شديدا بين رئيس النيابة العامة ادواردو مونتي أليغري و"المدعي العام" أليخاندرو اوردونياس الذي يتولى مهمة مراقبة تطبيق القوانين.ويدعو مونتي أليغري الى "عدالة انتقالية" تسمح في الوقت نفسه بتسوية "الحق في السلام وحق الضحايا في معرفة الحقيقة والحصول على تعويضات" وذلك في حين يفسح تعديل دستوري اقر السنة الماضية، المجال امام هذا الحل مع امكانية تعليق الاحكام بحق المقاتلين. لكن في المقابل يرى أوردونياس ان هذا النظام "سيستفيد منه مرتكبو الجرائم وسيؤدي الى التضحية بالضحايا" مذكرا بضرورة احترام التزامات كولومبيا الدولية.وصادق هذا البلد على قانون المحكمة الجنائية الدولية منذ 2002 لملاحقة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية وعمليات الابادة ومنذ 2009 لجرام الحرب وحذر ممثل بوغوتا في الامم المتحدة فابريسيو هوتشيلد من انه لن يدعم اي عفو على هذا النوع من الجرائم. وحتى الان لم يفتح اي ملف ملاحقة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية حسب النيابة الكولومبية، بحق اكبر قادة الفارك رغم انهم مدانون بارتكاب عدة عمليات.لكن احتمال افلاتهم من السجن من اجل اقتحام الساحة السياسية ما زال يثير جدلا شديدا في هذا البلد الذي اسفرت فيه المواجهات بين الجيش وحركات التمرد الشيوعية والميليشيات المتطرفة شبه العسكرية والعصابات الاجرامية عن سقوط نحو 600 الف قتيل. وافاد استطلاع نشر في ايار/مايو ان 63% من الكولومبيين يؤيدون المفاوضات مع الفارك لكن 67% منهم يعارضون مشاركتهم في المستقبل في الحياة السياسية.وصرح كريستيان بولكل العضو في منظمة مجموعة الازمات الدولية لفرانس برس انه "اذا لم تتوفر ارادة فسيكون ذلك صعبا جدا لان كل معسكر يجب ان يكون مستعدا لتحمل مسؤوليته السياسية في اعمال العنف تلك". ورغم "آفاق غامضة" يدعو بولكل الى حل يمزج بين "العدالة والحقيقة وتعويض الضحايا ويضمن" نهاية اعمال العنف.غير ان أندريو يقول ان "الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب تشكل عائقا" لان "التاريخ اثبت ان المجتمع يبدأ عاجلا ام آجلا يطالب بالمحسابة" في اشارة الى عودة الديمقراطية بعد الدكتاتوريات العسكرية في الارجنتين وتشيلي واوروغواي. ولم تتطرق بعد المفاوضات مع الفارك التي تعد نحو ثمانية الاف مقاتل حسب السلطات بعد 49 سنة على تاسيسها، لهذه النقطة لكن الفارك رفضوا مسبقا فكرة محاكمتهم في كولومبيا. وقال ايفان ماركيس مساعد قائد الحركة ومندوبها في المفاوضات متحدثا من هافانا انه "ليس للجلادين ومحاكمهم اي سلطة معنوية لمحاكمتنا".كما انه ليس محتملا ان يوافق مقاتلو الفارك على دخولهم السجن على غرار عناصر حركة ام-149 القومية الذين صدر عفو بحقهم لدى حل حركتهم في التسعينيات، وقد خاض بعضهم بعد ذلك المجال السياسي بامتياز مثل عمدة بوغوتا الحالي غوستافو بيترو. وبين 2003 و2006 استفاد عناصر حركة الدفاع الذاتي الموحد في كولومبيل، وهي ميليشيات انشأها كبار ملاكي الاراضي خلال الثمانينيات لمحاربة الفارك، خلال نزع اسلحتهم، من تخفيف احكامهم مقابل اعترافاتهم بينما لم تتجاوز احاكمهم القصوى ثماني سنوات حتى لحالات ارتكبت فيها مجازر محق مدنيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف