قرّاء "إيلاف" لا يخشون حربًا إقليمية في المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يخشى قرّاء "إيلاف" حربًا إقليمية في المنطقة، مع تورط اسرائيل وحزب الله في سوريا، وهي خشية متنامية يشعر بها المواطن والسياسي في لبنان بدرجات متفاوتة.
بيروت: إنفجار الريحانية في تركيا، وقبله استهداف سوريا بغارات اسرائيلية، كلها أمور تطرح أكثر من سؤال حول تطور الأوضاع إلى حرب اقليمية في المنطقة، إلا أن معظم قرّاء "إيلاف" لا يخشون من تلك الحرب، فبعد توجيه السؤال إليهم، "هل تخشون أن يؤدي تورط إسرائيل وحزب الله في الأزمة السورية إلى نشوب حرب إقليميّة؟"، جاءت الإجابة على الشكل التالي: 5796 كان مجموع من صوتوا، 1448 قالوا نعم وشكلوا نسبة 25%، أما النسبة الأكبر فكانت النفي بمجموع 4348 صوتاً أي ما يعادل 75%.
"إيلاف" توجّهت بالسؤال نفسه إلى مواطنين لبنانيين، ونواب وخبراء سياسيين.
زياد خوري يخشى من اندلاع حرب بين اسرائيل وحزب الله وسوريا، والأمر يتنامى من جراء التصعيد الاسرائيلي على سوريا وتداعياتها. برأيه سيتم الدعاء للجهاد ضد اسرائيل مع الأطراف المناصرة لحزب الله وللنظام السوري، وبرأيه لن تكون الجبهة من الجنوب اللبناني بل من الجولان، ولن يعطوا ذريعة لاسرائيل لضرب لبنان، ولكن حزب الله مرتبط بالأمر، وسيكون هناك امتداد من لبنان إلى الجولان لمناصرة النظام السوري.
جنان كفوري تخشى من حرب اقليمية ستحصل، تكون أعنف من الحروب السابقة، لأنه وبرأيها ستتداخل فيها القوى الاقليمية وحزب الله، ولا تشارك لمى سنو هذه المخاوف وترى أن أي ضربة اقليمية لن تحصل في لبنان، وان الامر مجرد تهويل تمارسه اسرائيل على لبنان والمنطقة.
بالنسبة لفادي مبارك، لا ضوابط اليوم لردع حرب اقليمية قد تنشب في المنطقة، لأن العملية "فلتانة" برأيه، والخشية أكبر إن لم يتم التوافق على قانون للانتخابات في لبنان أو لم تجرِ الانتخابات النيابية.
وهذا برأيه يعطي ذريعة أكبر أن يسوء الوضع السياسي في لبنان ويخرج عن السيطرة، من خلال عدم وجود حكومة أو مجلس نواب لتشريع الحكومة، وهو فاقد لصلاحيته.
موسى سركيس يرى أن لبنان سيدفع تداعيات أي حرب ستجري في المنطقة إن كانت اقليمية أو غير ذلك، فمثلاً دفع تداعيات حروب عربية كثيرة كانت تتم على ارض لبنان، وهي ارض خصبة وفيها كل المنظمات المناهضة لكل دولة.
رامي سعد يؤكد أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يطل كثيرًا عبر شاشات التلفزيون وكلها مؤشرات من اجل تجييش القاعدة الايرانية على الارض اللبنانية والسورية، كي يخفف ضغطًا على النظام السوري وقد تدخل تلك الاطلالات برأيه ضمن سياق الاستعداد لحرب مقبلة.
ويرى أن القوى الاقليمية هي التي ترعى أي تجييش يحصل في المنطقة، لأنها لم تستطع خوض حرب عسكرية مباشرة على سوريا وتنهي الأزمة فتقوم بذلك بالواسطة، إن كان من خلال مجموعات مسلحة تديرها، وهذا يظهر في قيامها بتسليح كل العمليات كي تبقى بوادر الحرب مشتعلة.
جميل خليفة يستبعد أي حرب اقليمية في المنطقة ويرى أن المستفيد من تلك الحرب هم كثر، كل الانظمة التي تريد الاحتفاظ بأوراق ضغط في المنطقة، إن كانت روسيا أو اميركا أو ايران أو اسرائيل، الكل مستفيد من معيار معين من اندلاع حرب اقليمية في المنطقة.
اسرائيل المستفيد الأكبر
النائب محمد قباني ( المستقبل) يستبعد في حديثه لـ"إيلاف" حدوث حرب اقليمية بعد تدخل اسرائيل وحزب الله في الأزمة السورية، رغم أن المخاطر موجودة، والاستعدادات ظاهرة عند اسرائيل اكثر، وسوريا تغرق اليوم في ازمتها، ومن دون شك الخطر موجود، وقد تتزايد الاشتباكات ويتأثر لبنان بها، لأن كل الامور تشير إلى خطوات تصعيدية، وبخاصة مع الاعلان عن استخدام جبهة الجولان.
ويؤكد قباني أن الحرب في حال حصلت ستكون أسوأ على لبنان من حرب تموز (يوليو) 2006، وبرأيه، من يستطيع ضبطها هي الولايات المتحدة الاميركية ولكن هل ستقوم بضبط الوضع؟ لا احد يدري، ولكن هي من تستطيع ممارسة ضغوط على اسرائيل لمنعها من استهداف لبنان وسوريا.
ويعتبر قباني أن لبنان قد يدفع الثمن الأكبر في حال وقعت أي حرب اقليمية، ويلفت إلى أن كثرة إطلالات الأمين العام لحزب الله ليست مؤشرًا على نشوء الحرب، والمهم اليوم الافعال على الارض، وبالتالي مضمون الكلام هو الاهم، وكان كلام نصرالله تصعيديًا، وهذا يزيد من مخاوف حصول اشتباك بين اسرائيل وحزب الله، ويرى قباني أن اسرائيل هي المستفيدة الأكبر من اندلاع حرب اقليمية في المنطقة.
تغيُّر قواعد اللعبة
بدوره يرى النائب والمحلل السياسي فريد الخازن في حديثه لـ"إيلاف" أنه اذا تغيّرت حدود الحرب في سوريا، مع دخول طرف غير سوري في الحرب، كما حصل مع الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة عندئذ تتغيّر قواعد اللعبة وقد تؤدي إلى نشوء حرب اوسع اكيد، تتدخل فيها اطراف عديدة.
ويعتبر الخازن أن الحرب التي ستجري لن تشبه ابدًا حرب تموز (يوليو) 2006، فالأزمة في سوريا لا شبه فيها مع الوضع اللبناني وجنوبه، ولكن الأزمة في سوريا اكثر تعقيدًا وخطورة من الوضع اللبناني، لأنها حرب المهدد فيها هو الدولة ومؤسساتها وتماسك المجتمع، هي حرب اخطر بكثير في تداعياتها، وتأثير هذا الامر على الدول المحيطة ستكون له ارتدادات كبيرة، ولا احد يعرف متى تبدأ هذه الحرب ومتى تنتهي.
ويؤكد الخازن أن السيناريو المفترض اليوم لحرب اقليمية قد لا يحصل لكن محاولة ايجاد تسوية غير واردة اليوم، وعدم توسيع رقعة الحرب يكون بعدم تدخل قوى من الخارج.
ولا يظن الخازن أن لبنان ستكون له حصة من تلك الحرب في حال حصلت، لأن حزب الله اخذ موقفًا استباقيًا وتحذريًا لاسرائيل، واذا توسعت الحرب وتغيّرت قواعد اللعبة تغيّر الموضوع حينها.
ويؤكد أن من يسعى اليوم لإنهاء الحرب في سوريا هم المستفيدون من امكانية اندلاع حرب اقليمية، وهم كثر.