أخبار

منابرها مفتوحة للخطباء المتطرفين

فعاليات إسلامية في جامعات بريطانية تشهد فصلًا بين الجنسين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نحو 25 بالمئة من الفعاليات الإسلامية في الجامعات البريطانية تشهد فصلًا بين الجنسين، من دون أي تدخل من وزارة التربية والتعليم أو من إدارات الجامعات، واضعين ذلك في إطار حرية ممارسة الطقوس الدينية.

لندن: ألقى قادة إسلاميون متطرفون خطبًا أمام حشود من الطلاب في نحو 200 فعالية رسمية شهدتها بريطانيا العام الماضي، كما اظهرت دراسة للخطباء الذين وجهت اليهم الدعوات إلى الحديث في جامعات بينها كامبردج وبرمنغهام وكلية لندن الجامعية.

ويبدو أن فصلًا جرى بين الجنسين خلال الاستماع إلى هؤلاء الخطباء في ما لا يقل عن ربع هذه الندوات العامة التي نظمتها جمعيات اسلامية في 21 جامعة بريطانية. واعلنت جامعتان فتح تحقيق في عقد اجتماعات شهدت فصلًا بين الجنسين.

لكن دراسة أجرتها منظمة الحقوق الطلابية التي أُنشئت لمواجهة التطرف في الجامعات تشير إلى انتشار هذه الممارسة في عموم الجامعات البريطانية، على الرغم من أن الأنظمة الجامعية التي تنص على المساواة تمنع مثل هذا الفصل. وجاء في الدراسة أن جيلًا جديدًا من الخطباء المتطرفين الذين يستلهمون رجال دين راديكاليين مثل ابو قتادة وانور العولقي وابو حمزة المصري يطوفون على الجامعات لنشر نسختهم من الاسلام كما يفهمون تعاليمه.

لا يولد إرهابيًا

لدى بعض الخطباء تاريخ من كراهية المرأة والتحريض على العنف ضد المثليين والدعوة إلى الجهاد ضد غير المسلمين، بحسب صحيفة دايلي تلغراف، التي نقلت عن الخبير الأمني انتوني غليز قوله إن هذا يدل على وجود خلل في نظام التعليم العالي البريطاني.

ودعا غليز، الذي عمل مستشارًا لمجموعة برلمانية خاصة بالأمن الداخلي تضم ممثلين عن كل الأحزاب الرئيسة، إلى مكافحة التطرف في الجامعات البريطانية ومواجهة المتطرفين الذين يؤمنون بالفصل بين الجنسين، وإلا فان مزيدا من الطلاب والخريجين سيقبلون في نهاية المطاف على الارهاب. واضاف: "المرء لا يولد ارهابيًا بل يمكن تحويله ارهابيًا".

وتناولت دراسة الفعاليات التي رعتها جمعيات تنتمي إلى الاتحاد الطلابي 180 ندوة عُقدت في 60 معهدًا من معاهد التعليم العالي بمشاركة خطباء لهم تاريخ من الآراء المتطرفة أو اللامتسامحة، في فترة زمنية انتهت بشهر آذار (مارس) الماضي. ويُعتقد أن الفصل بين الجنسين حدث في أكثر من 25 بالمئة من هذه الفعاليات، بحسب باحثين سجلوا حالات من الفصل الصريح أو الضمني بين الجنسين.

ولا تتدخل وزارة الأعمال والتجديد والمهارات المسؤولة عن التعليم العالي أو تحدد مبادئ عامة بشأن الفصل بين الجنسين أو الدعوات المتطرفة في الحرم الجامعي.

القرار للجامعة

نقلت صحيفة دايلي تلغراف عن متحدث باسم الوزارة قوله: "إذا نظمت جامعة فعالية بفصل الحاضرين على اساس الجنس، فإن هذه قضيتها هي، ونحن لا نريد أن نبدو وكأننا نقحم انفسنا في طريقة عملها".

ومن أنشط هؤلاء المتطرفين الخطيب حمزة تزورتزس، الذي بعد ما كان عضوًا في حزب التحرير، ينتمي الآن إلى منظمتين محظورتين، إثر قرار كلية لندن الجامعية في نيسان (ابريل) الماضي منع اكاديمية التعليم والبحوث الاسلامية التي كان يقودها، بسبب فصلها بين الجنسين في إحدى الفعاليات.

وكانت تقارير افادت بأن تزورتزس ظهر على قناة يوتيوب بريطانية، تلاه المتهم بتفجيرات ماراثون بوسطن تيمورلنك تسارناييف.

ويجاهر تزورتزس بمعارضته لما يراها مفاهيم غربية في الحرية قائلا: "نحن المسلمين نرفض فكرة حرية التعبير بل وحتى فكرة الحرية"، كما نقلت عنه صحيفة دايلي تلغراف، مشيرة إلى أن حرية التعبير في الجامعات التي ينص عليها قانون التعليم الصادر في العام 1986 أتاحت له أن يتحدث أمام آلاف الطلاب الشباب.

وقالت جامعة كامبردج إن السلطات لن تتدخل في الفعاليات الطلابية، إلا في حال حدوث خرق للقانون، وقال متحدث باسم الجامعة: "هناك حرية تامة لأن يدعو الطلاب من يشاؤون، ولن نفرض اي سياسة عليهم". واعلنت جامعات عديدة انها منعت الفصل بين الجنسين عملا بسياساتها في المساواة والتنوع.

إلا إذا شكت النساء!

لكن رحيم قسام، رئيس منظمة الحقوق الطلابية، قال إن على الجامعات أن تفعل أكثر من ذلك لانهاء الفصل بين الجنسين. واضاف انه مستاء من إمكانية استخدام الجامعات البريطانية في القرن الحادي والعشرين للفصل بين الجنسين والحط من مكانة المرأة، مشددًا على أن قبول الفصل داخل الحرم الجامعي قضية أخطر بكثير مما كان يُعتقد في السابق.

ويُمارس الفصل بين الجنسين على نطاق واسع في الجوامع واماكن صلاة المسلمين وكذلك في بعض المعابد اليهودية. ويمكن أن يشكل تطبيقه في اماكن عامة غير دينية انتهاكًا لقوانين المساواة، بحسب صحيفة دايلي تلغراف.

وامتنع الاتحاد الوطني للطلبة في بريطانيا عن التعليق على القضية، لكن متحدثًا باسم اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية قال إن على الجامعات ألا تتدخل إلا إذا شكت النساء. وأوضح قائلًا: "طالما أن الأشخاص من الجنسين يرون في ذلك جانبًا من ممارسة ديانتهم، اعتقد يجب أن يكونوا احرارًا في ذلك، وإذا اشتمل ذلك على الفصل فليكن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف