تركيا "المهددة" تدعو حلفاءها للتحرك ضد النظام السوري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أنقرة: مع هجوم الريحانية وما ينطوي عليه من دلالة الى مخاطر تقديم الدعم لمقاتلي المعارضة السورية، اضطرت تركيا الى ممارسة اقصى الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك ضد نظام دمشق من اجل تدارك خطر امتداد النزاع.
فبعد صدمة التفجيرين اللذين وقعا في المدينة التركية الحدودية واسفرا عن سقوط 48 قتيلا واكثر من مئة جريح، حملت السلطات في انقرة الحكومة السورية المسؤولية واعتبرت انها تجاوزت "الخط الاحمر" ما يجيز لها "باتخاذ اي تدبير" انتقامي.
واضافت الحكومة التركية بنبرة حادة انها لن تسمح باي "خطر ارهابي" من جانب جارها الجنوبي، فيما تستقبل على اراضيها نحو اربعمئة الف سوري هاربين من المعارك التي خلفت حتى الان 80 الف قتيل بحسب المنظمة السورية لحقوق الانسان.
ويرى المحللون ان التفجيرين بسيارة مفخخة في الريحانية يدل على فشل السياسة التركية التي بعد ان سعت دون جدوى الى الاستفادة من علاقاتها الطيبة مع دمشق لتلعب دور الوسيط، قررت ان تلعب ورقة المعارضة.
ولفت سونر كاغابتاي من مؤسسة واشنطن الى "ان تركيا باعتبارها رحيل بشار الاسد امرا محتوما، تسعى الى زعزعته من خلال دعمها للمعارضة السياسية والمسلحة في سوريا". غير ان "هذه السياسة قد فشلت مع العواقب الخطيرة التي اظهرها تفجيرا السبت"، على حد قول كاغبتاي الذ قال ان "انقرة لم تعد تستطيع اعتبار نفسها في منأى عن تبعات الحرب".
ومنذ بدء النزاع في 2011 سقط اكثر من ثمانين مواطنا تركيا ضحايا مباشرين للاحداث السورية من ضمنهم ضحايا هجوم الريحانية. وقتل خمسة منهم بقذائف اطلقت من سوريا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. وفي شباط/فبراير اسفر هجوم بسيارة مفخخة عن سقوط 17 قتيلا عند مركز حدودي.
وعلى اثر هجوم السبت يعبر سكان الريحانية كل يوم عن غضبهم في الشارع بالتعرض ل25 الف لاجيء سوري يشكلون ضغطا على مدينتهم، وبالتنديد بدعم الحكومة التركية لمقاتلي المعارضة السورية.
وفي تقرير نشر قبل بضعة ايام حذرت منظمة الازمات الدولية غير الحكومية بوضوح من مخاطر الوجود الكبير للاجئين والمقاتلين السوريين من الطائفة السنية في محافظة هاتاي التركية حيث تقيم اقلية علوية كبيرة، وهي الطائفة التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وقد سعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يواجه انتقادات من قبل المتظاهرين في الربحانية وكذلك من خصومه السياسيين، الاحد الى اعادة الهدوء من خلال دعوته الشعب الى "ضبط النفس في مواجهة اي استفزاز يهدف الى جر تركيا الى المستنقع السوري".
وهكذا كما قال بنفسه الاثنين امام الصحافيين يعتزم رئيس الوزراء التركي في ضوء تفجيري الريحانية استغلال زيارته الجمعة الى واشنطن ل"يطلب" من الرئيس باراك اوباما التدخل بشكل اكثر حزما في الازمة السورية.
وان وافقت الولايات المتحدة عبر حلف شمال الاطلسي على نشر بطاريات صواريخ باتريوت ارض-جو، فانها ترفض فكرة انقرة لاقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، كما ترفض خصوصا تسليم اسلحة الى المعارضة السورية خشية ان تقع بين ايدي فصيلها الاسلامي الاكثر تطرفا.
وبحسب الصحف التركية فان اردوغان عازم على ان يقدم للرئيس الاميركي ادلة على استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، الامر الذي تعتبره الادارة الاميركية من "الخطوط الحمر".
والاحد عبرت نبرة وزير خارجيته احمد داود اوغلو اثناء زيارته الى برلين عن الضغط الذي تزمع انقرة ممارسته على حلفائها من خلال تنديده ب"صمتهم" وبعدم تحرك الامم المتحدة. وقال ان هجوم الريحانية "يظهر كيف تتحول شرارة الى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتا ويفشل مجلس الامن الدولي في التحرك".
الى ذلك قال دبلوماسي تركي ان هجوم الريحانية يظهر الى اي درجة نظام دمشق "بلا رحمة" و"كيف انه من الملح ايجاد حل للازمة".